العراق أمام تحدي إعادة الإعمار والمصالحة بعد تحرير الموصل

  • 8/4/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ركام في كل مكان، ونحو مليون نازح، وتشكيك في السلطات، وذلك بعد 8 أشهر من المعارك ضد تنظيم الدولة، تواجه الموصل -ثاني أكبر مدن العراق- تحديات هائلة تشمل الأمن وإعادة الإعمار والمصالحة. وتعرضت المدينة القديمة للدمار، ولم يتبق من مئذنة الحدباء الشهيرة لمسجد النوري سوى الصورة التي تزدان بها العملات الورقية من فئة عشرة آلاف دينار. وبعد أن كانت الشوارع القديمة مليئة بالحركة، باتت دهاليز صامتة من الركام وبقايا الحجارة والحديد وتلال الركام والحفر وبقايا السيارات التي تنبعث منها رائحة الجثث المتحللة. ويتنهد عمر فاضل -العامل في هيئة الصحة التابعة للبلدية- والذي عاد إلى حيه في الموصل قائلاً: «ثمن الحرية باهظ جداً»، مضيفاً: «لقد خسرنا منازلنا وأموالنا، وخصوصاً الناس أقاربنا». وتقول منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز جراندي لوكالة فرانس برس، «الموصل تشكل التحدي الأكبر على صعيد الاستقرار أمام الأمم المتحدة، من جهة الحجم والتعقيد». وتقول جراندي إن التقديرات الأولية تشير إلى «دمار» 15 حياً سكنياً من أصل 45، بينما لحقت بـ 23 حياً «أضرار متوسطة»، وبـ 16 غيرها «أضرار طفيفة». وأجبرت المعارك -التي استمرت 8 أشهر- 948 ألف شخص على ترك منازلهم، وعاد البعض على غرار عمر فاضل، لكن لا يزال 320 ألف شخص في المخيمات، و384 ألفاً لدى أقارب أو في المساجد، بحسب الأمم المتحدة، وهم يعيشون من المساعدات الإنسانية والتضامن المحلي. التضامن ورغم إعلان «تحرير» المدينة في 10 يوليو الماضي، إلا أن التهديد لا يزال قائماً، فقد اندس مقاتلون من تنظيم الدولة بين المدنيين الهاربين من المعارك، بحسب مسؤولين وسكان. ويرى مسؤول اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى محمد إبراهيم، أن «الشرطة المحلية لا تستطيع حالياً مسك الأرض»، لعدم توفر الإمكانات. وبالتالي، يرى مستشار أميركي لدى قوات الشرطة الاتحادية، وجوب أن يُعهد بالمسؤولية الأمن في الموصل إلى «قوة مشتركة»، تتألف من وحدات شاركت في تنفيذ العملية العسكرية. وكشف إبراهيم عن تشكيل مركز استخباراتي -هو الأول في العراق- بهدف «تدقيق وتحديد أماكن تواجد الإرهابيين والخلايا النائمة، وتثبيت قاعدة معلومات للمساهمة في اعتقالهم وعرضهم على القضاء». ويقول الشاب عصام حسن لدى تواجده في أحد أسواق المدينة، إن بغداد «تعتقد أن كل الموصل دواعش»، في إشارة إلى السلطات العراقية. الأولوية للمصالحة ويرى المحلل السياسي زياد السنجري أن هناك مخاوف من أن «يتولى الفاسدون واللصوص مناصب مهمة»، ومن «تزايد الجماعات المسلحة»، ومن «تأخر إعادة الإعمار واستئناف الخدمات العامة». ومع تراجع العدو، يعود التنافس الشخصي والطائفية إلى الظهور، بين من كانوا صفاً واحداً ضد تنظيم الدولة. ويرى الناشط المدني ماجد الحسيني -وهو من سكان الموصل- إن «الحل الأمثل هو إعلان الموصل مدينة منكوبة لسحب يد الساسة منها، وإعادة تأهيلها عمرانياً واقتصادياً وسياسياً وثقافياً»، معتبراً أن عدم تحقق ذلك يعني «ازدياد الصراعات السياسية وعودة الاغتيالات في الشوارع».;

مشاركة :