أطلقت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية عاصفة من الانتقادات على الإعلام القطري، خصوصاً قناة الجزيرة، متهمةً إياها بكونها "منصة للإرهابيين". علي الجانب الآخر، دافع بعض الكتاب، خصوصاً في الصحف القطرية، عن قناة الجزيرة وتساءلوا عن مغزى الحملة الإعلامية التي تتعرض لها قطر والجزيرة. وكان وزراء إعلام كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين قد اجتمعوا في جدة بهدف التنسيق الإعلامي بين هذه الدول" لمواجهة التطرف والإرهاب من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة" والتصدي للحملات الإعلامية الداعية لما وصفوه "بخطاب الكراهية الذي ترعاه حكومة قطر". "بوق لتنظيمات الإرهاب" ينتقد محمد خليفة في صحيفة الخليج الإماراتية قطر بسبب ما يصفه ب"المغامرات الإعلامية المتوجه بالفشل". يقول: "لا يمكن أن يتوفر المناخ الصحي لأي دولة إذا كان إعلامها قائماً على المساومة والدسائس والتربص وفساد الطوية، ولا ريب أن حكومة قطر لا تستطيع البتة إلا أن تعيش في مثل هذا المناخ الإعلامي والسياسي القائم على التربص". وتدعو صحيفة البيان الإماراتية إلي التنسيق بين الدول العربية في مجال الإعلام لمكافحة الإرهاب و"التصدي للإعلام القطري المشبوه الذي لم ينج من سمومه أحد سوى النظام القطري الذي يرعاه، ويستخدمه في سياساته المشبوهة والمعادية للعرب وللمسلمين". وتشن الصحيفة في افتتاحيتها هجوماً لاذعاً علي الإعلام القطري الذي تقول إنه "لعب دوراً سيئاً للغاية على مدى العقدين الماضيين في عمليات الدعاية والتغطية للأعمال الإرهابية بكافة أشكالها ومحاولة تصويرها على أنها جهاد وبطولة". في السياق ذاته، ينتقد أحمد موسى في الأهرام المصرية القناة القطرية والعاملين فيها واصفا إياها بأنها "بوق وذراع لكل تنظيمات الإرهاب في العالم". يقول: "لا ننسي دورها في غزو العراق وكيف استخدمت للترويج لأكاذيب أمريكية وأوروبية حول امتلاك صدام حسين السلاح النووي". ويضيف: "أظهرت القناة حقيقة الدور التآمري الذي تلعبه لتفكيك الدور العربية". من جانبه، ينتقد علي عبد الغني في صحيفة الجمهورية المصرية ما يصفه ب"إعلام الأفاقين والكذابين" الذين يعملون علي "تأجيج وتهييج المواطن ضد الدولة". ويقول رشاد كامل في صحيفة روز اليوسف المصرية إن الجزيرة تم "اختراقها" من قبل جماعة الإخوان المسلمين. ويشير خالد بن عمر في صحيفة العرب اللندنية إلي "المتناقضات" في سلوك قطر وخطاب الجزيرة حيث "تطرح خطابا إعلاميا يبدو للوهلة الأولى مُعاديا لإسرائيل لكنه في النهاية يخدمها بالدرجة الأولى، حيث يتيح لها فرصة للتعبير عن مواقفها من الأحداث سواء أكانت داخل فلسطين أم خارجها، وهناك من أصبح علي المستوى العربي مؤيدا لمواقف إسرائيل الظالمة واحتلالها لفلسطين على خلفيَّة ما تبثه قناة الجزيرة". "حرب إعلامية مسعورة"مصدر الصورةReuters على الجانب الآخر، يشيد أحمد أبوزيد في صحيفة الراية القطرية بدور قناة الجزيرة في "رفع الوعي السياسي للشعب القطري والشعوب العربية" إبان ما عُرف بالربيع العربي، فقد كان للجزيرة "دور كبير في نفوس القطريين أنفسهم وتشكيل وعيهم السياسة". في السياق ذاته، يدافع ربيعة الكواري في صحيفة الشرق القطرية عن الجزيرة "لمهنيتها العالية التي لا توجد في أي منبر إعلامي عربي آخر" متهكماً على قنوات الدول الأخرى. وكتب: "لقد جاءت قناة الجزيرة في الإعلام المعاصر كمحطة كبيرة في أخلاقها وتوجهاتها ومبادئها التي لم ولن تتنازل عنها أبداً حتى ولو دارت عليها الدوائر لأنها هي المنتصرة دائماً... وعلامة مميزة في تاريخ الإعلام الدولي بسبب مهنيتها العالية والمرموقة التي لا تحلم بحجمها أي دولة من الدول العربية أو دول الحصار على قطر بشكل خاص". ويتساءل عبد العزيز القطان في صحيفة الأخبار اللبنانية: "لماذا كل هذه الحرب الإعلامية المسعورة من قبل بعض القنوات الممولة من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية والموساد الإسرائيلي تجاه دولة خليجية، دولة قطر؟" يقول الكاتب: "هذه الزوبعة الإعلامية وكل هذه التصريحات وتلك الكلمات والعبارات، القصد من ورائها التطبيع مع الكيان الصهيوني... وتهيئة الشارع الخليجي والعربي لقضية التطبيع... هناك أجندة واضحة لتمزيق المنطقة ولسرقة ما تبقى من أموال الشعوب العربية".
مشاركة :