أنقرة - صدق الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي رسميا على تولي حسن روحاني رئاسة البلاد وذلك في مراسم نقلها التلفزيون الرسمي الخميس بعد فوز روحاني الكاسح في انتخابات 19 مايو أيار. وفي كلمة أمام كبار رجال الدين والسياسة والجيش دعا خامنئي لروحاني بالنجاح. وسلم خامنئي روحاني تفويض الرئاسة كرمز للتصديق على توليه المنصب. وقبل خامنئي الرئيس على وجنته وقبل روحاني الزعيم الأعلى على كتفه في علامة على الطاعة. ودعا خامنئي مجددا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وبناء "اقتصاد مقاومة". وكان قد انتقد مرارا بطء وتيرة التعافي الاقتصادي منذ رفع معظم العقوبات الدولية على الجمهورية الإسلامية العام الماضي. ويبدو أن خامنئي قدم مكرها تفويض الرئاسة لروحاني وهو الذي أعلن دعمه بشكل مباشر للمرشح المتشدد إبراهيم رئیسي، كما انتقد أداء روحاني الاقتصادي. كما انتقد الرئيس الإيراني بلهجة حادة المرشد الإيراني والقضاء، وألمح إلى تدخل الحرس الثوري في الحملة الانتخابية لصالح رئيسي، بطريقة مخالفة للقانون، وهي خطوة أثارت استياء المحافظين وعلى رأسهم خامنئي. وأبرمت إيران في ظل رئاسة روحاني اتفاقا تاريخيا مع ست قوى عالمية في عام 2015 وافقت بموجبه على كبح أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات التي ظلت مفروضة عليها لمدة عشر سنوات. وبعد أداء اليمين السبت سيكون أمام روحاني أسبوعان لتقديم تشكيلة حكومته إلى البرلمان لمنحها الثقة. وقال روحاني في كلمة خلال المراسم "هدف الحكومة هو تحسين صورة إيران في العالم وحماية حقوق الشعب وإنهاء الفقر، وحماية الديمقراطية الدينية وأصوات شعبنا". وتعهد روحاني بفتح الأبواب أمام الاستثمارات الأجنبية والتجارة الدولية، لكن الرئيس الذي تولى مناصب سياسية وعسكرية كبيرة منذ الثورة الإسلامية في 1979، يواجه تحديات هائلة من بينها الخلافات السياسية العميقة بين النخبة الحاكمة وسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب العدائية تجاه إيران. وأوضح أن الحكومة عازمة على أن يتوافق برنامجها الاقتصادي مع البرنامج التنموي، مشيرا إلى أن اجتياز أصعب مراحل العقوبات سيكون ممكنا من خلال الدبلوماسية والاعتماد على قدرة الردع.
مشاركة :