داخل محافظة الإسماعيلية يجلس منفردًا لساعات طويلة للخروج بشئ يفيد من حوله، هدف سعى لتحقيقه بآمال مرتفعة في بادئ الأمر، قبل أن تنخفض عزيمته جراء ما لقاه من متخذي القرار، حتى اشتكى من حاله قائلاً: «زويل لو كان فضل في مصر مكنش حقق حاجة». الطالب محمود المالكي هو خريج مدرسة تكنولوجيا المعلومات بمحافظة الإسماعيلية، وتخصص في مجال البرمجة في السنتين الأخيرتين، من أصل 5، من دراسته، ومسجل باسمه براءة اختراع في أكاديمية البحث العلمي، كما أنهى أبحاثه لاختراعين آخرين في انتظار إتمام النموذج الأولي لهما، وذلك وهو في عمر 20 عامًا فقط. يقول «المالكي» لـ«المصري لايت» إنه منذ عام ونصف سجل أول براءة اختراع باسمه، وهو عبارة عن جهاز تكييف «يغطي مساحة الشخص كليًا أثناء السير فى الشوارع دون التعرض للشمس، ويتميز بأنه يسير أعلى الشخص بشكل غير ملموس ويوفر له الراحة من خلال وضع الشخص احتياجاته الخاصة فيه، مثل الماء والعصائر وأدواته الشخصية، ويتم التحكم فيه عن طريق الموبايل، لذلك اسماه بـ(الشمسية المكيفة)»، مشيرًا إلى قدرة الجهاز على إصدار الهواء الساخن ليعمل كمدفئة في فصل الشتاء. يعود «المالكي» بذاكرته إلى الوراء موضحًا أن ذلك الاختراع بدأ التفكير فيه منذ عامين، وأنهى أبحاثه فيه بنسبة 90%، بينما أنهى النموذج الأولي الخاص به بنسبة 80%، لكن حتى الآن لم يصل لحل فيما يخص الطاقة التي يعمل بها الجهاز، منوّهًا إلى أنه يعمل على مصدرين للتوليد هما الطاقة الشمسية والبطاريات، على أن تعمل الأخيرة لمدة تصل إلى 8 ساعات، كذلك لا يزال يفكر في كيفية تفادي سقوط المكيف على مستخدمه في حال نفاد طاقته. كذلك واجه بعض الصعوبات الخاصة بنفقات اختراعه، منها حسب قوله ضرورة إجراء دراسة جدوى وشراء بعض المستلزمات من الخارج، كذلك تكلف صنع النموذج الأولي مبلغ 3 آلاف جنيه ونصف من ماله الخاص، وهو ما يجعله في انتظار أي جهة تدعمه ماديًا لخروج مشروعه إلى النور. بعد تسجيل الاختراع باسمه شارك في 3 معارض، الأول «أرشميدس» في روسيا وحصد المركز الأول، ثم المركز الثاني في معرضي كوريا الجنوبية وتايلاند، وخلالهم لم يسافر بسبب التكاليف المالية، مكتفيًا بتصميم فيديو «أنيميشن» لتوضيح اختراعه رفقة أحد المقربين منه. رغم الجوائز التي حققها إلا أن الأضواء لم تُسلط عليه ولم ترعاه أي جهة، بينما أشار عليه الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي، بتطبيق الاختراع بشكل مبدأي على عساكر المرور وعاملي النظافة، من واقع تواجدهم في الشوارع لساعات طويلة نهارًا. على الجانب الآخر يفكر المخترع العشريني من وجهة نظر اقتصادية: «دول الخليج بتعاني من حرارة رهيبة، والمناطق الشمالية بتعاني من شدة البرودة، لو وزعت هنا وهنا يبقى رفعت اقتصاد بلدك». غيّر «المالكي» وجهة حديثه إلى أول بحث أجراه منذ 4 سنوات، وهو «فكرة مشروع حربي يستهدف اختراع جهاز يعطل عمل الصواريخ الموجهة، قبل إصابتها للهدف عن طريق أشعة الليزر». لكن الأمر لم يخرج عن حدود الدراسة التي أجراها دون أي تطور، بعد عرض مشروعه على أحد المسؤولين في الدولة لكن دون رد شاف حسب روايته، وهو ما وضعه في حيرة من أمره: «ما ينفعش أبيع ده لحد برا مصر، وفي نفس الوقت في بلدي محدش عاوز يستثمر حاجة زي كده، فا ركنته». الطريف أن ذلك المشروع حصل على جائزة في معرض «أرشميدس» في روسيا أيضًا بجانب اختراع المكيف، وهو ما عبّر عنه بأسى لتجاهل المسؤولين له: «ده حلم حياتي!». أمّا اختراعه الثالث يتمثل في تصميم نظام حماية للسيارات، بغرض تجنيب الركاب لأي حادث قد يتعرضوا له في أي ظرف، وهو ما طوره وخرج به من حيز سيارة بعينها إلى تمكنه من تعميم الفكرة على كافة وسائل المواصلات، من الدراجة وحتى القطار. وعن ذلك يوضح: «بوسيلة المواصلة نظام حساس يقيس سرعة الجسم الذي قارب على الاصطدام بالسيارة، وعلى الفور ينفتح السقف ليطير المقعد مباشرةً بالراكب، والذي تنتفخ حوله وسادة تمتص أي صدمة قد يتعرض لها، بعدها ينزل المقعد به إلى مكان آمن من خلال جهاز GPS». أسريًا دائمًا ما يساعده والده في المصروفات التي يحتاجها لإتمام مشروعاته، بجانب ما يتقاضاه من عمله الخاص بإحدى مصانع الملابس، وهو في كثير من الأحيان لا يكفي متطلباته لإنجاز اختراعاته.النموذج الأولي لاختراع الـ”التكييف المتنقل” لـ محمود المالكي النموذج الأولي لاختراع الـ”التكييف المتنقل” لـ محمود المالكي تلك الظروف أثرت عليه بطبيعة الحال، فهو ملزم بالتوجه إلى معامل مدرسته لإتمام مشروعاته، ولجأ في بعض الأحيان، بمساعدة صديق له، على العمل داخل معامل جامعة المنصورة، لعدم توافر معمل خاص به. رغم الكفاءة البحثية التي أثبتها «المالكي»، والتقدير الذي ناله من معارض مختلف الدول، إلا أن مصيره التعليمي حتى الآن غير معلوم فيما يخص الكلية التي سيلتحق بها: «لسه التنسيق منتظرينه.. المفروض هندسة.. يعني الحمد لله».اختراع المكيف المتنقل لـ محمود المالكي اختراع المكيف المتنقل لـ محمود المالكي
مشاركة :