بغداد (أ ف ب) - طالب رجل الدين الشيعي العراقي البارز مقتدى الصدر في كلمة بثت خلال تظاهرة الجمعة رئيس الوزراء حيدر العبادي بدمج قوات الحشد الشعبي بالقوات الحكومية وسحب السلاح من جميع الفصائل بهدف إبعاد شبح "الارهاب" ومواصلة الاصلاح. وتوجه الصدر من خلال شاشة كبيرة الى الاف من انصاره تجمعوا وسط بغداد. وعاد الصدر قبل أيام من زيارة نادرة الى السعودية اثر تلقيه دعوة رسمية. وقال مخاطبا العبادي ان "رئيس مجلس الوزراء، ملزم بان يكمل مشوار الاصلاح بخطى حثيثة وملحوظة ليبعد شبح الارهاب". وتابع "أولا، دمج العناصر المنضبطة من الحشد الشعبي المجاهد ضمن القوات المسلحة الرسمية وجعل زمام أمر الحشد المقر بقانون تحت إمرة الدولة حصرا لا غير وبشروط صارمة". كما دعاه الى "العمل على سحب السلاح من الجميع سواء الفصائل او غيرها مع حفظ هيبة المجاهدين والمقاومين" في إشارة لجميع الفصائل المسلحة بما فيها سرايا السلام التابعة للتيار الصدري. وطالب العبادي بان "تمسك القوات المسلحة بالارض المحررة وكذلك الحدود العراقية" في اشارة الى تواجد مختلف الفصائل في مواقع تمت استعادتها من سيطرة الجهاديين. وتؤيد ايران المنافس الابرز الابقاء على تشكيل قوات الحشد الشعبي الذي تمثله فصائل غالبيتها من المقاتلين الشيعة، ولعبت دورا بارزا في المعارك ضد تنظيم الدولة الاسلامية. قام الصدر بزيارة السعودية بعد اشادة الأخيرة بتمكّن القوّات العراقية من استعادة السيطرة على الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية، مؤكّدةً الوقوف إلى جانب بغداد في مكافحة "الإرهاب" رغم العلاقات الصعبة بين البلدين. وشهدت الفترة الأخيرة جهودًا من الرياض وبغداد لتحسين العلاقات بينهما، وقد زار العبادي المملكة الشهر الماضي. وأبدت السعودية مرارًا قلقها من "تدخّل" إيران الشيعية في المنطقة وخصوصا من خلال ميليشيات الحشد الشعبي في العراق. ورفعت غالبية المشاركين في التجمع في ساحة التحرير وسط بغداد أعلاما عراقية. بدروها، فرضت قوات الامن اجراءات مشددة شملت حواجز تفتيش وقطع الطرق الرئيسية المؤدية الى الساحة وإغلاق جسر التحرير المؤدي الى المنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة ومبنى البرلمان وسفارات اجنبية بينها الاميركية والبريطانية. ويعد الصدر لاعباً بارزاً على الساحة السياسية العراقية، من خلال دوره في ممارسة الضغوط على الحكومة في إطار محاربة الفساد. كما طالب الصدر، خلال التجمع بتعديل القانون الانتخابي وتغيير أعضاء مفوضية الانتخابات بشكل يضمن حقوق جميع الأحزاب السياسية في البلاد. ودعا الصدر العبادي الى "الثبات على موعد الانتخابات في كل المحافظات حتى المحرر منها ومن دون تفرقة بين محافظة شيعية او سنية او غيرها، وإعطاء الفرصة للاقليات بذلك". وكان الصدر هدد في وقت سابق بمقاطعة الانتخابات المقرر اجراؤها العام المقبل في حال عدم تعديل القانون الانتخابي. كما طالب الصدر رئيس الوزراء ب"العمل على ادخال الامم المتحدة للاشراف على مفوضية الانتخابات في حال لم يتم تغييرها وكذلك فيما يخص قوانين الانتخابات". ولدى انتهاء كلمته أطلق المتظاهرون هتافات "نعم نعم للعراق ..نعم نعم للاصلاح". من جهته، قال ابراهيم الجابري مدير مكتب الصدر في بغداد لفرانس برس ان "الشعب العراقي سيبقى في ساحة التحرير حتى تحقيق مطالبه خصوصا بمفوضية صحيحة جدية في عملها وديموقراطية". بدوره، قال أبو زهير وهو عسكري متقاعد (64 عاما) شارك في التجمع انه مستعد "لتنفيذ جميع أوامر القائد (مقتدى الصدر) لانه الوحيد الذي يدافع عن العراق". وكان الصدر اتهم الخميس السياسيين بانهم "يرغبون في مفوضية وقانون يرعى مصالحهم النتنة الضارة كل الضرر بمصالح الشعب". وأقر مجلس النواب خلال الأيام الماضية بعض فقرات القانون الانتخابي لكن التيار الصدري اعتبر ان بعضها يخدم مصالح الاحزاب الكبيرة دون غيرها.سلام فرج © 2017 AFP
مشاركة :