تعمل وزارة التربية والتعليم على احتواء الطلاب والطالبات والعناية بهم ورعايتهم طوال العام، حيث تتولى تدريسهم لمدة ثمانية أشهر تقريباً، وأثناء الإجازة الصيفية تقيم لهم البرامج الترفيهية والمسلية، من خلال الأندية الموسمية التي تكتشف مواهبهم وتطور قدراتهم وامكاناتهم، وتساهم في صنع شخصيتهم، من خلال تكوينهم لصداقات ومعارف جديدة وأسلوب التعامل معهم تربوياً. "الرياض" التقت مع مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض المكلف الأستاذ محمد بن عبدالله المرشد؛ للتعرف على برامج وأنشطة هذه الأندية في مدينة الرياض، وفيما يلي نص الحوار: عدد الأندية * كم عدد الأندية الموسمية في الرياض للبنين والبنات وما أبرز البرامج التي تقدم فيها؟ - بحمد الله تعالى مدينة الرياض تضم أكثر من 119 نادياً موزعة على عدة تصنيفات، حيث لا يوجد فئة إلاّ و شملتها الأندية، فأندية الذكور يبلغ عددها 100 ناد، وهي عدة أصناف؛ فمنها أندية عامة تضم كل فئات الطلاب.. من طلاب التعليم العام وطلاب التربية الخاصة بمختلف الاعاقات، ويشترك بها طلاب من مختلف مراحل التعليم الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وهناك نادٍ خاص بالمكفوفين وتمت اقامته في معهد النور بالرياض لتوفّر المستلزمات التي يحتاجها المكفوفون، مثل ملعب كرة الهدف للمكفوفين وآلات الطباعة الخاصة ببرايل والمعامل التي تتناسب مع المكفوفين، كما أن لدينا ناديا خاصا بطلاب التربية الفكرية ومقام في معهد التربية الفكرية بشرق الرياض، وذلك لتوفّر المستلزمات التي يحتاجها طلاب التربية الفكرية، وهناك نادٍ ثالث للصم وهو مقام في معهد الصم، كذلك لدينا ثلاثة أندية في الاصلاحيات الأول في اصلاحية الحائر، والثاني في اصلاحية الملز، والثالث في اصلاحية سجن النساء بالملز. وفي الوقت نفسه لدينا 19 نادياً موسمياً ونادي حي للبنات يضم جميع الطالبات من مختلف المراحل الثالث وتشمل جميع الفئات. برامج الأندية * ما البرامج التي تقدم في هذه الأندية؟ - يقدم في هذه الأندية العشرات من البرامج المتنوعة التي تلبي رغبات الطلاب والطالبات، وفي الوقت نفسه تنّمي قدراتهم العقلية وتنمي قدراتهم الجسدية والعلمية والسلوكية والمعرفية، وغيرها من الجوانب؛ فالتسجيل في النادي والحضور بشكل يومي يبعد الطفل عن العزلة والانغلاق وما يترتب عليها من سلبيات نفسية وسلوكية، وبعد الحضور فإنها تنمي فيه فن التواصل مع الاخرين والتعامل معهم، فاذا تعامل وتشارك مع أقرانه من أعضاء النادي فهي تسهم في تطوير قدرات الطالب؛ فمثلاً ممارسته لكرة القدم تنمي في الطالب الكثير من الأمور وفي مقدمتها العمل بروح الفريق، والتعاون مع زملائه في تحقيق الفوز، وتهذّب من سلوكه في احترام الخصم واللعب معه بندية وتسمو بنفسه عند الفوز، كما تسهم الرياضة في الرفع من لياقته البدنية، وما ينتج عن ذلك في حمايته من الأمراض وبالذات السمنة. ويماثل ذلك جميع الألعاب الرياضية التي تقام في الأندية مثل كرة الطائرة والسلة والتنس والسباحة وركوب الخيل، وغيرها من الألعاب بالإضافة الى البرامج الخاصة بالفتيات من فنون التصميم الداخلي وفنون الطهي وأعمال الخياطة ودورات في فنون التجميل ودورات احترافية في التصوير. ويوجد الدورات المتنوعة في تطوير الذات مثل الحوار، والتواصل مع الاخرين، والتخطيط، والذكاء، ودورات الحاسب الآلي ودورات فن الالقاء، والتمثيل والخط والفن التشكيلي بمختلف فروعه. والدورات العلمية في الفيزياء والكيمياء والأحياء، وحياة الصحراء وما تشمل عليه من فنون الطهي مع استخدام وسائل الأمن والسلامة والاسترشاد بالنجوم وغير ذلك من الفعاليات. تنويع البرامج * يرى البعض أن برامج الأندية مملّة بسبب أنها برامج تفرض على الطلاب؟ - البرامج لم يتم اقرارها إلاّ بناءً على استبانات تم توزيعها على المشاركين في الأندية خلال السنوات الماضية، ونتائج كل سنة تطبق في السنة التي تليها؛ فاغلب ما في الأندية من برامج كلها بناءً على رغبات الطلاب إن لم يكن جميعها، بل إن هناك مرونة كبيرة جداً في خطط الأندية في إضافة البرامج المحببة للطلاب وليس هناك ما يمنع من تغيير الخطة أثنا إقامة النادي؛ لأن الهدف الرئيس هو تلبية احتياجات وميول الطالب، وذلك لأن النادي تم فتحه من أجل الترفيه عن الطلاب في المقام الأول وجذبهم واستثمار وقت فراغهم بما يرونه مناسباً ويعود عليهم بالنفع والفائدة. ابتكار ومبادرة * هل يوجد برامج محددة على الأندية يجب الالتزام بها وتقدم لجميع الطلاب؟ أم أن الأمر مفتوح للمشرفين لتقديم ما يرونه مناسباً؟ - هل الابداع والتطوير يتم من خلال الالتزام بما هو موجود، أم يتم من خلال فتح المجال للإنسأن ليبتكر ويطّور ويخطط، فأغلب البرامج من ابتكار ومبادرة الطلاب والمشرفين على الأندية، ويتم ذلك من خلال تحقيق الرؤية العامة التي اقيمت من أجلها الأندية. ففي الدول المتقدمة لا يوجد كتب أو مقررات دراسية للطالب يدرس من خلالها، بل هناك أهداف ومهارات لا بد أن يتقنها الطالب، وعلى المعلم تدريسه ذلك بأي طريقة يراها، ولكن المهم أن يتقن هذه المهارة مثل معرفة الحروف أو قراءتها أو الارقام.. الخ، ومن خلال هذه المبادرة فإن الأندية تسير على هذا المنهج الذي يطوّر في مستوى البرامج ونوعيتها. اختيار المشرفين * كيف يتم اختيار المشرفين العاملين في الأندية الموسمية؟ - يتم طرح تعميم المشاركة في الأندية قبل موعد انطلاق الأندية بمدة لا تقل عن شهرين، ويتم من خلالها استقبال طلبات الراغبين في العمل في الأندية وسيرتهم الذاتية، ومن ثم يتم عمل مقابلات شخصية للمتقدمين كشرط أساس للعمل، ويراعى فيها تميّز المعلم في مجال الأنشطة الطلابية على مدار العام، واسهاماته في مجالات العمل التطوعي، والتأكيد على التفرغ للعمل خلال مدة إقامة الأندية وعدم الانشغال عنها لاي سبب من الأسباب، وبعد انتهاء الترشيح تقدم لهم دورة تدريبية متخصصة في مجال إدارة وتفعيل الأندية الموسمية، من خلال حقيبة تدريبة تم تصميمها من نخبة من المتخصصين من مشرفي النشاط تقدم على مدى ثلاثة أيام يمنح المتدرب شهادة اجتياز من إدارة التدريب التربوي بالمنطقة. جودة عالية * هل اجريتم دراسات على مردود الأندية؟ - في ختام كل موسم من مواسم الأندية الموسمية أو الصيفية نوزع استبانات على الطلاب المشاركين واستبانات على أولياء أمورهم، ومثلها على المشرفين التربويين من جميع الأندية ويتم تحليل هذه الاستبانات ودراستها وتطبيق ما هو مميز منها، ويتم أيضاً تلافي السلبيات وتعزيز الإيجابيات، ولعل هذا أحد أهم عوامل نجاح الأندية بمنطقة الرياض التي تعمل على مبدأ الشفافية وإشراك جميع العاملين في الأندية من المشاركة في تقييم برامج وفعاليات الأندية؛ لنضمن -بإذن الله- تقديم جودة عالية من البرامج لأبنائنا وبناتنا داخل أروقة النادي. أندية الحي * بما أن الأندية بهذا المستوى وهذه الفائدة فلماذا لا تقام طوال العام؟ - المطالبة باستمرار الأندية طوال العام ليست جديدة، ولكنها من سنوات طويلة، ولكن ما يعيق ذلك هو الميزانيات المالية لإقامة هذه الأندية، وقد نجحت الوزارة مؤخراً بالتعاون مع مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم في تجاوز هذا الأمر، من خلال اقامة أندية الحي في جميع مناطق ومحافظات المملكة، وقد بدأت نشاطها من العام الماضي، ويوجد في الرياض سبعة أندية للبنات وخمسة عشر نادياً للبنين موزعة على أحياء مدينة الرياض، وسيتم زيادة عدد هذه الأندية سنوياً، ويقدم فيها عشرات البرامج المتنوعة، وتفتح أبوبها خلال الفترة المسائية خمسة أيام في الأسبوع بمعدل خمس ساعات يومياً من الساعة الخامسة الى التاسعة مساءً، وفي رمضان من الساعة العاشرة إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.
مشاركة :