فلسفة التطور في تاريخ الفنون

  • 8/5/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: «الخليج» يعرض كتاب «التطور في الفنون» النظريات التي قامت عليها الفنون في الماضي، متتبعاً تحولاتها، وذلك في عرض سهل وعميق في ذات الوقت، ويعد هذا الكتاب الأهم من بين كل ما كتبه «توماس مونرو»، وقد نقله إلى العربية ثلاثة من المترجمين أصحاب الثقافة الواسعة هم محمد علي أبو درة، لويس إسكندر جرجس، وعبدالعزيز توفيق جاويد، كما راجعه أحمد نجيب هاشم.يتناول الكتاب الأساليب في مختلف الفنون، كما يشرح هذه الأساليب عبر أنماطها التكوينية، وسماتها الفرعية، ويستعرض مسألة الخبر التاريخي لهذه الأساليب وكيفية توزيعه، ولا يفوت المؤلف أن يربط بين أساليب الفنون المتعددة وأساليب ثقافة بأكملها، كما يتتبع النزعات والمراحل والتعاقبات في الأسلوب لا سيما (المتشابه والمتكرر) منها.يشير الكتاب إلى أن هناك اهتماماً ملحاً بالمسائل الكبرى في تاريخ الفن والثقافة، أو قل برغبة في تركيب جديد، يأخذ في الاعتبار كل الاتجاهات الجديدة في الفن، والأبحاث المتخصصة الحديثة عن الماضي، ووجهات النظر الفلسفية الراهنة، وليس هذا الكتاب سوى محاولة لإشباع هذه الرغبة وإلقاء بعض الضوء على الاتجاهات والعمليات واسعة النطاق في تاريخ الفن، وليس في وسع المرء حتى الآن إلا أن يحذر طبيعتها، ويكون رأياً خاضعاً للاختبار، ومن ثم لا يزعم هذا الكتاب شيئاً من الدقة العلمية، لكنه على الأقل سيحاول إيضاح بعض القضايا الأساسية التي تعالجها نظرية التطور الفني، وتقيم ما أتيح اليوم من شواهد وبراهين لها أو ضدها، ونظراً لأن مجال البحث واسع، فلا مناص من أن تكون معالجة بعض النقاط معالجة موجزة مجملة، قدر ما يكون التأمل أو التفكير فيها صريحاً.من القضايا التي يدلل عليها هذا الكتاب أن فلسفة التاريخ، خاصة فيما يتصل بالفنون، بعيدة عن أن تكون غير ذات قيمة أو تكون متعذرة، بل إنها على النقيض من ذلك حقل للدراسة الإنسانية والتأمل، ولو أننا أولينا النظرية العامة مزيداً من العناية لعاد هذا بالشيء الكثير على فهمنا للفنون: ماضيها وحاضرها ومستقبلها المحتمل.يشير الكتاب إلى أنه في نحو سنة 1920 بدأ رد فعل شديد ضد نظريتي التطور والتقدم في الفن وسائر المجالات الثقافية، ولم يقتصر هذا على كل النظريات العامة لتاريخ الفن، بما في ذلك نظرية الدوران، بل امتد كذلك إلى فلسفة التاريخ بصفة عامة وإلى كل المحاولات التي بذلت في سبيل الوصول إلى نظرية جامعة شاملة للتاريخ الثقافي، وظلتا لعشرات السنين لا تلقيان إلا القليل من العناية نسبياً، من جانب المؤرخين وعلماء الثقافة، ناهيك عن نبذهما مع التعليق بأن «التطور» و«التقدم»، ليسا إلا فكرتين باليتين، وأن كل فلسفات التاريخ ليست إلا ضرباً من ضياع الوقت، الذي لا غناء فيه.

مشاركة :