رنا شبيب تذمرنا نحن النساء كثيرا من سلوكيات الرجل الشرقي وتناقضاته اقمنا الندوات عقدنا الاجتماعات اسسنا المنظمات النسوية ورفعنا أقوى الشعارات الأنثوية .. منذ بداية عصر التمدن و النهضة ونحن نصرخ بذات الصوت الذي تحشرج وأصبح مبحوحا والنتيجة ذاتها !!! هو نفسه لم يتغير ولن يتغير لكن !!!!!!!! لم نتذكر يوما أننا نحن من يربيه ويؤسس خلقه لأننا الام قبل أن نكون الأخت والحبيبة والزوجة .. نحن أيتها السيدات المتمردات عجزنا عن ترويضه وتهذيبه وليس لنا القدرة على ذلك … اذا أردت أن تغير شيء راجع طريقة تعاملك معه كذلك الأشخاص .. الرجل بسبب سلوكياتنا فقد الثقة بنا تماما .. لا يستأنس برأينا لا يثق بوجهة نظرنا ولا يطمئن لها اتعلمن لماذا ؟؟؟ لأن التفاهة انتصرت علينا وتمكنت منا … عذرا لهذه المصارحة لكن إيماني بضرورة المكاشفة دفعني للكتابة .. من خلال علاقاتي بالمحيط النسوي سجلت عدة مؤشرات ليست إيجابية … من النادر ان حدث وصادفت سيدة تحمل خلق واتيكيت في التعامل مع الآخرين ( استثني من ذلك صديقتين فقط يعرفن أنفسهن ) وكثيرا ما أقول بأنني اقيس رقي المرأة واناقتها بطريقة تحيتها وتعاملها مع النساء تحديدا وليس اي مخلوق آخر !!! مؤامراتنا على بعضنا وانتقاصنا من بعضنا يضعنا في خانة لا يمكن أن يحترمنا محيطنا الإجتماعي قبل أن نغادرها … هوسنا اللامحدود بمظهرنا الخارجي وعدم سعينا إلى تنقية وتجميل الجوهر حتى ان اقبلت أحدنا على مشارف الأربعين او الخمسين كانت صحراء قاحلة لا تحمل روحا في جوفها غير مشاعر العدائية والنقمة فتهرع في هذا السن إلى عيادات التجميل ومتاجر المساحيق في محاولة لإنقاذ ما تبقى من أنوثة لم يبقى منها سوى نوع الجنس في بطاقتها الشخصية !!!! من النادر ان صادفت سيدة تحمل وعي أنثى بخلق إنساني عالي… سيدة تحمل قيم وأخلاقيات راقية .. سيدة قارئة متزنة .. بل جل من عرفتهن لم يخرجن من خانتين لا ثالث لها اما شريفة او غير شريفة … اخلاقهن انحسرت في مقياس جسدي بعيدا عن القيم العالية الأخرى .. أخيرا هل ترغبين أن اعطيك السر في مستحضر أن استخدمتيه لن تشيخي ابدا ولن ترين تجاعيدك وخطوط الزمن في مرآتك حتى لو امتلئ بها وجهك ؟؟؟ الرحمة والإنسانية … النقاء والتصالح مع الذات … هذه هي المرآة الصافية التي ترين بها وجه انوثتك .. امرأة بلا خلق ورحمة هي أبشع امرأة على الإطلاق وأن حملت أرقى مقاييس الجمال … هذبيه بخلقك وانسانيتك قبل أن تتذمري من سلوكه .. إن لم يجدك تحملين عقلا ووعيا جديرا بأن يحترم لم ولن يحترمك .. كما قال شاعر المرأة نزار قباني وهو في السبعين بأن ديوان طفولة نهد الذي كتبه في شبابه لا يمثله الآن وأنه في هذا العمر حتى يقع في عشق امرأة يجب أن يكون مكياجها مكياجا ثقافيا اي سيدة عملت على شخصيتها هذبتها وصقلت وعيها حتى اكتملت أنوثتها … في مرحلة ما من حياة الرجل قد لا تغريه النهود المكتنزة والمؤخرات النافرة بقدر ما يرغب في الاستئناس بعقل ناضج وروح رحيمة … كفي عن إنفاق نقودك في متاجر الزيف … قد تشترين عشر كتب بسعر أحمر شفاه واحد !!!
مشاركة :