شهدت أروقة النادي الأدبي بالرياض مشاركة نوعية من جمعية المكفوفين الخيرية بمنطقة الرياض (كفيف) بعدما قدم المكفوفون إبداعاتهم على مسرحه، وذلك ضمن معرض الكتاب الخيري الثامن الذي نظمه النادي. المشاركة شهدت أمسية شعرية أدارها المذيع بإذاعة الرياض سلمان الشهري وشارك فيها الشاعر محمد الشويمان، حيث القى نخبة من قصائده التي لقيت استحسان الحضور، منها قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وذم من يقدحون في سيرته العطرة، وكذلك قصيده في حب الوطن. كما عبر فارس هذه الأمسية الشاعر الشويمان عن مشاعره تجاه ابنه البكر بإهدائه قصيدة مفعمة بالمشاعر الأبوية الحانية، كما قدم قصيدة في مدح الدكتور ناصر الموسى عضو مجلس الشورى والذي يكن له المكفوفون كل حب وتقدير لدعمه لفئة المعاقين بصفة عامة وعلى وجه الخصوص فئة المكفوفين. الفارس الآخر في هذه الأمسية كان الشاعر علي آل حسن الذي لم يتوانى في نثر إبداعاته أمام الحضور متنقلا بين جملة من القصائد منها قصيدة في رثاء "الشام" وما تعانيه من حروب فتكت بأبنائها وقصيدة طريفة تحكي مواقف تعرض لها . وقد حضر الأمسية عضو مجلس الشورى الدكتور ناصر الموسى ورئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض الدكتور عبدالله الحيدري وعددا من محبي الشعر ورواد النادي والمكفوفين. من جهة أخرى قدم منسوبو فرقة صوت الإرادة للمكفوفين عرضا مسرحيا بعنوان "غريب" التي تحكي قصة شاب وجد نفسه، بعد عودته لمدينته، غريبًا عنها نتيجة تغير الكثير من القيم والعادات والتقاليد التي كانت عليها وقت خروجه منها، ووجد كذلك اختلافًا في تعامل الناس، وكثيرًا من المشاهد التي يحاول من خلالها فهم هذا التغير، حيث أوضح القائمون على العمل أنه مأخوذ عن نصٍّ للكاتب محمد عجيم، وقام بالإعداد له وإخراجه المخرج المسرحي خالد الباز. وأكد الشعراء والفنانون من خلال هذه المشاركات أن ذوي الإعاقة البصرية يمكنهم التعاطي مع مختلف أشكال الفن، ومنها التمثيل والشعر. مطالبين الجهات ذات العلاقة بالمزيد من الدعم لمواهب ذوي الإعاقة بشكل عام، فيما أكد حضور الفعاليات على أهمية الالتفات لإبداعات هذه الفئة وإظهارها من خلال المنابر الرسمية فهم لا يقلون عن من هم مثلهم من المبصرين وخاصة النادي الأدبي الذي شهد هذه الإبداعات. وهو ما وجد تجاوبا من القائمين على النادي الذي صرح بأن النادي يسعده التواصل مع هؤلاء الفرسان المبدعين لتميزهم وجمال حضورهم.
مشاركة :