مبادرات «المصالحة الفلسطينية» هل تؤتي ثمارها أم تبقى من المستحيلات؟

  • 8/4/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الزيارة المفاجئة لوفد حماس بالضفة الغربية للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وإن حملت طابعا انسانيا للاطمئنان على صحته، إلا أنها حملت في ثنياها طابعاً سياسياً بامتياز، تمثل بإعلان القيادي في حماس ووزيرها السابق الدكتور ناصر الدين الشاعر، عن نيته وآخرين من الشخصيات الوطنية الفلسطينية ، اطلاق مبادرة جديدة لإنهاء الانقسام والشروع بتشكيل حكومة جديدة تشرع بإجراء انتخابات عامة. سجال وجدل المبادرة الجديدة التي جاءت هذه المرة من (الضفة الغربية)، قابلتها حركة (حماس) بغزة بتجديد مبادرتها لاستعادة الوحدة الوطنية، والتي تنص على موافقتها حل اللجنة الإدارية التي شكلتها ، بمقابل وقف الرئيس عباس جميع الاجراءات العقابية بحق غزة .. مبادرة (حماس) التي قدمها صلاح البردويل عضو المكتب السياسي للحركة، فُسِّرت على أنها -مبادرة لقطع الطريق- كونها جاءت بعد ساعات قليلة فقط من حديث الشاعر عن المبادرة المنتظرة.. لكن حركة فتح سرعان ما ردت عليها على لسان أسامة القواسمي بالقول: إن”حماس ترفض مبادرة الرئيس التي تضمنت ثلاث نقاط، هي: حل اللجنة الإدارية دون شروط، وتمكين الحكومة من العمل في قطاع غزة، والذهاب للانتخابات”. واتهم القواسمي “حماس” بوضع العصي في دواليب المصالحة، مؤكداً ” ان حماس لم تتغير وأنها ماضية قدماً في مشروعها الانقسامي الانفصالي”. مبادرة لقطع الطريق ويقول الباحث في الشؤون السياسية طلال أبو ركبة: إن رد “حماس” على لسان القيادي صلاح البردويل، يمثل “إعلان فشل” لمحاولات الحركة في الضفة الغربية لاحتواء الأزمة من خلال فرض اشتراطات على الرئيس عباس، وإظهاره بموقف الضعيف، وهو ما يعني فشل محاولة حماس بالضفة الغربية برئاسة الشاعر . ويضيف: إن هذا الموقف جاء بناءً على نصيحة (قطرية) لقطع الطريق على الجهود الغماراتية المبذولة في إطار صراع المحاور المشتعل في الإقليم .. وانعدام الثقة ما بين طرفي الانقسام ومحاولة كل طرف جر الطرف الآخر لمربعه دون تقديم تنازلات تحقق المصالحة التي جرى التوافق عليها منذ اتفاق القاهرة عام 2009 ، واعلان الدوحة، فبراير/ شباط 2012، واتفاق الشاطئ الأخير عام 2014 . وأوضح ان القضية الفلسطينية باتت توظف في إطار الصراع الإقليمي بدلاً من أن توظف لصالح وخدمة القضية الفلسطينية. هذا القول اتفق معه الباحث والمحلل السياسي عماد محسن، الذي أجزم أن “التحركات الأخيرة لقيادة السلطة بشأن لقاءات المصالحة جاءت في محاولة للالتفاف على التفاهمات التي جرى التوصل لها في القاهرة بين (حماس) والقيادي محمد دحلان”. وأضاف: “سمعنا بوضوح موقف أعضاء في اللجنة المركزية لحركة فتح وهم يقاتلون حتى النفس الأخير من أجل استمرار الضغط على غزة، ويعتبرون أن التفاهمات برعاية مصرية تضر إجراءاتهم وتضربها في مقتل”. محاولة لكسب الرأي العام  المحلل السياسي الدكتور عدنان أبو عامر، أوضح أن الساحة الفلسطينية تشهد تطورات سريعة ومتلاحقة فيما يتعلق بالحديث عن المصالحة من طرفي الانقسام الفلسطيني، تهدف بالأساس ـ وفق رأيه ـ لكسب الرأي العام الفلسطيني وتسجيل مواقف سياسية أمام المواطن، الذي ملَ حديث المصالحة. وقال أبو عامر: “إن كلاً من حركتي فتح وحماس تحاول الظهور بمظهر الحريص على تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وتسجيل النقاط، دون التقدم بشكلٍ جدي في تحقيق حلم المصالحة الذي ينتظره الكُل الفلسطيني”. وأكد أبو عامر أن استعادة الوحدة الوطنية، لا يتطلب فعل الكثير من طرفي الانقسام، وإنما يحتاج لإرادة سياسية حقيقية، يتبعها بعض الخطوات البسيطة والسهلة التي يمكن اتخاذها على الفور، وهى تتعلق بوقف جميع العقوبات التي اتخذها الرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية ضد سكان غزة، بما فيها خصم رواتب الموظفين وإقرار قانون التقاعد المبكر، بالتزامن مع قيام حركة حماس بحل اللجنة الادارية. حديث أبو عامر توافق معه رأى الباحث والمحلل السياسي عماد محسن، الذي قال:”إن المشكلة الكبرى ليست في الوصول الى اتفاق مصالحة، وإنما في إجراءات تنفيذه، فالسلطة تطالب حركة حماس بحل اللجنة الإدارية، بينما الجميع يعرف أنه بمجرد تشكيل حكومة وحدة وطنية سيكون حل اللجنة بديهياً، والجميع يعرف تماماً أن الرئيس يمكنه أن يذهب بعيداً في القبول باشتراطات حركة حماس الخاصة بإنهاء الانقسام، ولكن الجميع كذلك يعلم تماماً أن الرئيس يرفض بشكل قاطع تفعيل المجلس التشريعي، لأن هذا المجلس وحسب القانون بإمكانه أن يلغي كل قرارات الرئيس التي صدرت في فترة الانقسام وقتما كان المجلس معطلاً”. أجندات وتدخلات عربية  وفيما يتعلق بالمبادرة التي تحدث عنها الدكتور ناصر الشاعر القيادي في حماس، أكد الدكتور عدنان أبو عامر أن الساحة الفلسطينية بكل تفاصيلها ليست بعيدة عن حالة الاستقطاب العربي والاقليمي، والتي يحاول كل طرف منها تسجيل نقاط على الأخرى، خاصة وأنه لم يعد خافياً على أحد أن هناك تدخلات كثيرة من عواصم عربية جديدة على الساحة الفلسطينية، تحاول أن يكون لها موطئ قدم في الساحة الفلسطينية. وهذا الأمر قد لا تسلم به بعض العواصم العربية التي قطعت شوطاً في علاقتها الوطيدة مع الفصائل الفلسطينية باختلافها ..في إشارة لتدخلات بعض العواصم العربية. ويُبدي أبو عامر، خشيةً أن يكون هذا التنافس بين تلك الأطراف لايصب في صالح الفلسطينيين الذين ربما يدفعون الثمن نتيجة لهذا التنافس العربي والإقليمي على الساحة الفلسطينية. ويقول المحلل السياسي عماد محسن:”هناك أطراف في السلطة وفِي حركة فتح، وأطراف في حركة حماس، لها ارتباطات مختلفة، ومن بينها طبيعة العلاقة مع قطر، وفِي حكم المؤكد أن قطر في الظروف الحالية غير مرتاحة للتفاهمات الفلسطينية التي جرت في القاهرة، ومن هنا ازدادت نشاطات ولقاءات محاولة رأب الصدع الفلسطيني. المستحيلات الأربعة  ويضيف عماد محسن : نحن غير متفائلين لجهة إنجاز ملف المصالحة، صحيح أننا نتمنى أن يتفق القوم على ما فيه خير وصالح المواطن الفلسطيني والقضية الوطنية، لكننا وبحكم معرفتنا بما يطلبه كل طرف، نظن أننا أبعد ما نكون عن إنجاز مصالحة وطنية شاملة. واكد ،أن كل مبادرة من فتح نحو حماس تتطلب أمرين أساسيين: إلغاء الإجراءات بحق غزة، واستيعاب موظفي حكومة غزة. وكل مبادرة من حماس نحو فتح تتطلب أمرين أساسيين أيضا: حل اللجنة الإدارية قبل تشكيل حكومة الوحدة، والقبول بحل المجلس التشريعي قبل الانتخابات العامة.. وفِي الواقع أننا نتحدث هنا عن المستحيلات الأربعة وليس عن الاشتراطات الأربعة!!.أخبار ذات صلةالملك عبد الله يزور رام الله الأسبوع المقبلفيديو| المتحدث باسم حماس: مبادرة المصالحة محصلة للتفاهمات مع «فتح»فيديو| أبو ظريفة عن مبادرة «حماس»: إنهاء الانقسام لا يحتاج…فيديو| قيادي بفتح يطالب عباس بترتيب البيت الفلسطيني تحسبا لغيابه أحمد بحر: عباس لا يملك الحل التشريعي ولا يستطيع وقف…

مشاركة :