الدمام: «الشرق الأوسط» رغم تراجع الاهتمام بالتجارب المسرحية السعودية، تتجه الأنظار إلى مسرح الطفل باعتباره إحدى الحواضن الباقية لتنمية الحس الفني لدى جيل تقطعت به السبل من دون تطوير تجربة مسرحية متكاملة.. فقد أعلن عن تنظيم مسابقة الطفل المسرحي، وهي مسابقة دورية تهتم بصقل المواهب الناشئة، وإعادة الحياة لحركة المسرح عموما وربطه بالمجتمع. المسابقة تقام في 26 أغسطس (آب) الجاري، في المنطقة الشرقية، وتنظمها جمعية الثقافة والفنون، وتجتذب عددا من الفرق المسرحية في هذه المنطقة، لكن القائمين عليها يقولون إنهم يسعون إلى ما هو أبعد من مجرد القيام بإفساح المجال أمام الأطفال لعرض مواهبهم الفنية، أو الترويح عن الحضور، إنهم يسعون لإعادة الحماس لحركة المسرح وربطه بالمجتمع. هذه المسابقة تنظم على مدى تسعة أيام، وتشارك فيها أكثر من ست فرق متنوعة، وتجتذب نقادا ومخرجين ومهتمين بحركة المسرح وخاصة مسرح الطفل. ويعول عليها المهتمون بالعمل المسرحي في أن تحرك الساكن نحو النهوض بالمسرح وظهور مبادرات توقظه من سباته. وستقام على هامش المسابقة ورشة مسرحية تقدمها مجموعة من شباب المسرح البريطاني للمبتدئين، كما يقام على هامش المسابقة معرض تشكيلي للأطفال. ويسعى المنظمون لعقد ورش عمل لتطوير التجارب المسرحية للأطفال عبر تقديم عدد من الندوات والمحاضرات. وفي حين يتلقى المسرح السعودي جرعات متذبذبة بين التشجيع للتقدم للأمام، وبين تقليص المساحة المتاحة له، فإن مسرح الطفل ما زال يسير بخطى حثيثة، ويتلقى مزيدا من الحماس. وكثيرا ما ينظر للمسابقات المسرحية التي تعبر عن مسرح الطفل باعتبارها حاضنة للتجارب الجديدة من جهة وورشة لصقل مواهب الحركة المسرحية في الإعداد والنص والإخراج والسينوغرافيا وغيرها من جهة أخرى.. فمسرح الطفل يتجاوز مجرد مشاركة المواهب الصغيرة إلى مشاركة أوسع نطاقا للتجارب الأسبق وبعضها لا يجد مجالا سوى عبر مسرح الطفل للتعبير عن موهبته. يذكر أن الحركة المسرحية السعودية شهدت تأسيس أول جمعية للمسرحيين السعوديين في يناير (كانون الثاني) 2008، والتي تأخذ على عاتقها تنشيط الحركة المسرحية. وتستهدف المسابقة تكوين الحس الفني لدى الطفل، وهي تجتذب الأطفال بين سن 7 و14 سنة، ولا تسمح بوجود أكثر من ممثلين اثنين من الكبار على الخشبة للمشاركة في العرض المسرحي. يقول عبد الله الجفال مشرف لجنة المسرح في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، إن جمعية الثقافة والفنون تتوجه عبر هذه المسابقة للمجتمع مباشرة من خلال مسرح الطفل في بناء علاقة صميمة معه، تسعى لإشراك الطفل، ومن ثم المجتمع في الحركة المسرحية، وتحسين الذائقة الفنية، وإن هذه المسابقة «تجاوزت الغرض الذي يستند على الترويح عن الأطفال وأسرهم، حضورا ومشاركة، إلى الذهاب إلى مسألة أعمق من ذلك بكثير تهدف من خلالها إلى تنشيط وتطوير حياة الطفل المسرحية في مستوى عال من الذوق والتفهم لمثل هذه العروض، بالإضافة إلى توفير فرص التنافس والتواصل في مسرح الطفل ما بين الفرق المسرحية المشاركة في المسابقة». ولاحظ الجفال أن «هناك غاية أساسية جراء احتضان التجارب المسرحية للأطفال، وهي أن يكون المسرح من خلال مسرح الطفل ركيزة أساسية في تشجيع روح العمل الجماعي الخلاق». وأشار الجفال إلى أن جمعية الثقافة والفنون تشجع حضور الأسر للعروض المسرحية، وحتى للبروفات التي يقوم بها الأطفال أثناء العرض، وقال إن هذه المشاركة تسعى لفك حالة الاغتراب عن حركة المسرح وتكسب الكوادر العاملة في مجال المسرح طابعا احترافيا في التعامل مع الطفل وأسرته في آن واحد، كما تكسبها التعرف على أجواء وفضاءات هذا الطفل المتوثبة إلى الجديد دائما.
مشاركة :