كشف الدكتور قاسم المعيدي رئيس الاتحاد السعودي للطب الرياضي أن غالبية الأندية السعودية لا تحرص على القيام بالفحص الطبي للاعبيها في مختلف الألعاب قبل بداية الموسم الرياضي، حيث تستكثر المصاريف المالية بهذا الشأن رغم أن تكاليف الفحوصات تقدر بعشرات الآلاف من الريالات فقط، في وقت تصل تكلفة النجوم في بعض الأندية عشرات الملايين.وبين الدكتور المعيدي الذي أعيد تعيينه في هذا المنصب من قبل اللجنة الأولمبية السعودية أن هناك أندية قليلة جدا من بينها الهلال والشباب هي من تحرص على القيام بهذه الخطوة قبل بداية الموسم، فيما كان نادي الخليج حريصاً على القيام بذلك، وخصوصا في السنوات التي كان فيها الفريق الأول لكرة القدم في دوري المحترفين حيث كانت تجرى الفحوصات بجامعة الإمام عبد الرحمن الفيصل بمدينة الدمام التي تملك أجهزة متطورة جدا في هذا المجال.وأشار في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن هناك أهمية بالغة جدا لعمل الفحوصات للاعبين وخصوصا في القلب وغيره من الأعضاء حتى لا يتعرض اللاعب لأي مشكلات صحية تهدد مستقبله الرياضي نتيجة عدم إدراكه وعلمه التام بالمشكلات الصحية التي يعاني منها.وأوضح أن الاتحاد السعودي للطب الرياضي لديه خطط واستراتيجيات كثيرة يسعى لإنجازها في الدورة الحالية على مستوى تطوير ومتابعة الأطباء المختصين في المجال الرياضي وكذلك الاهتمام بالمنتخبات الوطنية ولاعبيها ومرافقة أحد منسوبيها للمنتخبات في البطولات الكبرى التي تشارك فيها.كما أوضح الكثير من الأمور التي تخص الطب الرياضي السعودي في ثنايا هذا الحوار التالي:> من هي الأندية التي حرصت على إجراء فحوصات على لاعبيها مع اقتراب موعد انطلاقة الدوري السعودي للمحترفين في كرة القدم؟- في الحقيقة لا أملك المعلومات الدقيقة جدا في هذا الجانب، ولكن بحسب المعلومات المتوافرة التي أملكها وهي متداولة أن ناديي الهلال والشباب في مقدمة الأندية التي قامت بهذا الشيء، كما أن هناك لاعبين من نادي النصر حرصوا على الفحوصات «الشاملة» التي تتعلق بالجاهزية الطبية من أجل ممارسة الرياضة في موسم طويل وشاق.> هل هناك وعي بأهمية الفحص الطبي للاعبين؟- هناك حرص شديد من قبل الأندية حول العالم للقيام بهذا الإجراء خصوصا في ظل القيمة المالية العالية للاعبين، والأكيد بأن القيام بهذه الخطوات الطبية قبل انطلاقة المنافسات يمثل أمراً أساسياً، بل يحرص عليه حتى الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا».> ما الأسباب التي تجعل الأندية السعودية غير حريصة على القيام بخطوة الفحص الشامل للاعبين قبل انطلاقة الموسم؟- للأسف هناك عدم إدراك حقيقي بأهمية هذا الجانب، رغم أن إجراء الفحوصات له آثار اقتصادية إيجابية جداً، بالنظر إلى أسعار اللاعبين، ويعتبر غياب الإدراك بالأهمية من الأسباب الرئيسية في عدم حرص الأندية على القيام بهذه الخطوة مع لاعبيها.> هل تجد أن مصاريف الأندية المالية باهظة، دفعها لعدم الالتزام بالفحص الطبي الشامل للاعبيها كونه يزيد على كاهلها المصاريف المالية؟- بكل تأكيد عليها مصاريف نتيجة الرواتب العالية والمصاريف المتعلقة بالعقود وغيرها، لكن تكاليف الفحص الشامل للاعبين يعني أن هناك «توفيراً» في جانب مصاريف قد لا تأتي في الحسبان من خلال الإصابات في العضلات أو الرباط الصليبي أو حتى في القلب نتيجة بعض المشكلات الصحية التي لا يتم اكتشافها إلا من خلال الفحص، ناهيك أن التكاليف المالية للفحوصات بعشرات الآلاف من الريالات فيما عقود اللاعبين بعشرات الملايين ومن هنا يمكن القول إن تجاهل الأندية فحص لاعبيها بحجة المصاريف الإضافية غير منطقي أبدا، والمؤسف أيضاً أن هناك أندية لا تهتم بكفاءة الأجهزة الطبية لديها بحثا عن التوفير.> هل ترى حقيقة أن الإصابات التي يتعرض لها بعض اللاعبين في الأندية في بداية الموسم هي من مسببات إهمال جانب الفحوصات الطبية؟- بكل تأكيد، هناك علاقة واضحة في هذا الجانب خصوصاً أن بعض الألعاب تتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً مثل كرة القدم وكرة السلة واليد والطائرة وهذه الألعاب الجماعية وغيرها من الألعاب حتى الفردية تحتاج جهود كبيرة ولذا من الخطأ أن يتم إهمال الجانب الطبي من خلال الفحص الشامل الذي يشمل أيضاً القلب والجهاز العضلي وحتى الجانب النفسي للاعب قبل بداية كل موسم، بل وحتى بداية المعسكرات الإعدادية للموسم، حيث يتطلب أن تجري فحوصات للاعبين من خلال هذه المعسكرات.> في المنطقة الشرقية حيث تفتحون أبوابكم في جامعة الإمام عبد الرحمن الفيصل لاستقبال لاعبي الأندية التي تود إجراء فحوصات للاعبيها قبل بداية كل موسم، هل تم استقبال طلبات من قبل أندية الشرقية سواء المهتمة بكرة القدم أو غيرها من الألعاب الرياضية لعمل الفحوصات والاستفادة من الإمكانيات المتوافرة في الجامعة؟- للأسف لا يوجد أي نادٍ بالمنطقة الشرقية أو حتى خارجها أبدى رغبة في إجراء فحوصات للاعبين في الجامعة تأهبا للموسم الجديد كما حصل في مواسم سابقة، باستثناء نادي الخليج الذي أجد حرصه الأكبر عادة لامتيازه بعدة ألعاب للتعاون مع الجامعة أو مع أحد المراكز المتخصصة في مدينة الدمام. وأؤكد هنا أن الجامعة تملك إمكانيات لا أبالغ أن وصفتها بـ«العالمية» حيث تتوافر أجهزة متطورة جدا.> ما أبرز الإصابات الشائعة في الملاعب السعودية في الموسم الماضي؟- كانت الإصابات العضلية تحتل المرتبة الأولى وبنسبة تصل إلى 40 في المائة وهناك إصابات الرباط الصليبي التي لا يمكن أن يعود من بعدها اللاعب للملاعب إلا بعد فترة 9 أشهر ليكون في وضع آمن وهي الهاجس الأكبر للأندية.> هل يمكن التقليل من نسب الإصابات في الرباط الصليبي تحديدا لو أن الأندية التزمت بالفحوصات الطبية قبل بداية الموسم؟- بكل تأكيد، لو أن هناك التزاماً بإجراء الفحوصات للاعبين والتأكد من جاهزيتهم اللياقية البدنية والعضلية بالإمكان الحد من هذه الإصابات، وعلى سبيل المثال، لو أن الأندية قامت بتطبيق برنامج «11+» الذي تم تصميمه من الفيفا، لتمت ملاحظة الانخفاض في نسبة الإصابات، حيث كشفت الدراسات أن الإصابات انخفضت بنسبة 75 في المائة بعد تطبيق هذا البرنامج من قبل بعض الأندية.وهناك برنامج أيضاً وضعته «فيفا» يسمى فحوصات ما قبل الموسم، وهناك نماذج معتمدة يشمل كل ما له علاقة باللاعب من ناحية طبية بحيث يتعلق بالتاريخ الطبي للاعب، الإصابات الدائمة والحديثة والفحوصات المخبرية وكذلك المتعلقة بالقلب وأيضاً بالجهاز العضلي ولو أن هناك التزاماً بتطبيق مثل هذه البرامج لكانت النتائج أفضل بكل تأكيد وأعنى في الجانب الصحي للاعبين.> ما أهداف وخطط اتحاد الطب الرياضي بعد أن تم إعادة تعيينك من قبل اللجنة الأولمبية السعودية؟- لدينا الكثير من الأهداف والخطط الاستراتيجية في هذه الدورة التي تتماشى مع خطط اللجنة الأولمبية من بينها مرافقة طبية متخصصة على مستوى عالٍ للمنتخبات والأندية في البطولات الكبرى وخصوصا الأولمبية.وفي مجال الطب الرياضي مع الأسف هناك شح في المتخصصين ولذا تم وضع برنامج جديد أطلقنا عليه برنامج «النخبة» للفرق الطبية ليتماشى مع برنامج النخبة الذي أنشأته اللجنة الأولمبية للرياضيين، هذا البرنامج يشمل تدريب وتأهيل فريق طبي مميز سواء في المملكة أو خارجها من خلال دورات محلية ودولية، وأول دورة للاتحاد سيشرك فيها مختصين من السعودية، دورة الأطباء المتقدمة، حيث ستعقد في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في تركيا بتنظيم اللجنة الأولمبية الدولية.والهدف من المشاركة العمل على الارتقاء بالمستوى العلمي والإكلينيكي بالأخصائيين السعوديين حتى يتماشوا مع برنامج النخبة، أيضاً هناك دورة طبية ستنظم داخليا، وهناك كثير من البرامج المتعلقة بالإحصاءات الطبية ومراقبة دقيقة للإصابات وكل ما يتعلق فيها من أجل معرفة طرق الوقاية منها من خلال برامح تعد لاحقا.
مشاركة :