تسلط صفقة انتقال نيمار من نادي برشلونة إلى نادي باريس سان جيرمان الذي تملكه قطر بـ263 مليون دولار الضوء على المبالغ المالية الخيالية التي تُنفق على اللاعبين والنوادي في أوروبا.إذ شهدت كرة القدم الأوروبية على مدى السنوات القليلة الماضية تدفقات نقدية من قبل دول الخليج و(في الآونة الأخيرة) من قبل الصين، وحققت الأندية الكبرى إيرادات هائلة من خلال حقوق الكفالة والبث التلفزيوني.ورأت قطر للرياضة الدولية دوراً حاسماً في رفع مكانتها عالمياً، وكان لديها المال للقيام بذلك. إذ في ديسمبر 2010، رغم توقعات الكثيرين فازت باستضافة كأس العالم 2022. وبعد فترة وجيزة، بدأت برعاية برشلونة من خلال مؤسسة قطر - وبذلك، أصبحت أول راع يظهر اسمه على الجزء الأمامي من قمصان اللاعبين في تاريخ النادي الطويل.واشترت قطر للاستثمارات الرياضية - المملوكة للدولة - باريس سان جيرمان (PSG) قبل خمس سنوات مقابل 170 مليون دولار كجزء من استراتيجية الدولة للاستثمار في العلامات التجارية العالمية، سواء في الأعمال التجارية أو الأزياء أو العقارات أو الرياضة.وقال محلل CNN، تيم ليستر: "استراتيجية (قطر) بسيطة - الإنفاق بشكل كبير لجعل باريس سان جيرمان عملاقاً أوروبياً، ينافس ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد. والنادي في طريقه لتحقيق ذلك. إذ اقترب باريس سان جيرمان قاب قوسين أو أدنى من التغلب على برشلونة في دوري أبطال أوروبا العام الماضي - حتى سجل نيمار نفسه مرتين (لصالح برشلونة). ولعل تلك كانت اللحظة التي قرر فيها فريق باريس سان جيرمان أن نيمار يجب أن ينضم لفريقهم. ولعل تلك كانت اللحظة التي قرر فيها نيمار أنه يستحق أن يكون مركز الاهتمام - للخروج من ظل ليونيل ميسي."وتابع ليستر: "لكن قطر فعلت ذلك بسرعة خاطفة، كما وسّعت وجودها في الشرق الأوسط بأسلوب مستقل. وقد ظهرت هذه الجرأة منذ ولادة شبكة تلفزيون الجزيرة في عام 1996، ولكن بشكل درامي أكبر عبر تدخل قطر (بالأسلحة والنقد) في ليبيا وسوريا، ودعمها لإعادة إعمار غزة."وأضاف المحلل الذي يتابع شؤون الشرق الأوسط منذ أكبر من عشر سنوات: "وسواء كان ذلك عبر شراء أندية كرة القدم أو دعم الجماعات المتمردة الإسلامية، فإن قطر جعلت أموالها تحدث. وقد أدت علاقاتها الطيبة مع إيران واحتضانها لقضايا جذرية مثل حماس والإخوان المسلمين إلى غضب الخليج ومصر، مما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مؤخراً وإغلاق الحدود."ورأى ليستر أن عقد انتقال نيمار إلى باريس سان جيرمان هو آخر إجراء لتحدي الأزمة، قائلاً إنه بمثابة قول الدوحة: "سنستمر بإنفاق أموالنا في جميع الأنحاء لبناء علامة تجارية عالمية – فضلاً عن الاستثمار الاستراتيجي في أكبر الشركات في العالم".
مشاركة :