صنعاء:«الخليج» تكتسب الاتهامات الموجهة لقطر بدعم الإرهاب والجماعات المتطرفة حيثيات موضوعية وواقعية مستمدة من تصاعد لافت لأنشطة هذه الجماعات المنضوية تحت راية «الإخوان المسلمين»، التنظيم الذي تمثل الدوحة أحد أبرز العواصم الممولة لأنشطته المشبوهة والموسومة بالإرهاب. كميليشيات ناشئة تمارس العنف وترفض الامتثال لسلطة الحكومة الشرعية، تصدرت الجماعات المتطرفة التابعة ل«لإخوان» وتنظيم «القاعدة» والتيار السلفي المتشدد مشهد التصعيد الأمني المتكرر في كل من العاصمة السياسية المؤقتة «عدن» وتعز وبعض المحافظات الجنوبية والشرقية. واعتبر الخبير في دراسة تاريخ الجماعات المتطرفة في اليمن ياسين عبد الباري القدسي في تصريح ل«الخليج»، أن الاتهامات الموجهة لقطر بتمويل الجماعات الإرهابية في اليمن ليس من قبيل المزايدة أو محاولة إلصاق التهم بالنظام القطري، مشيراً إلى أن قطر لا تقدم دعماً مباشراً للقيادات الميدانية للجماعات المتطرفة كتنظيم «القاعدة» أو الميليشيات التابعة ل«حزب الإصلاح» أو التيار السلفي المتشدد فحسب؛ بل توجه الدعم المالي واللوجستي للقيادات السياسية لهذه الكيانات المتطرفة، التي لا تزيد على كونها أجنحة عسكرية، الأمر الذي يمكن معه تفهم حيثيات إدراج اسم الأمين العام لحزب الرشاد السلفي «الحميقاني» ضمن القائمة السوداء الصادرة عن الدول الأربع المقاطعة لقطر. التجوال في مدينة منكوبة كتعز، وإن كان يمثل مجازفة غير مأمونة، في ظل تفاقم حالة الانفلات الأمني التي برزت إلى الواجهة كأحد أبرز التداعيات الناجمة عن مشاركة فصائل وجماعات مسلحة تابعة ل«الإخوان» والتيار السلفي المتشدد، ضمن مكونات المقاومة المسلحة، التي أسهمت بدور فاعل في تعزيز انتصارات الجيش في عاصمة المحافظة، قبيل أن تتحول هذه الجماعات إلى مشكلة أمنية طارئة، جراء تحولها الفعلي إلى ميليشيا مسلحة تمارس العنف وترفض الانصياع للشرعية. واعتبر الناشط الحقوقي بتعز عبد الحكيم أحمد المصعبي في تصريح ل«الخليج»، أن الجماعات المسلحة التي تمارس العنف غير المبرر بتعز وتسببت في خلق مشكلة أمنية عقب تحرير الجيش لمعظم مناطق عاصمة المحافظة، تحصل على دعم سخي من قطر كون هذه الجماعات هي جزء من الجناح العسكري لجماعة «الإخوان» الذي يمثلها حزب «التجمع اليمني للإصلاح» المدعوم من الدوحة. ولفت إلى أن ثمة معطيات على الأرض تعزز الشكوك الموضوعية في اضطلاع قطر بدور الممول والداعم لأنشطة الجماعات الإرهابية في اليمن؛ حيث شهدت أنشطة وتحركات هذه الجماعات تصاعداً غير مسبوق منذ بدء الأزمة الخليجية الطارئة وإعلان الدول الأربع قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة. وتصاعد أنشطة الجماعات الإرهابية وبوتيرة لافتة، منذ بدء الأزمة الخليجية في كل من تعز وعدن، دفع إلى الواجهة بجرائم اغتيالات مبهمة الدوافع لقيادات ناشطة في المقاومة الشعبية وضباط وجنود في قوات اللواء «35» مدرع بتعز ومديرية أمن عدن وقوات النخبة في حضرموت، التي تحولت إلى هدف لمسلحي تنظيم «القاعدة». واتهم الخبير في دراسة ظاهرة الجماعات الإرهابية والباحث في جامعة تعز عبد العزيز أحمد العزي في تصريح ل«الخليج»، قطر بالوقوف وراء تصاعد أنشطة الجماعات الإرهابية في المناطق المحررة من الميليشيا الانقلابية. وأشار إلى أن التوجهات الأيدلوجية للجماعات المتطرفة التي تمارس العنف والإرهاب في كل من تعز وعدن وحضرموت وعدد من المناطق الأخرى يكشف أنها منضوية تحت مظلة «الإخوان»، الذي تشرف قياداته على توجيه هذه الجماعات لتنفيذ أهداف محددة تندرج ضمن أجندة محاطة بالكثير من الغموض. ولفت إلى أن دعم النظام القطري ل«الإخوان»، ليس سراً وإنما واضح بشكل علني؛ حيث تحولت الدوحة إلى ملجأ لقيادات «الإخوان» الفارين من أحكام قضائية والمطلوبين للعدالة من قبل عدد من الدول العربية وبالتالي فإن تمويل أنشطة «الإخوان» في اليمن هو جزء من منظومة الدعم القطري لهذا الكيان المتطرف، الأمر الذي يظهر بما لا يدع مجالاً للشك بأن الدوحة تقف وراء تصاعد أنشطة الجماعات الإرهابية في اليمن وهذا الأمر يستند إلى أدلة ملموسة.
مشاركة :