واشنطن - وكالات - طلب المحققون الذين ينظرون في احتمال وجود تواطؤ بين فريق الرئيس الاميركي دونالد ترامب وموسكو من البيت الابيض تسليمهم وثائق، حسب ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» اول من امس. وطلب أعضاء من فريق التحقيق الفيديرالي الكبير برئاسة المدعي الخاص روبرت مولر، من البيت الابيض تسليم وثائق مرتبطة بالمستشار القومي السابق مايكل فلين، حسب ما نقلت الصحيفة عن مصادر قريبة من التحقيق. ورغم ان الوثيقة الاخيرة ليست مذكرة ملزمة رسميا إلا أنها تشير إلى أن التحقيق يتسارع. وتأتي المعلومات غداة تقارير كشفت ان مولر، وهو مدير سابق لمكتب التحقيقات الفيديرالي (اف بي آي)، قام بتشكيل هيئة محلفين كبرى في سياق تحقيقه في التدخل الروسي في سير الانتخابات الرئاسية الأميركية. وفلين الذي أقيل بعد بضعة اسابيع على تعيينه مستشارا للأمن القومي للرئيس ترامب وسط شكوك بأنه كذب حول اتصالاته مع مسؤولين روس، في قلب التحقيق في قضية التدخل الروسي التي تعصف بالبيت الأبيض. وتعليقا على المسألة، قال المحامي الرئاسي تاي كوب إن البيت الابيض لا يناقش «اتصالات محددة» مع مولر بل «يواصل التعاون التام مع المدعي الخاص». وينفي ترامب باستمرار الاتهامات بالتواطؤ مع موسكو قائلا: إنه ضحية «حملة اضطهاد» سياسي و«أخبار مزيفة». واستجوب المحققون أيضا شهودا عما إذا كان فلين تلقى دفعات سرية من الحكومة التركية نهاية الحملة الرئاسية العام 2016، في ما يلمح إلى توسع نطاق التحقيق ليشمل تعاملات فلين المالية. وذكرت وسائل إعلام أميركية أن مولر يحقق في سجلات مالية لترامب غير متصلة بروسيا او الانتخابات. وحذر ترامب مولر علنا من أن تعاملاته المالية يجب أن تكون خارج النطاق وأن التحقيق في شأنها يعتبر خطا أحمر. في المقابل، دافع ترامب، اول من امس، عن مستشاره للامن القومي هربرت ريموند ماكماستر الذي تنتقده وسائل اعلام يمينية تطالب باستقالته. واتهم ماكماستر في سلسلة من المقالات التي نشرتها وسائل اعلام من اليمين المتشدد، بانه معاد لاسرائيل وبالتعاون مع مسؤولين من عهد الرئيس السابق باراك اوباما. وقال ترامب: «انا والجنرال ماكماستر نعمل معا بشكل جيد جدا. انه رجل جيد مؤيد جدا لاسرائيل». واضاف الرئيس الاميركي: «انني ممتن له على العمل الذي يواصل القيام به في خدمة بلدنا». وغادر الرئيس الأميركي واشنطن والبيت الأبيض، اول من امس، لقضاء عطلة تمتدّ 17 يومًا في أحد أنديته الفخمة للغولف. وأقلعت الطائرة الرئاسية من قاعدة أندروز الجوية نحو موريستاون (نيوجرسي)، ومنها إلى نادي ترامب الوطني للغولف في بدمينستر. وسيشهد البيت الأبيض في غيابه أعمال ترميم. لكنّ الناطقة باسم البيت الأبيض ليندسي والترز أوضحت أنّ «الرئيس سيواصل العمل خلال الأسبوعين المقبلين». وغالبا ما قضى ترامب، منذ وصوله إلى السلطة، عطلاته الأسبوعية في مقرّ إقامته في بدمينستر، أو في مقرّه في مارالاغو بفلوريدا الذي أطلقت عليه تسمية «البيت الأبيض الشتوي» وهو مغلق في الصيف. وكتبت الصحافة الأميركيّة أنّ الرئيس الحالي يأخذ أيّام عطلة أكثر بكثير من سلفه، علما أنّ ترامب كان انتقد باراك أوباما كثيرا في هذا الشأن. حتى انّ صحيفة «واشنطن بوست» ذهبت الى حدّ إحصاء الأيام التي قضاها ترامب في مقارّه أو تلك التي خصّصها للعب الغولف. على صعيد آخر، ناقش ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، اول من امس، هاتفيا سبل زيادة التعاون في سورية والعراق، وتطرّقا أيضا إلى الأزمات في كل من ليبيا وأوكرانيا وفنزويلا. وأفاد البيت الأبيض في بيان بأنّ الزعيمين بحثا في «سبل زيادة التعاون في إدارة الأزمتين في سورية والعراق، والتصدّي لنفوذ إيران الضار». كذلك، تطرّقا في سياق حديثهما إلى «حلّ سياسي» للوضع في ليبيا، وإلى سبل «كبح الأنشطة الإرهابية بمنطقة الساحل في افريقيا». وفي ما يتعلق بالأزمة الفنزويلية، اكد البيت الأبيض أنّ الرئيسين اتّفقا على أنّ حكومة الرئيس نيكولاس مادورو «يجب أن تعيد حقوق الشعب الفنزويلي». وتحدّث ترامب وماكرون أيضا عن «مصالح» بلديهما في ما يتعلق بملف الأزمة مع كوريا الشماليّة. على صعيد مواز، أمر الجيش الأميركي أفراده بوقف استخدام طائرات من دون طيار تصنعها شركة «إس.زد دي.جيه.آي تكنولوجي» الصينية بسبب «ثغرات في الأمن الإلكتروني» في منتجاتها. وطبقا لمذكرة أصدرها الجيش في الثاني من أغسطس نشرت عبر الإنترنت وتحققت «رويترز» من صحتها فإن هذا الأمر ينطبق على كل الطائرات من دون طيار التي صنعتها الشركة والأنظمة التي تستخدم مكونات أو برامج منها.
مشاركة :