اتهم نائب من طائفة الشبك رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بالسعي إلى تغيير هوية أبنائها في محافظة نينوى وضمهم مع قراهم إلى الإقليم وإشراكهم في الاستفتاء على الانفصال عن العراق. إلى ذلك، أعلنت القوات العراقية ضبط معمل غازات سامة داخل معمل في الموصل كان يستخدمه «داعش» لتصنيع أسلحة كيماوية. ويسود القلق مناطق سهل نينوى من نشوب نزاعات في ظل الصراع المتصاعد على النفوذ بين القوى المحلية، والقوات الكردية والحكومة المركزية و «الحشد الشعبي»، بالتزامن مع اقتراب موعد استفتاء الأكراد على الانفصال عن العراق في 25 أيلول (سبتمبر) المقبل. وقال النائب عن الشبك حنين قدو، في بيان أمس، إن قوات كردية بدأت «العمل على تغيير هوية الطائفة في سهل نينوى عبر توزيع استمارات على المواطنين والضغط عليهم لتعريف أنفسهم في بطاقات الهوية بأنهم أكراد، لإشراكهم في الاستفتاء على الانفصال». وأضاف أن «سكان بعض القرى اتصلوا بنا كي نناشد الحكومة الاتحادية التحرك السريع لتحريرهم من سطوة عناصر الاستخبارات الكردية»، داعياً إلى «إزالة الساتر الترابي الذي أقامته قوات البيشمركة لتقسيم منطقة سهل نينوى وفرض الأمر الواقع على أبنائها». وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أبدت قلقها عام 2016 من تدمير قوات كردية قرى في نينوى بحجة انتماء أبنائها إلى «داعش»، كما اتهمت حكومة الإقليم بترحيل عائلات إيزيدية قسراً بتهمة انضمام أبنائها إلى «الحشد الشعبي». يذكر أن بارزاني أكد أكثر من مرة أن الاستفتاء على الانفصال يشمل كل المناطق «المتنازع عليها»، وتلك التي دفع الأكراد «ثمن تحريرها دماً». وعلى رغم إعلان قادة عسكريين عراقيين قرب إطلاق حملة لاستعادة قضاء تلعفر، وهو آخر معاقل «داعش» في نينوى، إلا أن الجانب الغربي من الموصل ما زال يشهد توتراً أمنياً وظهوراً شبه يومي لعناصر من التنظيم يخرجون من بين الأنفاق والمباني المهدمة في البلدة القديمة. وقال قائد «الشرطة الاتحادية» الفريق رائد شاكر جودت في بيان أمس، إن قواته «تواصل تطهير المدينة القديمة من مخلفات داعش، وسيطرت على معمل لتصنيع المتفجرات الكيماوية وتطوير صواريخ غراد، واستولت على كميات كبيرة من مواد الفوسفات المخفف والكلور والصودا الكاوية وسي فور، وهي مواد تدخل في تصنيع القنابل الكيماوية». وسبق أن اتهمت تقارير حكومية ومنظمات حقوقية محلية وغربية، «داعش» باستخدام أسلحة «كيماوية محدودة التأثير» منذ سيطرته على الموصل قبل ثلاثة أعوام، وذكرت الأمم المتحدة في آذار (مارس) الماضي، أن 12 شخصاً تعرضوا لهجوم «بالغاز السام». من جهة أخرى، أكدت وزارة الداخلية «اعتقال إرهابي كان مختبئاً في الموصل، واعترف خلال التحقيق بانتمائه إلى العصابات الإرهابية، وبأنه كان يعمل في ديوان الخدمات في منطقة المجموعة الثقافية واستمر في العمل إلى حين دخول القوات الأمنية». وأعلن إعلام «الحشد الشعبي» أن «قطعات اللواء خمسين قتلت صباح اليوم (أمس) انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً حاول استهداف المدنيين في منطقة الجديدة في الساحل الأيمن للموصل». وأفاد مصدر أمني بأن «عدداً من عناصر جهاز مكافحة الإرهاب سقطوا بين قتيل وجريح في هجوم انتحاري استهدف مقراً للقوات الخاصة في دورة الأغوات في منطقة الموصل الجديدة، كما قتل مدني بانفجار عبوة ناسفة في منزله في رأس الجادة»، وزاد أن «عنصراً من الشرطة الاتحادية أصيب في إطلاق مجهولين النار على نقطة تفتيش في منطقة رجم حديد». وفي منطقة سوق المعاش في الموصل القديمة، «عثرت السلطات البلدية التي ترفع مخلفات الحرب، على مقبرة جماعية فيها جثث أطفال بعضها مبتور الأيدي».
مشاركة :