كأس العالم وطابته المدورة

  • 7/13/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تختتم اليوم مباريات كأس العالم وقد طارت الطيور بأرزاقها، ولعل أسوأ ما في مونديال هذا العام امتداده لمنتصف شهر رمضان الكريم، لكن لرب ضارة نافعة، فقد صرف كثيرين ممن كانوا يهرعون لمسلسلات العبث والتجارة إلى متابعة مجرياته، ثم انصرف عنه كثيرون آخرون مع تتابع أحداث غزة وفلسطين فكان بحق أسوأ مونديال. لكنه كمجال تنافس دولي لم يفقد بريقه، صحيح أنه كروي بحت، إنما حجم الاستثمارات فيه مهول، ليس مالا فقط بدليل وصول منتخبات دول فقيرة إلى مراحله الثانية، ولا فنيا وحسب، لوصول مدربين مغمورين بفرقهم لمراحل متقدمة، بل استثمارا في البشر، في المواهب تحديدا وحسن إدارتهم وصقلهم فنيا وتربويا. تبدأ متابعة كأس العالم بحماس كبير، ومع نهاية الدور الأول تبدأ تشعر بالملل أو ربما التشبع، مع بداية الدور الثاني تفقد الاهتمام بمن خرج وتحاول التركيز على من بقي، في المرحلة الثالثة تبدأ مرحلة الترشيح للنهائي، وعندما تتهاوى ترشيحاتك تبدأ مرحلة التعاطف لمرشح جديد، قبل أن تسأل نفسك لمن سينتهي هذا المونديال المتعب، متعب لك وأنت متكئ على أريكتك، فما بالك بلاعب قد يضطر للعب 120 دقيقة متواصلة تحت حر لافح أو سماء ممطرة. في مرحلة الترشيحات، أعترف، لم أستطع التخلص من ميولي السياسية العاطفية، وهذا أمر بديهي، فأنت لو لعب منتخب بلادك ضد أعتى المنتخبات لن تشجع سوى منتخب بلدك، تعاطفت مع منتخبات الجزائر والبوسنة وإيران، شجعت المنتخبات اللاتينية، أما البرازيل فحتى قبل نكبتها الأخيرة، كانت تمثل حالة نستولجيا حنينية لكثير منا، نشأنا مع تألق أفذاذ السامبا، من جهتي بدأت أفقد هذا الحنين من سنين، رأيته في تشيلي والمكسيك وكولومبيا، لكن الحصان الأسود كوستاريكا خطف كل الأبصار، وبقيت الأرجنتين وحدها لتدافع عما بقي من سمعة اللاتينيين أمام جبروت المكنات الألمانية، فهل سيكون للبرغوث ميسي ورفاقه قول الليلة. سيقول كثيرون مضيعة للوقت والمال والجهد، ربما، ولكن لو نظرنا لها كتعليم لأولادنا الرماية والفروسية وركوب الخيل سيتغير مفهومها، لو حسبنا أنه مجال تنافس عالمي لإعداد الرجال وللتربية لربما لان فهمنا لها، فالكرة ضرب من ضروب الرياضة، وتربية على حب الوطن والتضحية في سبيله وتمثيله برفع اسمه وعلمه وترديد نشيده الوطني، والكرة أيضا علم وفن وإدارة وإنجاز، ولن يضيرها أن بعض الشعوب اكتفت بحبها عن حب العلم الحقيقي والعمل والإنتاج، فها هي البرازيل، مهد عشاق كرة القدم، نهضت من كبوتها الاقتصادية وتخلفها العلمي، وأصبحت من دول العالم الثاني بعد أن قبعت طويلا في الثالث، ولعلكم تذكرون صورة الزبال ومكنسته التي رفعها الفريق البرازيلي في أولمبياد لندن، ذلكم كان رئيسهم الذي انتشل البلاد من أزماتها. ترى لهذا تخلفت كرويا مؤخرا؟ غير صحيح، بدليل تقدم ألمانيا كرويا وعلميا وتقنيا. Hadeelonpaper@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة

مشاركة :