كتاب «مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس»، وهو من تأليف المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي وتحقيق الدكتور عبدالرحيم عبدالرحمن، أعادت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية في القاهرة إصداره قبل أيام. الكتاب الصادر عن مركز تاريخ مصر المعاصر التابع لدار الكتب المصرية، يوثق فترة الحملة الفرنسية على مصر (1798 -1801)، حيث احتلت خلالها قوات الحملة البلاد لمدة تزيد على ثلاث سنوات، وكانت أول غزو خارجي لمصر في العصر الحديث. والكتاب، يعد وثيقة رسمية قدمها الجبرتي إلى الصدر الأعظم العثماني، وكان حتى تاريخ تقديمه الكتاب مؤيداً للعثمانيين، فلم يذكر فيه أي عمل محمود للفرنسيين، ثم إنه لما رأى بعد خروج الفرنسيس النهج الذي سار عليه العثمانيون في حكم مصر، استنكر ذلك منهم. يذكر أنه عندما كتب الجبرتي الجزء الثالث من كتابه «عجائب الآثار في التراجم والأخبار»، ضمن القسم الأول والأكبر منه، نسخة معدلة من كتاب «مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس»، عدل فيه الكثير من آرائه. الجبرتي في كتابه، أشار إلى أن الشيء الوحيد الذي لم يعدله، بل لازمه في النسختين، هو نظرته للشعب المصري، فهو ينظر إلى العامة بشيء من الفوقية ووصفهم بالحرافيش، رغم تمسكه في كتاباته بفكرة العدل، والعدل الذي يقصده هو العدل الإلهي.
مشاركة :