يجد شباب محافظة دير الزور، شرق سورية، نفسه محاصراً بين تنظيم «داعش» من جهة والقوات النظامية من جهة أخرى مع اقتراب معركة، من المتوقع أن تكون ضارية بين القوات النظامية و «داعش» حول المحافظة التي باتت آخر المعاقل الكبيرة للتنظيم في سورية. وحققت القوات النظامية تقدماً كبيراً في البادية السورية خلال الأسابيع الماضية مكنها من الوقوف على أبواب دير الزور. ومع احتياج قوات النظام و «داعش» لعناصر لخوض القتال الوشيك، يجد شباب المحافظة، بين 20 و30 سنة على وجه التحديد، أنفسهم هدفاً للتجنيد الأجباري من الطرفين وضحية إذا رفضوا القتال. وقالت مصادر سورية متطابقة إن «داعش» يعكف على تجنيد الشباب في المناطق الخاضعة لسيطرته في دير الزور، فيما تسعى القوات النظامية الى تجنيد شباب المحافظة، بإرسال خطابات للانضمام للجيش النظامي، تعمم على من هم في سن الخدمة العسكرية. وبات شباب دير الزور في ظل هذا الواقع أمام خيارين اثنين، يتمثلان في الالتحاق بـ «داعش»، أو تأدية الخدمة العسكرية في صفوف النظام. ويعيش سكان دير الزور ظروفاً صعبة على المستويين الأمني والاقتصادي. واضطر الكثير من الشبان في أوقات سابقة للرضوخ للعمل مع «داعش» أملاً في كسب ما يقيهم وأسرهم الحاجة، وخوفاً من الاعدامات التعسفية إذا رفضوا العمل مع التنظيم. لكن تراجع «داعش» في سورية والاحتمالات المؤكدة لخسارته معقله في دير الزور، يتخوف الكثير من السكان من مواصلة العمل معه. فالقوات النظامية المتقدمة من المؤكد أن تنتقم من العناصر الناشطة في صفوف «داعش». كما أن غارات الطيران الروسي على المحافظة المتوقع أن تتكثف مع بدء الهجوم البري للنظام، ستوقع لا شك مئات العناصر المتحالفة مع التنظيم. ومنعاً لهروب من هم في صفوفه بالفعل وأملاً في تجنيد المزيد، أعلن «داعش»، مع تقدم القوات النظامية في دير الزور وقراها، «النفير العام» في المناطق المتبقية تحت سيطرته لمواجهة ما سمّاه «الغزو النصيري». وأخطر التنظيم، عبر منشورات عممها في مناطقه، جميع الذكور ممن بلغوا العشرين سنة ولم يتجاوزوا الثلاثين، تسجيل أنفسهم لدى ما يسميها «نقاطه الأمنية». وأفاد «داعش» في منشوراته أن الملتحقين بالخدمة سيخضعون أولاً لـ «دورة شرعية تعقبها أخرى عسكرية، قبل الانخراط في القتال في صفوف تنظيمهم، وأن من يقاتل إلى جانبهم سيكون «له مالهم، وعليه ما عليهم». وحذر التنظيم كل من يتخلف عن التسجيل والانتساب إلى صفوفه خلال مدة أقصاها أسبوع واحد من تاريخ منشوراته من «طائلة العقوبة». أما القوات النظامية، فدعت الشباب في سن الخدمة العسكرية، عملاً بالتشريعات السورية ذات الشأن، للإنضمام لصفوفه بعد الخسائر التي تعرض لها الجيش خلال القتال ضد «داعش».
مشاركة :