الاستعانة بالخادم بلا إهانة - مقالات

  • 8/5/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا يخلو بيت اليوم من خادم وأكثر؛ فالناس اليوم مع كثرة المشاغل وضيق الوقت وضغوط الحياة بحاجة إلى من يعينها في أعمال البيت. والاستعانة بالخادم مرتبطة بالمعاملة الطيبة والأخلاق العالية وعدم التحقير والإذلال، يقول أنس: «خدمت النبي عليه الصلاة والسلام عشر سنين، فما قال لي: أف، ولا: لم صنعت؟ ولا: ألا صنعت». وقد أشار النص إلى قاعدة مهمة وهي: الدين المعاملة، فعلى المسلم أن يتعامل مع الخادم بحسن الخلق والأدب وبسط الوجه؛ فمِن الناس من لا يهتم لهذا الجانب من الدين فيتعامل مع الناس البسطاء كالخدم بسوء الخلق، بينما تراه متواضعاً بل ضعيفاً أمام من ارتفع عليه بمنصب أو مال. وسوء المعاملة كالسب والشتم والتحقير سبب لكثير من الجرائم البشعة التي انتشرت اليوم كالقتل والسرقة وغيرهما من وسائل الانتقام؛ لما يراه الخادم من ضغوط وإساءة، فإذا وقع الخادم في خطأ أو لم يتقن أعماله، لا يكون الرد بالعقوبة والإهانة فهذا أمر منهي عنه ولا يجوز فعل ذلك مهما كان فشله في أعمال البيت؛ فقد ترى بعض أصحاب البيوت إن سمعوا صوت طبقٍ قد انكسر، عاقبوا الخادم بضربه مقابل ما حصل منه. فالواجب أن نتعامل معه بالصبر والعفو والرحمة والتنبيه على الخطأ الذي وقع فيه بأسلوب لطيف، لا بالسب والشتم والتحقير والإهانة التي قد تصل إلى العنف والقسوة اللذين لا يفعلهما إلا من نسي توجيهات الدين أو من يعاني من أمراض نفسية كداء الكبر والشعور بالنقص ويحاول أن يقنع نفسه والناس من حوله بأنه ذو رفعة. ولا تجعل عمل الخادم متواصلاً بلا راحة، بل قسم وقته بما يناسب العمل وما يناسب قدرته، ولا تُكلفه بما لا يطيق؛ فلا تظلمه بالإرهاق والضغوط؛ فالخادم مساعد ومعين فلا تعتمد عليه اعتماداً كلياً، ومن حقوق الخادم أو السائق أن يتسلم راتبه من دون مماطلة أو نقصان، ولا تجعله يقدم خدمات البيت على العبادة الواجبة، كأن تمنعه من أداء الصلاة في وقتها لإتمام ترتيب المكان، فلنتقِ الله تعالى ولا نظلم أحداً ونعطي كل ذي حق حقه. aalsenan@hotmail.com aaalsenan @

مشاركة :