كراكاس (أ ف ب) - أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إرجاء الجلسة الافتتاحية للجمعية التأسيسية التي ترفضها المعارضة، لمدة 24 ساعة إلى الجمعة، في ظل اتهامات بالتلاعب بأرقام التصويت في انتخابات اعضائها واستنكار دولي. وأشارت المدعية العامة في فنزويلا لويزا أورتيغا مساء الأربعاء إلى أنها فتحت تحقيقا في شبهات التزوير التي تشوب عملية التصويت لإنشاء هذه الجمعية المكلفة صياغة دستور جديد. وقال مادورو خلال لقاء مع الاعضاء الجدد للجمعية المنتخبة الاحد ان الجلسة الافتتاحية "ستعقد في أجواء من السلام والهدوء وتبعا لكل المراسم المتوجبة يوم الجمعة عند الساعة 11,00 صباحا" (15,00 ت غ). في المقابل، تعتزم المعارضة الاعتصام في البرلمان. وكانت تعد للتظاهر الخميس ضد ما تعتبره "سلطة عليا" ستتولى قيادة البلاد لمدة غير محددة. ويندد القادة المعارضون للتيار التشافي (تيمنا باسم الرئيس السابق هوغو تشافيز الذي تولى الرئاسة بين 1999 و2013) بالطابع "غير الشرعي" للجمعية التي تضم 545 عضوا. وباتت شرعية هذه الجمعية على المحك بعد إعلان المؤسسة المكلفة بتنظيم عملية التصويت عن "تلاعب بالأرقام". ويثير هذا الاستحقاق الانتخابي الذي أجري الأحد وسط أعمال عنف أودت بحياة عشرة أشخاص، موجة من الاستنكار على الصعيد الدولي. وقتل أكثر من 120 شخصا في المجموع في خلال أربعة أشهر من التظاهرات ضد الرئيس الاشتراكي. وصرح انطونيو موخيكالا، رئيس مجلس ادارة شركة "سمارت ماتيك" البريطانية التي تتخذ من لندن مقرا والموكلة تنظيم عمليات الاقتراع في فنزويلا "منذ 2004"، أن ارقام "المشاركة في انتخاب الجمعية التأسيسية الوطنية تعرضت للتلاعب بلا أدنى شك". وأكد أن "الفارق بين المشاركة الفعلية وتلك التي أعلنت عنها السلطات يبلغ مليون صوت على الأقل". - "تصريحات غير مسؤولة" - ورأى خوليو بورخيس، رئيس البرلمان الفنزويلي المنتخب في نهاية 2015 والذي تعود أغلبية المقاعد فيه للمعارضة، في هذا الاعلان "هزة قوية". وقالت تيبيساي لوسينا، رئيسة المجلس الانتخابي الوطني (الهيئة الوطنية التي تشرف على الانتخابات) إنها "تصريحات غير مسؤولة قائمة على تقديرات لا أساس لها لبيانات هي في حوزة المجلس حصرا". وأكد مادورو من جهته أنها "ردة فعل العدو الدولي" وأن الاستحقاق جرى "بشفافية". أما المدعية العامة أورتيغا، فقالت من جهتها عبر قناة "سي ان ان" الإخبارية الأميركية، "أعلمكم بأنني عينت قاضيين للتحقيق في ممارسات المدراء الأربعة للمجلس الانتخابي في سياق هذه الأفعال المشينة جدا". وقالت أورتيغا التي كانت نددت الاثنين بانتخاب الجمعية و"بالطموحات الديكتاتورية" للرئيس مادورو "نواجه حالة غير مسبوقة وخطرة تشكل جرما". وقاطعت المعارضة هذا الاستحقاق، منددة بـ "تحايل" الهدف منه تمديد ولاية مادورو التي تنتهي سنة 2019. وقالت السلطات إن أكثر من ثمانية ملايين شخص، اي 41,5 في المئة من القاعدة الناخبة، شاركوا في انتخاب الجمعية التأسيسية الاحد. وهي نسبة تفوق 7,6 ملايين صوتوا في الاستفتاء الذي نظمته المعارضة في 16 تموز/يوليو ضد مشروع الجمعية التأسيسية. ويشكك كل من الطرفين في الارقام التي يعلنها الخصم. ويشارف الاقتصاد الفنزويلي على الانهيار. وأكد مركز "داتاناليسيس" لاستطلاعات الرأي رفض أكثر من ثمانين في المئة من الفنزويليين حكم مادورو للبلاد. وأعلن الاتحاد الأوروبي الأربعاء أنه لن يعترف بالجمعية التأسيسية. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني إن "انتخاب المجلس التأسيسي فاقم الأزمة في فنزويلا على المدى الطويل". - "خفض التوتر" - وستطلق الجمعية التأسيسية أعمالها في أجواء توتر مع الولايات المتحدة اشتد إثر موجة من الاستنكار الدولي لتوقيف قياديين بارزين في المعارضة هما ليوبولدو لوبيز (46 عاما)، مؤسس حزب "الارادة الشعبية"، وانطونيو ليديزما (62 عاما)، رئيس بلدية كراكاس في منزليهما، ليل الاثنين الثلاثاء. وحمّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مادورو "شخصيا" مسؤولية سلامة المعارضين في السجن، منددا بـ "أفعال ديكتاتورية مادورو". وستكون الجمعية التأسيسية أعلى سلطة في فنزويلا، وستفوق صلاحياتها صلاحيات الرئيس وستكلف بإعداد دستور جديد. ومن شأنها إحلال "السلام" في البلاد ومساعدة الاقتصاد على الانتعاش، على حد قول رئيس الدولة. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السلطات إلى "بذل ما في وسعها لخفض التوتر" في البلد النفطي الذي بات على شفير الهاوية. وأعلن مادورو الأربعاء تعيين خورخي أريياسا وزيرا جديدا للخارجية محل دلسي رودريغيز الذي انتخب عضوا في الجمعية التأسيسية. وكان أرييس يشغل سابقا منصب وزير المناجم.ماريا إيزابيل سانشيز © 2017 AFP
مشاركة :