رحم الله الداعية الكبير الشيخ عبد الرحمن السميط، أحد أهم دعاة العالم الإسلامي ، الذي لم نعرف في العصر الحديث داعية بحجمه و خطورة دوره حتى جرى نهر دعوته في القارة السمراء فشرب منها أكثر من 11 مليون شخص وأسلموا على يديه . 11 مليون شخص رقم يتجاوز عدد مواطني دولة بأسرها ، و لهذا حاربت دعوته الدولة الصفوية فأغدقت العطاء لحكومة مدغشقر لإبعاده والحد من نشاطه كما سجن رحمه الله من قبل البعثيين مرتين، الأولى في بغداد عام 1970 وكاد يعدم، والثانية عام 1990 عندما اعتقلته المخابرات العراقية في أثنـاء غـزو العراق للكويت. السميط رحمه الله شغل بالدعوة عن الأضواء ، و لم يتنعم بأموال التبرعات و لم يترفه في الفنادق ذات النجوم الخمس في رحلات دعوة نخبوية تلاحقها الكاميرات و المدائح و الطبول و المزامير ، بل كان يبيت مع الفقراء و الأيتام ، تعلم عشرات الآلاف من أطفال ورجال إفريقيا بسبب ما أتاحه لهم من فرص، وبنى آلاف المساجد، وحفر أضعافها من الآبار . وفي حين ينشغل كثير من دعاة الأضواء بالتصاريح النارية و الثأرية يفيض هَم الدعوة العميق من خطاب السميط رحمه الله ، يقول : سألقي عصا الترحال يوم أن تضمن الجنة لي، وما دمت دون ذلك فلا مفر من العمل حتى يأتي اليقين فالحساب عسير ، كيف يراد لي أن أتقاعد وأرتاح والملايين بحاجة إلى من يهديهم، وكيف أرتاح بدنياً وكل أسبوع يدخل الإسلام العشرات من أبناء الأنتيمور من خلال برامجنا، ونرى كل يوم أن المناوئين للإسلام لا يدخرون جهداً ولا مالاً في سبيل إبعاد أبناء هذه القبيلة التي كانت عربية مسلمة عن الإسلام، وينفقون كل سنة عشرات الملايين ولديهم عشرات من العاملين هنا. اليوم ينعي الملايين الداعية الدكتور عبد الرحمن السميط في كل بقاع الأرض ، و يوارى الثرى في تشييع مهيب لا يشبهه إلا تشييع القادة و الزعماء ، و هو قائد للدعوة و زعيم للخير و مواطنو دولته كثر و ثروتها أغلى من البترول و أنقى من الذهب . رحم الله الداعية الكبير عبد الرحمن السميط ، و أحسن عزاء الأمة الإســـلامية فيه و جبر مصابها الجلل. lolo.alamro@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :