ارتفاع ضغط الدم يصيب نصف سكان الأرض

  • 8/6/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يعاني بعض الأشخاص من الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، فهو يعد من الأمراض الخطيرة المتفشية في كل دول العالم، فهو لا يقتصر على الدول الفقيرة فقط، ولكن ينتشر في المجتمعات المحتضرة والراقية والغنية، نتيجة الكثير من المسببات التي تؤدي إلى الإصابة به، وخطورته ترجع إلى تمهيده إلى الإصابة بكثير من الأمراض الأكثر خطورة على الحياة، وبالتالي يصبح من الأمراض التي تضر الصحة العامة بشكل غير مباشر.يتسلل مرض ارتفاع ضغط الدم إلى الشخص دون أن يشعر به، ولا تصدر عنه أية أعراض، إلى أن يصل إلى تدمير بعض أجهزة الجسم، ولذلك يطلق عليه البعض مسمى القاتل الصامت، وعندما يترك هذا المرض دون علاج ومتابعة لضبطه، فإنه يقود صاحبة بعد فترة إلى الإصابة بتلف في الشرايين ومشاكل لا حصر لها في القلب، وزيادة فرص الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، ويمتد تأثيره إلى حدوث اضطراب في غالبية وظائف الغدد الموجودة بالجسم، وسوف نشرح في هذا الموضوع آلية حدوث الضغط، والأسباب المتعددة للإصابة بهذا المرض، وبعض الأعراض التي تظهر وكيفية الوقاية.المعدل الطبيعييعرف ارتفاع ضغط الدم على أنه حجم الضغوط التي يشكلها الدم على جدران الأوعية الدموية، وحالة الدم داخل هذه الأوعية وخاصة الشرايين التي تتضرر أكثر من هذه الضغوط المستمرة، وقوة دفع الدم المستمرة على جدران الأوعية الدموية، وهي محملة بالعناصر الغذائية والأكسجين إلى كل خلايا الجسم، ويبدأ ضغط الدم مع الدورة الدموية التي تعمل مع انقباض عضلة القلب، فيتدفق الدم من القلب بكل ما يحمله إلى الشريان الأبهر، ويتفرع بعد ذلك إلى باقي شرايين الجسم، وهنا تجب الإشارة إلى الحفاظ على معدل الضغط الطبيعي، الذي يتراوح ما بين 75 على 115 أو 80 على 120 ملليمتر زئبق، ويرتفع أو ينخفض هذا المعدل درجات بسيطة حسب الأشخاص، أما ضغط الدم المرتفع فيتراوح بين 150 إلى 140، وهذا المعدل لا يمثل خطراً على حياة الإنسان، وارتفاع ضغط الدم منتشر بين البالغين، ويتطور ارتفاع ضغط الدم عند بعض الأطفال نتيجة لحدوث مشاكل في الكلى أو القلب، وبعض الدراسات أثبتت أن عددا كبيراً ومتزايداً من الأطفال يتعرض للإصابة بضغط الدم بسبب العادات السيئة في التغذية غير السليمة وغير الصحية، والإصابة بالسمنة لانعدام النشاط وعدم بذل مجهود جسماني، أما في حالة ارتفاع ضغط الدم المرضي فإنه يؤدي إلى حدوث حالة من الإجهاد للقلب والكلى، ويساعد على الإصابة بمرض تصلب الشرايين والسكتات الدماغية، وعندما ينقبض القلب يسمى بالضغط الانقباضي، أما انبساط القلب فيسمى الضغط الانبساطي، ويكون الضغط الانقباضي أعلى في القيمة من الضغط الانبساطي، ويقاس بجهاز الضغط الذي يبين قراءة الضغط الانبساطي والضغط الانقباضي.سنوات طويلة للإصابةيصاب الشخص عدة سنوات بمرض ارتفاع ضغط الدم دون أن يشعر، وتمر فترة زمنية طويلة قبل أن يتم الكشف عن المرض وتشخيصه من قبل الطبيب، نتيجة أن هذا الارتفاع يتدرج على مدى هذه السنوات، وفي النهاية يظهر عند عدد كبير من الأشخاص، وعدم استقرار ضغط الدم من الحالات الشائعة، ويعني وجود تفاوت متباين في قياس درجات الضغط في أوقات مختلفة، وهذا التفاوت يكون ارتفاعاً وانخفاضاً، وليس اتجاهاً واحداً فقط، ويكون في بعض الحالات مستقر ناحية الانخفاض، وحالات أخرى مستقر ناحية الارتفاع بشكل شبه دائم، وارتفاع ضغط الدم يعبر عن مدى قوة ضخ القلب للدم عبر الشرايين وتوصيلها إلى أجهزة الجسم والأعضاء، وفي حالة ارتفاع هذا الضغط عن المعدل الطبيعي يؤدي ذلك إلى حدوث أضرار ومشاكل في الجسم على المدى الطويل، ومنها الإصابة بحالة الصداع المزمن، ومشاكل كبيرة في الرؤية واضطراب في الشبكية، وأحيانا يؤدي إلى تلف حاد في العصب البصري والإصابة بالعمى، كما يؤدي إلى الفشل الكلوي وإصابة الشرايين التاجية. التوتر والوراثةتوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم المزمن، ومنها التعرض الدائم للضغوط النفسية والتوتر العصبي والقلق، حيث يوجد بعض الأشخاص الذين يتعرضون للتوتر نتيجة ضغوط وطبيعة أعمالهم، ويؤدي هذا المناخ المتوتر وهذه الحياة العصبية إلى ارتفاع ضغط الدم، كما أن السمنة أحد الأسباب الرئيسية لهذا المرض، نتيجة ضخ الدم بقوة وبكميات كبيرة حتى يكون قادراً على توصيل الأكسحين والغذاء إلى جميع أنسجة الجسم المختلفة، وكلما كانت كمية الدم المتدفق في الأوعية الدموية أكبر، كان الضغط على جدران الشرايين أكبر، ومن أسباب الإصابة أيضاً وجود العامل الوراثي، حيث كشفت العديد من الدراسات أن ضغط الدم ينتشر في بعض العائلات، وأن الوالدين المصابين بارتفاع ضغط الدم سوف يرث الأطفال نفس الإصابة، وأيضاً نوع العرق، حيث ثبت أن الإفريقي الأمريكي أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وذلك يرجع لعوامل وراثية تمتد لأجيال سابقة، وهناك عوامل أخرى تزيد من احتمال الإصابة بضغط الدم مثل السن، حيث يزداد خطر الإصابة بالمرض كلما تقدم السن، ويكون الرجال أكثر عرضة للمرض في منتصف العمر، أما النساء فيتعرضن للضغط في فترة ما بعد سن اليأس.الملح والتدخين والسكريتناول ملح الطعام بكثرة في الغذاء يسبب ارتفاع ضغط الدم، لأنه يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، وكذلك الإصابة بمتلازمة مقاومة الإنسولين، والتي تجمع بين الضّغط والسكر وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، إضافة إلى زيادة الدهون الثلاثيّة في الجسم، كما أن ضعف النشاط البدني يؤدي إلى ارتفاع وتيرة عمل القلب، ما يزيد الضغط على الشرايين، كلها عوامل تؤدي إلى ارتفاع الضغط، كما يساعد البوتاسيوم على موازنة مستوى الصوديوم في الخلايا، وعندما لا يتم تخزين كميات كافية من البوتاسيوم، يؤدي ذلك إلى تراكم كمية كبيرة من الصوديوم في الدم، وبالتالي ارتفاع الضغط، وأيضا تدخين التبغ يؤدي إلى رفع الضغط فوراً، لكن بشكل مؤقت، والمواد الكيميائية الموجودة في التبغ تضر بجدران الشرايين وتسبب ضيق الشرايين، مما يسبب ارتفاع ضغط الدم، كما أن تناول الكحوليات يسبب إفراز هرمونات وتؤدي إلى زيادة سرعة القلب وارتفاع ضغط الدم، كما يعتقد الباحثون أن فيتامين «د» يستطيع أن يؤثر على إنزيم تنتجه الكليتان له علاقة بارتفاع ضغط الدم.الصداع ومشاكل القلبتظهر بعض الأعراض نتيجة الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم عند بعض الأشخاص، ومنها الإصابة بالصداع المستمر وأوجاع خفيفة في الرأس، والشعور بالدوخة والدوران، وهناك بعض الأشخاص يظهر لديهم احمرار في الوجه، والإصابة بنزيف من الأنف بشكل يفوق العادة، والإحساس بطنين في الأذن، وأخيراً حدوث حالة فقدان الوعي، وهذه الأعراض تكون بنسب متفاوتة ومتقاربة، والجدير بالذكر أن الكثير من حالات الأشخاص المصابة بضغط الدم المرتفع لا تظهر عليهم أعراض، ولكن إذا وصل ضغط الدم إلى درجات مرتفعة للغاية، يشعر الشخص بهذه الأعراض السابقة بقسوة وعنف وخطورة على حياته، ومن المضاعفات التي يمكن أن تحدث في هذه الحالة الإصابة بالسكتات الدماغية والقلبية، ما يؤدي إلى حدوث حالات الموت المفاجئ، ومن المضاعفات الأخرى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث يحدث تضخم في الجدار العضلي للقلب، وخاصة البطين الأيسر فيزداد انتفاخا بسبب الجهد العالي لضخ الدم، وعضلات القلب المتضخمة والأكثر حجما ليست إشارة على القوة، لأن إمداد القلب بالدم عن طريق الشرايين التاجية لا يزيد، وتتلف الجدران الداخلية للشرايين، ويؤدي ذلك بعد فترة إلى حدوث التصلب العصيدي، الذي يقلل من إمداد عضلة القلب بالأكسجين والغذاء مما يؤدي إلى حدوث نوبة وهبوط في القلب، فالضغط يحدث تشققات في بطانة الشرايين الداخلية وتتكون ترسبات دهنية على الجدران وتضيق فتحة مرور الدم، وبالتالي تعوق قدرة الدم على حمل الأكسحين والعناصر الغذائية اللازمة إلى الخلايا والعضلات للتغذية، فيزيد من العبء المفروض على عضلة القلب. أدوية ونمط الغذاءيتم علاج ارتفاع ضغط الدم ببعض الأدوية المتاحة في الصيدليات والتي تعمل على ضبط الدم في الجسم بشكل كبير، والسيطرة على الضغط تحدث بعد اكتشافه، وفي معظم حالات الإصابة بالمرض يتم السيطرة على ضغط الدم من خلال الأدوية واتباع نظام غذائي ونمط حياة صحي، وأكثر من 95% من حالات ارتفاع ضغط الدم لا يمكن علاجها لدرجة الشفاء الكامل، ولكن يمكن بالمتابعة المستمرة والعلاج السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، والوصول به إلى المستوى الطبيعي، كما أن مشروب العناب يؤدي إلى تخفيض سريع لضغط الدم، أما علاج الحالات المزمنة منه لا تكفي الأدوية فقط للتخلص من ضغط الدم المرتفع، ولكن يجب أن يشمل اتباع أسلوب متكامل من الغذاء الصحي والتمارين والأنشطة وتغيير نمط الحياة والامتناع عن التدخين. نصف الكرة الأرضية تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 53% من سكان الكرة الأرضية مصابون بمرض ارتفاع في ضغط الدم بشكل متفاوت، وخاصة مرض ضغط الدم الشرياني الذي يستمر مع الشخص المصاب طوال العمر، لأنه من الأمراض المزمنة، كما يعتبر هذا النوع من المسببات الرئيسية للإصابة بمرض النوبات القلبية وحالات السكتات الدماغية، وكذلك الوصول إلى فشل عضلة القلب، وتكشف المنظمة أنه يهاجم نسبة تتراوح من 26 إلى 33% من الأشخاص البالغين حول العالم، ثم ترتفع نسبة المصابين لتصل إلى أكثر من نصف سكان العالم مع التقدم في السن، وبالتحديد بعد الوصول إلى عمر الخمسين عاماً، وتتراوح نسبة إصابة المسنين من 60 إلى 88% حالة، نتيجة الضعف الطبيعي في أداء الدورة الدموية وما تحدثه من ارتفاع في الضغط، كما يصبح استمرار مرض الضغط على المدى المتوسط بداية للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، والسبب في الكثير من مشاكل وأمراض القلب والأوعية الدموية، ورغم ذلك فإن نسبة الشفاء من هذا المرض تصل إلى أكثر من 70% إذا تم الاهتمام بعلاجه ومتابعته بشكل مستمر.

مشاركة :