"جنون" سوق الانتقالات الصيفية يبلغ ذروته

  • 8/5/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

جنون سوق الانتقالات الصيفية يبلغ ذروتهسيكون لانتقال البرازيلي نيمار إلى نادي باريس سان جرمان الفرنسي في صفقة قياسية بلغت 222 مليون يورو، التأثير البالغ على سوق الانتقالات الصيفية “المجنونة” أصلا قبل الصفقة الخيالية.العرب  [نُشر في 2017/08/05، العدد: 10713، ص(23)]رقم سحري باريس - أنفقت الأندية في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى (إنكلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا) 3.3 مليار يورو، في صيف 2016، وفقا لشركة “ديلويت” المتخصصة بالشؤون المالية والاقتصادية. وبما أن باب الانتقالات الصيفية لهذا الموسم سيبقى مفتوحا حتى 31 أغسطس، فذلك يعني أن الأندية ستتجاوز هذا الرقم، لا سيما وأنها باتت قريبة جدا منه بحسب الموقع المتخصص بالانتقالات “ترانسفرماركت”، ولا يزال أمامها وقت لإجراء المزيد من التعاقدات. ويؤكد إقدام سان جرمان المملوك من هيئة قطر للاستثمارات الرياضية، دفع البند الجزائي لفسخ عقد نيمار (25 عاما) مع برشلونة (222 مليون يورو، 263.5 مليون دولار)، المنحى “الجنوني” الذي تسلكه الأندية في سوق الانتقالات. ولعل أبرز دليل على هذا التوجه هو ما قاله المدرب البرتغالي لمانشستر يونايتد الإنكليزي جوزيه مورينيو “لا أعتقد أن 200 مليون جنيه إسترليني مبلغ مرتفع بالنسبة إلى لاعب مثل نيمار”. وكان مورينيو حطم العام الماضي الرقم القياسي للانتقالات، بضمه الفرنسي بول بوغبا من يوفنتوس الإيطالي مقابل 105 ملايين يورو. وتابع المدرب البرتغالي “نيمار هو أحد أفضل اللاعبين في العالم، بالتالي هو قوي جدا من الناحية التجارية (إعلانات ومبيعات)، لكن المشكلة ليست نيمار، المشكلة هي العواقب”. لم يكبح يونايتد جماحه في سوق الانتقالات هذا الموسم، إذ أنفق نحو 150 مليون جنيه إسترليني، بينها 75 مليونا لضم البلجيكي روميلو لوكاكو من إيفرتون في صفقة هي الأغلى بين فريقين إنكليزيين. وفي حين أن الرقم القياسي العالمي بات في حوزة سان جرمان، إلا أن الأندية الإنكليزية تتصدر الإنفاق هذا الصيف، معتمدة على عائدات ضخمة تنالها بموجب اتفاق حول حقوق البث التلفزيوني. ولم يكن يونايتد الفريق الإنكليزي الوحيد الناشط في سوق الانتقالات، إذ أن غريمه اللدود وجاره سيتي، المملوك من الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، دفع حتى الآن أكثر من 200 مليون جنيه إسترليني لتعزيز صفوفه، محطما في طريقه الرقم القياسي لأغلى مدافع في العالم مرتين في غضون أيام، أولا بضم كايل ووكر من توتنهام هوتسبر، ثم الفرنسي بنجامان ميندي من موناكو. أما بطل الدوري الإنكليزي تشيلسي، فلم يقف مكتوف اليدين، بل دفع حوالي 150 مليون جنيه لضم لاعبين مثل الإسباني ألفارو موراتا والألماني أنطونيو روديغر والفرنسي تييمويه باكايوكو.مورينيو حطم العام الماضي الرقم القياسي للانتقالات، بضمه بول بوغبا من يوفنتوس الإيطالي مقابل 105 ملايين يورو وتمضي الفرق الإنكليزية نحو تحطيم الرقم القياسي الذي حققته العام الماضي في سوق الانتقالات، والبالغ مليار جنيه إسترليني. ووصلت حمى الانتقالات إلى إيطاليا، لا سيما ميلان الساعي مع إدارته الصينية الجديدة إلى استعادة أمجاده، إذ أنفق الفريق أكثر من 100 مليون يورو حتى الآن لتعزيز صفوفه، بينها 40 مليون يورو للمدافع الدولي ليوناردو بونوتشي من غريمه يوفنتوس. الحسابات والمنطق إلا أن أندية أوروبية أخرى تعرف دائما كيف تنفق أموالها دون أن تثقل كاهلها بالديون، وفي مقدمها بايرن ميونيخ بطل ألمانيا الذي أكد رئيسه أولي هونيس أن فريقه لن يدخل في حرب الصفقات القائمة حاليا، واصفا ما يحصل بـ”الجنون”. وقال هونيس “لا أريد شراء لاعب مقابل 150 أو 200 مليون يورو، لا أريد أن أشارك في هذا الجنون. هذا أمر نرفضه تماما في بايرن”. وأبقى بايرن على تحفظه في سوق الانتقالات هذا الصيف، وضم صانع الألعاب الكولومبي جيمس رودريغيز من ريال مدريد على سبيل الإعارة لعامين، وأنفق 47.5 مليون يورو للتعاقد مع لاعب الوسط الفرنسي كورنتان توليسو (22 عاما) من ليون. وحذر هونيس من تداعيات الإنفاق المبالغ به، مضيفا “أتساءل إذا كان المشاهدون سيوافقون على هذا الأمر على المدى الطويل، وعلى المدربين أيضا التساؤل إذا كان ما يحصل منطقيا”. أما مدرب نادي أرسنال الإنكليزي الفرنسي أرسين فينغر الذي لطالما انتقده المشجعون بسبب تقشفه في سوق الانتقالات، فرأى أن صفقة نيمار “تتجاوز الحسابات والمنطق”، معتبرا أنها من “تبعات المالكين (القادمين من خارج أوروبا) الذين غيروا المشهد الكروي بأكمله الأعوام الـ15 الأخيرة”. رئيس بايرن ميونيخ بطل ألمانيا أولي هونيس يقول أن فريقه لن يدخل في حرب الصفقات القائمة حاليا ويصف ما يحصل بـ"الجنون" ورأى رئيس نادي توتنهام هوتسبر الإنكليزي دانايل ليفي أن مستويات الإنفاق الحالية “غير مستدامة”. لكن في مشهد كروي تعاني فيه البطولات الأوروبية الأخرى للتنافس مع الأموال الهائلة التي تحصل عليها وتنفقها أندية الدوري الممتاز، قد يعد انتقال نيمار دفعا كبيرا لكرة القدم الفرنسية. وقال رئيس نادي ليون جان-ميشال أولاس الذي لطالما انتقد باريس سان جرمان ومالكيه القطريين، إنه “على رغم من أن قدوم نيمار يطرح تساؤلات بشأن التكلفة الحقيقية، نحن جميعا نهنئ ناصر الخليفي وباريس سان جرمان”. وأضاف أن انضمام نيمار “أمر هائل بالنسبة إلى شهرة الدوري الفرنسي”. وفي حالات الأندية التي تحظى بدعم “دول”، تتعدى غايات صفقات الانتقال الضخمة كرة القدم أو حسابات الربح والخسارة الصرفة. ويقول الخبير الاقتصادي الرياضي جان-فرونسوا بروكار “من خلال استقطاب كبار اللاعبين، ستتمكن الأندية من الفوز بالألقاب وتعزيز شهرتها، لكن هذه الانتقالات لن تكون مربحة على صعيد مبيعات التذاكر”. دخول التاريخ بات نيمار أغلى لاعب في التاريخ بانضمامه إلى باريس سان جرمان الفرنسي، إلا أن دخول المهاجم الشاب المكنى بـ”بيليه الجديد” تاريخ كرة القدم البرازيلية الزاخرة بالنجوم، لا يزال ينتظر. ويأمل نيمار في بلوغ مرحلة جديدة في صفوف سان جرمان بعد انتقاله من برشلونة الإسباني، ساعيا للخروج من ظل الأرجنتيني ليونيل ميسي زميله السابق في برشلونة، ومحاولا أن يصبح أول لاعب برازيلي منذ كاكا عام 2007 يحرز الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية لأفضل لاعب في العالم. لم يلعب نيمار دائما دور القائد على أرض الملعب في صفوف برشلونة، لا سيما في ظل الحضور الطاغي لميسي، إلا أنه القائد الفعلي في منتخب البرازيل الذي صنع في صفوفه التاريخ عندما قاده إلى إحراز أول ميدالية ذهبية في مسابقة كرة القدم الأولمبية، وذلك على “أرضه” في مدينة ريو دي جانيرو عام 2016.

مشاركة :