--> لدينا من يحاول اغراقنا بالصراع بين تيارين (متمسّك بالأصول، وآخر تغريبي ) إنّهم يبالغون في الاختلاف ولا يحاولون أن يتبنّوا مفهوم التقارب والائتلاف. فرموز التيار المتزمّت كما يوصفون يخدعون أتباعهم بالمصطلحات الشاذة والمتطرفة حول المؤامرة على الاسلام والمسلمين والحقد الذي يمارسه الغرب (الكافر) علينا. ومن تلك المؤامرات التي يزعمونها التهويد، التبشير، الحروب الصليبية والتغريب الجديد، واصفين الانسان المسلم وكأنه بلاعقل، يتم توجيهه كيفما يشاء الغير. لا ننكر أنَّ الكثير من هذه المؤامرات حدث بالفعل، ومازال الغرب كغيره من الامبراطوريات لديه مطامع ومصالح واستراتيجيات وهذه حقيقة على كل المستويات لا يمكن التغافل عنها أو القفز عليها، ولكن ما أقصده هنا هو أن التهويل بشأنها والتقليل من قوتنا ومناعتنا لا يخدم وجودنا في هذه اللحظة التي لا تحتمل الانغلاق، وهو الأمر الذي يجعلنا نتوقف حقاً أمام سؤال هام: هل هذا الخوف ناتج عن ضعف عقيدة المسلم وعدم ايمانه الكامل، أم ناتج عن قوة الغرب الضاغطة؟. أتفهم تماماً كيف يمكن للبعض أن يقوم بتشويه الحقائق لأنها الوسيلة الوحيدة ليتم الحفاظ بها على هيبتهم، وعلى ارعاب الناس منهم وجعلهم تحت سلطتهم، ولكن ما ذنب الانسان المسلم البسيط الذي يتم استغلاله، والذي يصدّق هذا التهديد! فينقلب على عقبيه إلى مُحارب لكل ماهو جديد أو مخالف خوفاً من فساد العقيدة!. يقول فؤاد بطرس : نحن أيضاً سنموت تاركين للأجيال التي تلينا ادراكنا المشوّه للأمور. الحياة في حالة تغيّر دائم كخلايا الجسم. هناك خلايا تموت وخلايا تتجدّد. أن نُكمل ما صنعه أجدادنا هو أن نبقى على نفس الطريق الذي سلكوه دون أن نأخذ أخطاءهم بعين الاعتبار. في نظري أنَّ محاولتنا الوصول لما وصل إليه الغرب من علم وتقنية مع الحفاظ على عادات مجتمعنا وتقاليده هي محاولة جادة نحو التقدم بالاسلام وليس ضده. ونحن بهذا المفهوم أشخاص تغريبيون بالفطرة، وإلا إن لم نكن كذلك فلماذا لانكف عن مشاهدة التلفزيون مثلاً. ولماذا لايتوقفون هم عن استخدام الانتزنت الذي يتواجدون فيه بكثافة وبكثرة من أجل مواجهة وقذف مخالفيهم؟؟ أليس تويتر والفيس بوك الذي يجتمعون فيه من صنع هذا الغرب؟!. Follow me: @hildaismailr مقالات سابقة: هيلدا اسماعيل : -->
مشاركة :