فاقم المنتخب الهولندي لكرة القدم من أحزان ومحنة نظيره البرازيلي وتغلب عليه 3/صفر يوم السبت باستاد "ماني جارينشيا" بالعاصمة برازيليا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. وأحرزت الطاحونة الهولندية المركز الثالث بجدارة وبعد فوزها الثمين بثلاثية نظيفة مع الرأفة بينما مني المنتخب البرازيلي الهزيمة الثانية له في غضون خمسة أيام واكتفى بالمركز الرابع في هذه البطولة التي تختتم الأحد على أرضه بالمواجهة بين المنتخبين الألماني والأرجنتيني على استاد "ماراكانا" الأسطوري بمدينة ريو دي جانيرو في نهائي البطولة. وجاءت الهزيمة اليوم كصدمة جديدة وهائلة للسامبا البرازلية بعد خسارة الفريق المهينة 1/7 أمام نظيره الألماني يوم الثلاثاء الماضي في المربع الذهبي للبطولة. بينما استعادت الطاحونة اتزانها بالفوز في مباراة السبت بعد السقوط أمام المنتخب الأرجنتيني يوم الأربعاء الماضي بركلات الترجيح في المباراة الثانية بالدور قبل النهائي للبطولة. وحسم المنتخب الهولندي المباراة مبكرا بهدفين أحرزهما روبن فان بيرسي من ركلة جزاء في الدقيقة الثالثة ودالي بليند في الدقيقة 16 ثم أضاف جورجينيو فالداينوم الهدف الثالث في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع للمباراة. وسيطر التوتر والارتباك على الدقيقة الأولى من المباراة حيث كثرت الكرات المقطوعة من اللاعبين خاصة في الجانب البرازيلي. واستغل المنتخب الهولندي هذا الارتباك الواضح في صفوف السامبا وأحرز هدفا مبكرا ليضاعف من صعوبة المهمة على أصحاب الأرض. وجاء الهدف من ركلة جزاء سددها روبن فان بيرسي في الدقيقة الثالثة من المباراة ليعيد إلى أذهان الجماهير في المدرجات أحداث المباراة التي خسرها المنتخب البرازيلي أمام نظيره الألماني 1/7 يوم الثلاثاء الماضي في المربع الذهبي للبطولة. ولم يتردد الحكم الجزائري جمال حيمودي في احتساب ضربة الجزاء للهولندي آريين روبن في الدقيقة الثانية من المباراة اثر هجمة سريعة منظمة اخترق بها روبن الدفاع البرازيلي المهتز فلم يجد تياجو سيلفا قائد السامبا بدا من جذب روبن على حدود المنطقة ليسقط روبن ويطلق الحكم صفارته معلنا عن ركلة الجزاء. وأنذر الحكم اللاعب تياجو سيلفا بينما حاول روبن مطالبة الحكم بطرد القائد البرازيلي دون جدوى. وسدد فان بيرسي الركلة على يسار الحارس البرازيلي المخضرم جوليو سيزار في الدقيقة الثالثة ليكون هدف التقدم الهولندي. وواصل المنتخب الهولندي سيطرته على مجريات اللعب وسط تراجع واضح في مستوى الأداء البرازيلي إضافة للأخطاء القاتلة من دفاع السامبا بينما اعتمد هجوم أصحاب الأرض على المرتدات السريعة والعرضيات التي لم تسفر عن شيء. ونال روبن إنذارا في الدقيقة التاسعة لجذب لاعبي البرازيل من قميص اللعب. ولعب ماكسويل كرة عرضية من الناحية اليسرى في الدقيقة العاشرة ولكنها لم تجد متابعة جيدة من زملائه أمام المرمى الهولندي. ووجهت الطاحونة صدمة جديدة للمنتخب البرازيلي في الدقيقة 16 بتسجيل الهدف الثاني اثر عرضية لعبها جوناثان دي جوزمان من الناحية اليمنى وحاول ديفيد لويز إبعادها برأسه ولكنه أخطأ في التعامل مع الكرة وهيأها للاعب الهولندي دالي بليند بوسط منطقة الجزاء فلم يتردد الأخير في تهيئة اكرة لنفسه وسددها في زاوية صعبة على يسار سيزار محرزا الهدف الثاني. وشن أوسكار هجمة عنترية حتى وصل إلى قوس منطقة جزاء المنتخب الهولندي في الدقيقة 21 ولكن الكرة التي سددها ذهبت إلى يد الحارس الهولندي. كما حصل أوسكار على ضربة حرة بجوار منطقة الجزاء الهولندية في الدقيقة 27 اثر انطلاقة من الناحية اليمنى وعرقلة من برونو مارتينز إندي. ولعب أوسكار الضربة الحرة بنفسه وحاول زميله المهاجم تسديدها برأسه إلى داخل المرمى ولكن الكرة ذهبت بعيدا. وحصل المنتخب البرازيلي على ضربة حرة أخرى بجوار منطقة الجزاء الهولندية في الدقيقة 34 ولعبها أوسكار أيضا ولكن جورجينيو فاينالدوم أبعدها برأسه في الوقت المناسب من أمام المرمى إلى ضربة ركنية لعبها ويليان ولكنها لم تسفر عن شيء. ونال اللاعب الهولندي جوناثان دي جوزمان إنذارا في الدقيقة 36 لإعاقة أوسكار اثر انطلاقة للاعب البرازيلي في وسط الملعب. وواصل المنتخب البرازيلي إهدار الفرص التي تتاح له حيث لعب أوسكار عرضية من الناحية اليمنى في الدقيقة 37 ولكنها مرت من أمام ثلاثة لاعبين برازيليين بمحاذاة المرمى الهولندي ثم خرجت من الملعب دون أن يستغلها أي لاعب. ورد فان بيرسي بتسديدة مباغتة من مسافة بعيدة في الدقيقة 41 ولكن سيزار أمسكها بثبات. وحصل راميريس على ضربة حرة خارج حدود منطقة الجزاء الهولندية في الدقيقة 43 وخرج اللاعب للعلاج بينما سدد أوسكار الضربة الحرة لترتد من الحائط البشري الدفاعي ثم تابعها ماكسويل بتسديدة قوية أخرى ولكنها ذهبت عاليا لينتهي الشوط بتقدم هولندا 2/صفر. ومع بداية الشوط الثاني ، أجرى لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي تغييره الأول بنزول فيرناندينيو بدلا من لويز جوستافو. وبدأ المنتخب البرازيلي الشوط الثاني بنشاط ملحوظ لتعديل النتيجة ولكنه اصطدم بالدفاع العهولندي المنظم والمتكتل. ووسط المناوشات البرازيلية ، كان النجم الهولندي في طريقه للانفراد بحارس المرمى البرازيلي من هجمة مرتدة سريعة في الدقيقة 50 ولكن راميريس أعاقه ليوقف الهجمة. ورغم هذا ، استغل روبن الضربة الحرة حيث وصلت منها الكرة إليه ليتقدم بها ويتوغل داخل منطقة الجزاء ثم سدد الكرة قوية ولكنها ارتطمت بقدم أحد المدافعين وتهيأت أمام برونو مارتينز إندي في حلق المرمى بالناحية الأخرى على يسار الحارس سيزار ولكن إندي لم يستطع السيطرة على الكرة لتخرج منه بجوار القائم. وأجرى سكولاري تغييره الثاني في الدقيقة 57 بنزول هيرنانيز بدلا من باولينيو. ووصلت الكرة إلى راميريس خارج منطقة الجزاء الهولندية في الدقيقة 60 ونجح في التخلص من أكثر من مدافع ثم سدد الكرة من حدود المنطقة ولكن بجوار المرمى على يمين الحارس الهولندي. وحصل البرازيلي مايكون على ضربة حرة أمام قوس منطقة الجزاء الهولندية في الدقيقة 63 وسددها ديفيد لويز ولكن في يد الحارس. وأبعد اللاعب الهولندي رون فلار الكرة في الوقت المناسب من أمام أوسكار اثر هجمة برازيلية سريعة في الدقيقة 65 . ووسط الضغط البرازيلي الهجومي ، أشهر حيمودي البطاقة الصفراء في وجه أوسكار اثر سقوطه داخل منطقة جزاء هولندا بعد التحام من بليند حيث اعتبر حيمودي اللاعب البرازيلي يتظاهر بالتعرض للعرقة. وخرج بليند مصابا في الدقيقة 70 ولعب مكانه داريل يانمات. وأجرى سكولاري تغييره الثالث الأخير في الدقيقة 73 بنزول هالك على حساب راميريس لزيادة القدرة الهجومية للفريق. ورغم المحاولات الهجومية البرازيلية فيما تبقى من المباراة ، افتقدت هجمات الفريق للخطورة المطلوبة في مواجهة الدفاع المنظم لهولندا. واتسمت المرتدات السريعة للمنتخب الهولندي عن طريق روبن بخطورة فائقة وكادت تسفر عن هدف ثالث في الدقيقة 82 ولكن فيرناندينيو أسقط روبن في اللحظة الأخيرة بينما أشار الحكم باستمرار العب رافضا مطالبات النجم الهولندي بركلة جزاء. وأطلقت الطاحونة الهولندية رصاصة الرحمة على المنتخب البرازيلي في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع للمباراة اثر هجمة سريعة مرر منها روبن الكرة إلى يانمات في الناحية اليمنى حيث لعبها بدوره عرضية وقابلها فاينالدوم من وسط منطقة الجزاء بتسديدة مباشرة إلى داخل المرمى على يسار الحارس دون أي مضايقة من الدفاع. وعاند الحظ المنتخب الهولندي في الدقائق المتبقية وحرمه من تسجيل هدف رابع لينتهي اللقاء بالفوز على البرازيل بثلاثة أهداف نظيفة.