اشتبك آلاف المتظاهرين مع قوات حكومية في الجزء الذي تسيطر عليه الهند من كشمير اليوم (السبت)، إثر مقتل ثلاثة من قادة المتمردين في تبادل لإطلاق النار مع عناصر الأمن، وفق ما أفادت الشرطة، وسط تصاعد حدة التوتر في المنطقة. وحاصر الجنود وقوات شرطة مكافحة التمرد الخاصة أحد الأحياء في بلدة سوبور (45 كيلومتراً شمال غربي مدينة سريناغار)، بعدما وردت «معلومات محددة» تفيد بوجود بضعة مسلحين تحصنوا في منزل حيث تبادل الطرفان إطلاق النار. وأفاد بيان للشرطة بأن «ثلاثة مسلحين من مجموعة عسكر طيبة قتلوا خلال المواجهة»، مضيفاً أنه عثر على ثلاث بنادق هجومية آلية في موقع المواجهات. وفيما انتشرت الأنباء عن سقوط القتلى، اندلعت مواجهات بين السكان والقوات الحكومية في مناطق عدة من كشمير. وأصيب ثلاثة متظاهرين بجروح في منطقة بانديبور الشمالية، التي ينتمي إليها أحد المسلحين الذين قتلوا، عندما فتح الجنود النار على مئات السكان الغاضبين الذي خرجوا لرشق الحجارة على موكبهم، وفق مسؤول في الشرطة رفض الكشف عن هويته. وفي جنوب وادي كشمير، اشتبك الآلاف مع عناصر الأمن الذين أطلقوا الأعيرة النارية في الهواء واستخدموا الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق الحشود التي نادت: «نريد الحرية». وتأتي صدامات اليوم بعد يوم من مقتل مسلح ومدني على أيدي جنود خلال تبادل لإطلاق النار في بلدة بيجبيهارا (جنوب كشمير)، حيث تكررت الصدامات منذ مطلع العام الحالي. وتصاعدت حدة التوتر في أنحاء الشطر الذي تسيطر عليه الهند من كشمير منذ قتلت القوات الحكومية أحد قادة مجموعة «عسكر طيبة»، المعروف باسم «أبو دجانة»، في تبادل عنيف لإطلاق النار الثلثاء الماضي. وكشمير مقسمة بين الهند وباكستان منذ انتهاء الاستعمار البريطاني عام 1947. ويطالب الطرفان بالمنطقة كاملة. واستمرت المعارك عقوداً بين مجموعات متمردة، بما فيها «عسكر طيبة»، و500 ألف جندي هندي منتشرين في المنطقة، مطالبين بالاستقلال أو ضم كشمير إلى باكستان. وقتل عشرات الآلاف، معظمهم من المدنيين، في المواجهات منذ بدء حملة الجيش عام 1989 لمواجهة التمرد.