الصور تحلق بخيال الأطفال في معرض «الكتاب الصامت»

  • 8/6/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: محمد ولد محمد سالم لغة الصورة أقوى من كثير من اللغات في هذا الكون، وقد أدركت المجتمعات الحديثة هذه الحقيقة، فجعلت الصورة في مقدمة وسائل التعبير، وأعطتها كل أسباب التأثير، وقد أصبح هذا العصر بحق هو عصر الصورة، وتظهر فاعلية الصورة عندما يفقد البشر التواصل بالكلام لعدة أسباب في مقدمتها اختلاف الألسنة، فتكون الصورة حينها هي الوسيلة الأسرع لذلك التواصل، هذه الحقيقة تؤكدها حكاية معرض «الكتاب الصامت» الذي ينظمه المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، بالتعاون مع المجلس الدولي لكتب اليافعين، ويقام في قاعة الطبق الطائر في الشارقة.انطلقت فكرة هذا المعرض، من إيطاليا، وبالتحديد من جزيرة «لامبيدوزا»، حيث استقبلت الجزيرة عددا كبيرا من اللاجئين العرب والأفارقة، وكان ضمنهم عدد كبير من الأطفال، لم يعرف الإيطاليون كيف يتواصلون معهم، ليساعدوهم ويخففوا من محنتهم، فلجأوا إلى تأليف كتاب سردي يحكي القصص بالصور والألوان فقط، وأظهرت الفكرة جدواها عندما تفاعل معها الأطفال، ووجدوا فيها ما يستقطب اهتمامهم، ويحفز مدركاتهم للمعرفة، فكان أن تبنى المجلس الدولي لكتب اليافعين الفكرة، وبدأ في تنظيم معرض يقام كل سنتين، يهدف إلى تشجيع صناعة «الكتاب الصامت»، وتوزيعه على الأطفال المحتاجين في مناطق الحروب والكوارث والمناطق الريفية النائية.يستمر المعرض لغاية 30 سبتمبر/‏أيلول وسوف تتخلله ورشة فنية لصناعة الكتاب الصامت، يشارك فيها ناشرون وطنيون سوف يتعرفون إلى كيفية صناعة هذا النوع من الكتب، وإعدادها، من أجل أن يصبح الناشر الإماراتي قادرا على المشاركة في هذه الحملة الدولية التي تستهدف اللاجئين والأطفال المحتاجين في أرجاء العالم، الذين لهم الحق في أن يصل إليهم الكتاب وأن يتربوا على أفكار ثقافية وإنسانية عميقة.يضم المعرض الكثير من الكتب اللافتة والجاذبة بأناقتها، وتناسق ألوانها، وجاذبية الحكاية المصورة فيها، وتقدم العديد من تلك الكتب حكايات وعوالم تستدعي من الطفل التوقف عندها والتفكير في مدلولاتها، وتنشط خياله لإنتاج الأفكار، ومن هذه الكتب، كتاب «قبل التالي» الصادر في باريس سنة 2013، وهم من رسوم آن مارغو رامستيان، ويروي بالصور حكاية العالم، وتنوع عوالمه، ليوحي إلى الطفل بفكرة الاختلاف في الكون، ويجعله مدركاً لهذه الحقيقة، كما يغني رؤيته للألوان، فيبدأ الكتاب بصورة للّيل حيث يتلألأ القمر والنجوم في فضاء أسود فسيح، ثم ينتقل إلى عالم الأزهار والأشجار والغابات، ثم المدينة، وما يبذله الإنسان من جهد في تعمير الأرض وبناء المدن، ومثابرته في العمل، ثم البيت ومكوناته الداخلية، والحيوانات الأليفة وما تمنحنا إياه من طعام وشراب، كل تلك العوالم تعطي للطفل فكرة عن اتساع وتنوع هذا الكون الذي يعيش فيه.أما كتاب «خمن» الصادر 2014 في باريس للمصور ألن لسو، فتقوم فكرته على حشد الأشياء في صورة واحدة واضحة التفاصيل، ليترك للطفل فرصة التفكير في تلك الأشياء التي تنتمي في العادة إلى ميدان واحد، فهو مثلا يقدم صورة مقربة لصندوق أدوات الميكانيكا، بكل ما يحتوي من الأدوات، لكي يحفز خيال الطفل على التفكير في طريقة استعمال تلك الأدوات، وما يمكنه أن يصنعه بها، وفي الكتاب صور كثيرة من هذا القبيل، مثل صورة أدوات المطبخ: «السكاكين، الملاعق، الشوكات»، وصورة للشاطئ حيث الرمل والمحال، وصورة للأخشاب والحجارة، هكذا يدعوه دائما إلى التخيل والتفكير في العمل.أما كتاب «سمكة كبيرة» من كوريا الجنوبية، رسوم لي جي هون، فهو قصة مصورة بالأبيض والأسود عن صراع الإنسان من أجل البقاء، حيث يجتاح الجفاف الأرض، وتموت الأشجار التي كانت توفر للمجموعة البشرية ما تأكله، فتضطر مجموعة من البشر إلى أن تبدأ رحلة بحث طويلة عما تأكله، تواجه فيها الوحوش الكاسرة، وتصل تلك المجموعة إلى البحر، فتصطاد سمكة عملاقة، وفي طريق العودة تهاجمها كل أنواع الحيوانات التي تريد أن تأكل السمكة، وفي النهاية تنتصر المجموعة، وتعود إلى ديارها.ويصور كتاب «هيغو وآكل الخراف» كولومبيا 2014، حكاية الطفل الشجاع الذي يصارع الوحش الكبير الذي يريد أن يأكل الخراف، ويعمل هذا الطفل بكل الحيل، ويستعين بأصدقائه من أجل أن يقضي على الوحش، ويفلح في ذلك في نهاية القصة، فهو دعوة إلى الشجاعة، ومواجهة الظلم بقوة وعزيمة، حتى نتمكن من هزيمته.ويسرد كتاب «الرحلة» رسوم آرون بيكر قصة الفتاة التي كلما رسمت بقلمها الأحمر بابا، كشف لها ذلك الباب عن عالم جديد ، وفرصة جديدة لحياة أفضل، وهي دعوة للطفل لاكتشاف مواهبه الفذة، وإقناعه بأنه قادر على رفع التحديات، وصناعة مستقبله بالاعتماد على نفسه ومواهبه الخاصة.

مشاركة :