موسكو تحذر واشنطن من الانزلاق إلى الحرب الباردة

  • 8/4/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو/ شتوتغارت (ألمانيا) - قالت وزارة الخارجية الروسية الخميس إن الاتهامات التي وجهها نائب الرئيس الأميركي مايك بنس لروسيا بأنها تعمل على إبعاد منطقة البلقان عن الغرب تؤدي إلى زعزعة استقرار جنوب أوروبا وتكشف عن عقلية الحرب الباردة في واشنطن. وأدلى بنس بتصريحات الأربعاء في جمهورية الجبل الأسود في آخر محطات جولة كانت تهدف إلى طمأنة دول في شرق أوروبا بشأن التزام واشنطن بأمنها على الرغم من شكوك تسبب فيها فتور مساندة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحلف شمال الأطلسي. وقالت الخارجية الروسية "من المؤسف ملاحظة انزلاق واشنطن أكثر من أي وقت مضى إلى أيديولوجية بائدة تعود لعهد الحرب الباردة بشكل منفصل عن الواقع تماما". وأضافت في بيان أنها دعت الولايات المتحدة للتوقف عن تشويه سمعة روسيا وسياستها الخارجية التي قالت إنها تعتمد على احترام الحلفاء والاستعداد للعمل مع شركاء دوليين. ووقع ترامب الأربعاء على مضض على تشريع يفرض عقوبات جديدة على روسيا مما حوله إلى قانون في خطوة قالت عنها موسكو إنها تصل إلى حد حرب تجارية شاملة وتقضي على آمال تحسين العلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة. وأجرى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون اتصالا هاتفيا بنظيره الروسي سيرغي لافروف الخميس اتفقا خلاله على مناقشة العلاقات الثنائية على هامش مؤتمر دول جنوب شرق اسيا (آسيان) في مانيلا، بحسب الخارجية الروسية. وتأتي محادثات الوزيرين وسط تحذيرات الرئيس دونالد ترامب من أن العلاقات بين البلدين تراجعت إلى "مستوى خطير". وقالت الخارجية الروسية إن المكالمة بين تيلرسون ولافروف كانت بمبادرة أميركية. واتفق الرجلان على مناقشة قضايا بينها "وضع العلاقات الثنائية بين روسيا والولايات المتحدة في اجتماع على هامش منتدى أسيان" الاقليمي حول الأمن الذي يعقد من 6 إلى 8 أغسطس/اب في مانيلا. كما تحدث لافروف وتيلرسون عن الكيفية التي يجب أن يرد فيها مجلس الأمن الدولي على التجربة الصاروخية الأخيرة لكوريا الشمالية في 28 يوليو/تموز واتفقا على مناقشة هذه القضية بتفصيل أكبر في مانيلا. وأضاف المصدر أن الوزيرين "اتفقا على أن يناقشا بالتفصيل إمكانيات التعاون المتبادل"، لكن التوترات الأخيرة بين البلدين بددت كل آمال لتطبيع سريع بين موسكو وواشنطن. مناورات عالمية لمواجهة تعاظم قوة روسيا وقال ضابط كبير في الجيش الأميركي الخميس، إن الجيش يتحول نحو إجراء مناورات عسكرية ذات صبغة عالمية أكثر ليستعد بصورة أفضل لمواجهة تزايد القوة الروسية وتهديدات عالمية أخرى. وقال الجنرال بالقوات الجوية جون هيلي المسؤول عن المناورات العسكرية للقوات الأميركية في أوروبا، إن المسؤولين يدركون أنهم يحتاجون للاستعداد بشكل أفضل لمواجهة تهديدات تزداد تعقيدا في كل مجالات الحرب البرية والبحرية والجوية والفضائية والإلكترونية. وتمت بالفعل بعض المناورات ذات الصبغة العالمية وإن كانت على نطاق محدود، لكن الهدف يتمثل الآن في إجراء مناورات أكثر شمولا بحلول السنة المالية لعام 2020 تضم قوات من كل القيادات العسكرية التسعة للجيش الأميركي بدلا من التركيز على مناطق بعينها أو أحد أسلحة الجيش مثل مشاة البحرية. وقال هيلي في مقابلة هذا الأسبوع "ما نصبو إليه في نهاية المطاف هو برنامج تدريبات متكامل على مستوى العالم بشكل يمكننا جميعا من العمل بتناغم في تدريب عسكري عالمي مشترك". وقال إن المناورات الحربية والتدريب أمر لا غنى عنه للتدريب على خوض صراعات محتملة على أن تعكس الطبيعة العالمية للتهديدات العسكرية الراهنة مثل الحرب الإلكترونية. وأضاف هيلي إن تركيزه الرئيسي في أوروبا ينصب على روسيا وقال إن المسؤولين سيراقبون عن كثب مناورة تجريها موسكو تبدأ الشهر المقبل ويقول خبراء إنها قد تضم نحو مئة ألف جندي. وأشار إلى أن مراقبين من روسيا حضروا تدريبات عسكرية أجرتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في منطقة البحر الأسود، لكن موسكو لم تقدم دعوة مماثلة لحضور مناوراتها. وقال "لا يتحلون بالشفافية التي نتعامل بها". وتقول موسكو إن مناوراتها الحربية ستجرى بمشاركة أقل من 13 ألف جندي وبالتالي لا تستحق دعوة مراقبين من الخارج. وقال هيلي إن تقييما مبدئيا لعدد من التدريبات العسكرية التي تمت في أنحاء أوروبا هذا الصيف بمشاركة أكثر من 40 ألف جندي من الولايات المتحدة وقوات الدول الحليفة جاء إيجابيا، لكن تقييما شاملا سينتهي بحلول أكتوبر/تشرين الأول. وعززت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من تواجد قواتهما وتدريبها في أوروبا لردع روسيا بعد أن ضمت شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014. وشمل ذلك نشر أربع مجموعات قتالية تابعة للحلف كل منها يضم ألف جندي في إستونيا وليتوانيا ولاتفيا وبولندا التي تقع جميعها على الحدود مع روسيا. وقال هيلي إن الجيش الأميركي يعتزم إجراء 11 تدريبا كبيرا العام القادم بمشاركة عدد من الدول الحليفة في حلف شمال الأطلسي من أيسلندا وصولا إلى بريطانيا مرورا بدول البلطيق وفنلندا. وسوف تشمل تلك التدريبات أيضا قوات جوية وبرية وبحرية.

مشاركة :