أكدت حياة حمادة الأخصائية النفسية والمدرب المعتمد أن كثيرا من العلاقات الزوجية تفتقر لمهارة الحوار الناجح الذي يعد أساس العلاقة المستقرة والسعيدة بسبب جهل الازواج بماهية الحوار وأهم الأسس التي يقوم عليها حوار ناجح بين الزوجين من دون أي جدال يذكر، مبينة ان الحوار بين الزوجين هو وقاية وعلاج لكثير من المشاكل ومنها غيبوبة الحياة الزوجية، ويساعد على تقوية العلاقة، لزواج سعيد مليء بالحب والتفهم والاستقرار. كما تطرقت حمادة الى ضرورة معرفة الازواج الفرق بين الحوار والجدال، فالجدال عبارة عن مقاتلة كلامية يفتقر صاحبها للمعرفة والتهذيب والصبر والمرونة، والإصرار على الرأي واقناع الآخر به، يتسم بالعقم والفرض. وتواصل.. أما الحوار فهو أسلوب حضاري يظهر من خلاله الخلاف والتباين بين الآراء وتقبلها ويتسم بالمرونة مع وجود الوعي والهدف للموضوع مع التهذيب، هو تلاقح الأفكار وفي الغالب ما نشاهده بين الازواج الآن هو الجدال وليس الحوار.الهدوء والوعي وأوضحت ان أسس الحوار الناجح هي التي تأتي من خلال الهدوء اولاً الذي يساعدنا على استيعاب رأي الطرف الآخر مع اعطائه الوقت والفرصة من غير مقاطعة ليوصل وجهة نظره كاملة، ومن ثم الوعي ثانيًا، فمن المهم وجود وعي وعلم بموضوع الحوار وهدفه وعدم تشتيت المواضيع والقفز لمواضيع لا علاقة لها بالموضوع الأساسي. وأشارت الى أن الأساس الثالث لحوار ناجح هو السلطة، أي أننا في الحوار يجب نبتعد عن التعامل بالتسلط ومبدأ أنا أكبر منك او أنا أفهم وأنا أعلم منك، تقبل الطرف الآخر كما هو. ومن ثم الاختلاف رابعًا وهو شيء طبيعي ومن حق أي شخص يمتلك دلائل تقنعه بصحة رأيه من وجهة نظره، وتقبلها ومناقشتها بموضوعية، تليه الثقة كأساس للحوار الناجح، فالحوار بين الزوجين يزيد ثقتهما بنفسهما وبين بعضهما البعض مما يحسن العلاقة ويقربهما من بعض، ويخلق التناغم واستقرار العلاقة.الاختيار المناسب وأكدت أن الفهم في الحوار يساعدك على فهم عقلية وأفكار الطرف الآخر مما يساعدك على كيفية التصرف الصحيح معه، كما ان اختيار الوقت والمكان لحوار الطرفين والابتعاد عن الأوقات التي يشعر فيها أحد الطرفين بتعب أو الأوقات المشحونة، ويكون المكان هادئا ومناسبا للحوار. وشددت على ضرورة الابتعاد عن الاستهزاء والاستخفاف بآراء الآخرين في الحوار لانه يؤدي الى الإحباط والمشاعر السلبية ومن ثم النفور، وان اختيار الموضوع مهم فلا يفضل في جلسة الحوار انها تحتوي على أكثر من موضوع، ولا تزيد عن نصف ساعة، تحديد الموضوع وإنهائه او تأجيله في جلسة واحدة. وختمت حديثها بأن التفاعل والتشجيع في المشاركة بالآراء بين الطرفين مع الدعابة مهم لإضفاء روح الدعابة والكلمة الطيبة ومراعاة اللطف في الحوار بشرط انتقاء الكلمات المناسبة والاحترام. منوهةً ان التفهم وعدم تهديد او إرغام الطرف الآخر على الحوار أساس أخير لضمان نجاح الحوار.
مشاركة :