جدة (السعودية) - وقع مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للإغاثة الخميس مع منظمة الصحة العالمية اتفاقا بقيمة 33.7 مليون دولار لمكافحة الكوليرا في اليمن حيث يتجاوز عدد الاصابات المشتبه بها 400 ألف في بلد يعيش "أكبر أزمة انسانية في العالم". ويأتي الاتفاق بعد أيام من مذكرة تفاهم منح المركز بموجبها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) 33 مليون دولار لمشاريع تنقية المياه وإصلاح نظام الصرف الصحي الأساسية لوقف انتشار الوباء في اليمن. وقال مركز الملك سلمان للإغاثة في بيان إن الاتفاقين هما جزء من منحة بقيمة 66.7 مليون دولار أعلنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أواخر يونيو/حزيران للمساعدة في مكافحة الوباء القاتل. وذكرت منظمة الصحة العالمية في تغريدة الأربعاء أن الكوليرا تواصل انتشارها في اليمن حيث سجلت أكثر من 436 ألف حالة يشتبه في إصابتها بالمرض وأكثر من 1915 حالة وفاة منذ 27 أبريل/نيسان. وذكر مركز الإغاثة السعودي أن الرياض قدمت 550 طنا من اللقاحات الأدوية والمستلزمات الطبية تم ايصالها إلى المناطق اليمنية غير الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين. ونقل البيان عن تقرير لوزارة الصحة اليمنية أن حالات الكوليرا تتركز في محافظات صنعاء والضالع وتعز ولكن عدد الحالات تراجع بشكل ملحوظ في مأرب وشبوة وصعدة والمهرة والجوف. وأعلنت الأمم المتحدة الأربعاء في بيان أن الحرب والجوع والكوليرا جعلت 80 بالمئة من أطفال اليمن بحاجة إلى مساعدة انسانية فورية. وتابع البيان أن "نحو مليوني طفل يمني يعانون من سوء تغذية حاد. وسوء التغذية يجعلهم أكثر عرضة للكوليرا. والمرض يخلق المزيد من حالات سوء التغذية"، في ما وصفته بأنه "مزيج خبيث". بعد أكثر من سنتين من الحرب بين القوات الحكومية اليمنية التي تدعمها السعودية وميلشيات الحوثي الشيعية التي تدعمها إيران باتت معظم البنى التحتية مدمرة في اليمن والملايين من سكانه عرضة لخطر المجاعة. وتعهد المانحون الدوليون بتقديم مساعدات بقيمة 2.1 مليار دولار في مؤتمر دولي في وقت سابق من هذا العام، لكن لم يجمع سوى ثلث هذا المبلغ. وبسبب العجز والتركيز على محاربة الكوليرا، يعاني الملايين سوء التغذية. ووضع الحوثيون بانقلابهم على الشرعية بقوة السلاح، اليمن على حافة الانهيار على جميع الأصعدة خاصة منها الخدمات. وتحتكر الميليشيا الانقلابية التجارة والمرافق الصحية والخدماتية وتدير مناطق سيطرتها على أساس الولاء. وتقول مصادر إن الحوثيين يعمدون إلى حصار وتجويع اليمنيين وحرمانهم من كل مسببات الحياة لتطويع الرافضين لحكمهم.
مشاركة :