واشنطن - هاف بوست عربي: أطلق مخرج فيلم تايتانيك الأمريكي جيمس كاميرون مبادرة إنقاذ بقيمة 165 مليون جنيه إسترليني لجلب كنوز سفينة تايتانيك مرة أخرى إلى المملكة المتحدة. المخرج ذو الـ 62 عاماً الذي أصبح فيلمه الحائز الأوسكار عام 1997 ثاني أكثر الأفلام أرباحاً في شباك التذاكر في التاريخ، لجأ إلى التعاون مع الدكتور روبرت بالارد، الذي اكتشف حطام السفينة مع المتحف البحري الوطني في جرينويتش والجمعية الجغرافية الملكية في سعيهم لإعادة 5500 تحفة إلى بلفاست التي بُنيت فيها التايتانيك. خطة الإنقاذ وكشف الدكتور بالارد عن خطة الإنقاذ في جلسة استماع في محكمة في فرجينيا في الولايات المتحدة أواخر يونيو الماضي. جاء هذا بعد إعلان الشركة الأم لشركة RMS تايتانيك التي تحوز حقوق التنقيب في الحطام إفلاسها. شركة RMS تايتانيك تابعة حصراً لشركة Premier Exhibitions الأمريكية التي كشفت أخيراً عن عرضها لكنوز السفينة وحقوق التنقيب المستقبلية للبيع، إذ ترزح الشركة تحت ثقل دين يبلغ قيمته 9 ملايين جنيه إسترليني. حملات غطس ومنذ أن حازت على حقوق التنقيب في 1987 نظمت الشركة حملات غطس هائلة لاستعادة كنوز الحطام المختلفة القابعة على مسافة 12500 قدم تحت سطح المحيط الأطلسي، حيث غرقت السفينة في شمال الأطلسي بعد أن أبحرت من ميناء بلفاست إلى ساوتمبتون، على بعد 400 ميل من ساحل الأراضي الجديدة المكتشفة (New Found Land) بعد اصطدامها بجبل جليدي في أبريل 1912. وغرق أكثر من 1500 من عدد الركاب الإجمالي البالغ 2224 في الكارثة التي حصلت أثناء رحلة السفينة الأولى من ساوثامبتون إلى نيويورك. وبالرغم من أن بعض التحف ظهرت إلى العلن على مرّ السنوات إلا أن معظمها ظلّ مخفياً في مجموعة مخازن سرية في الولايات المتحدة الأمريكية. حان وقت ظهور الكنوز وزار عالِم المحيطات الدكتور ديفيد جالو الذي قاد بعثة رسم خريطة الحطام في 2010، التحف الأثرية أواخر شهر يونيو الماضي. وبحسب الدكتور جالو فإن كل تحفة، كل رسالة وصورة تحكي القصة كلها، حان الوقت لتظهر هذه الأشياء إلى العلن ليشاهدها العالم كله وأنسب مكان لذلك هي المملكة المتحدة حيث وُلدت سفينة التايتانيك. الدكتور روبرت بالارد الذي اكتشف الحطام في 1985، قال في جلسة الاستماع في نورفولك بفرجينيا إنه خاض نقاشات مع كاميرون وجمعيات بريطانية لإحضار كنوز التايتانيك مجدداً إلى بريطانيا. وقال إن المجموعة تخطط لعرض التحف في متحف سيبنى في موقع حوض بناء السفن هارلند أو وولف في بلفاست، حيث بنيت السفينة وانطلقت من هناك إلى ساوثامبتون. حفظ التحف وقال مصدر مقرب من جيمس كاميرون حسب ما نقلت صحيفة Daily Mail إن كاميرون ملتزم بحفظ التحف، وأضاف: إن كاميرون غطس إلى موقع الحطام عدّة مرات أثناء تصويره مشاهد الفيلم، وهو لديه ارتباط عاطفي بالسفينة ولديه كذلك المال والسلطة لفعل ذلك. وقال المتحدث الرسمي باسم شركة RMS تايتانيك إن الشركة ملتزمة بنسبة 100% بحفظ التحف وموقع الحطام لأجل الأجيال القادمة وأضاف المتحدث : قبل ثلاثين عاماً من الآن في مثل شهر يوليو هذا استعادت الشركة أول تحفة أثرية من موقع السفينة ونحن نبحث عن مشترٍ مناسب، يصون ويحتفي بإرث التايتانيك، بالنسبة لنا، فالمهم أن نجد شخصاً يمتلك الموارد الكافية لحفظ وتكريم تراث أولئك الذين فقدوا أرواحهم في السفينة. فيديو للحطام وأكّد وجود 5500 تحفة ولكننا نمتلك أيضاً حقوقاً فكرية من بينها تسجيل فيديو عالي الجودة للحطام، وكل الصور التي تمّ التقاطها وحقوق حصرية للتنقيب واستخراج الحطام. وأشار إلى أن النقاشات ما زالت في مراحلها المبكرة لكن هناك الكثير من الاهتمام حول العالم، قدر سعر المجموعة بما يتجاوز 214 مليون دولار، ستذهب جميعها لمشترٍ واحدٍ، ستبقى التحف معاً كمجموعة، الأمر الأهم أنّ نجد شخصاً يحوز الموارد الكافية لحفظ وتكريم تراث أولئك الذين فقدوا أرواحهم على السفينة، ظلت RMS تايتانيك ملتزمة بهذا الإرث لثلاثة عقود. وكان اختصاصي علم المحيطات بجامعة رود آيلاند في الولايات المتحدة روبرت بالارد، قد اكتشف حطام سفينة تايتانيك عام 1985. ما كان مجهولاً على نطاق واسع حينذاك، هو أن عثور بالارد على حطام تايتانيك كان بسبب ضلوعه في مهمة سرية تابعة للبحرية الأمريكية تهدف إلى تحديد موقع حطام غواصتين نوويتين بالولايات المتحدة غرقتا خلال الحرب الباردة، حيث عُثِر على هيكل تايتانيك بين حطام الغواصتين.
مشاركة :