بدون مبالغة في الوصف توقف العالم أجمع في 23 أبريل 2003 لمتابعة مواجهة لا تتكرر كل يوم في أولد ترافورد. "جالاكتيكوس" ريال مدريد بقيادة فيسينتي ديل بوسكي فنيا في مواجهة مانشستر يونايتد، والفائز يتأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. مهمة يونايتد كانت شاقة، حيث تأخر في مواجهة الذهاب في سانتياجو برنابيو بنتيجة 1-3، والآن عليه أن يفوز بفارق هدفين أو أكثر ليعود. غاب راؤول جونزاليس عن اللقاء، وكان فيرجسون يرى أنه أفضل لاعب في قائمة ريال مدريد متجاهلا رونالدو، ولكن كان للظاهرة رأي آخر في تلك الليلة. بدأت المباراة بمفاجأة أولى سير أليكس فيرجسون يستبعد ديفيد بيكام من التشكيل الأساسي ويقرر البدأ بأولى جونار سولسكاير، في ظل تكهنات رحيل قائد منتخب إنجلترا إلى ريال مدريد في أقرب سوق انتقالات ممكنة. آمال ريان جيجز كانت كبيرة حينها، حيث قال في تصريحات لجارديان البريطانية في تقرير أعدته عن تلك المواجهة في 2013: "تلقينا هزيمة كبيرة في سانتياجو برنابيو. ولكن كان لدينا ثقة إذا حصلنا على بداية جيدة في ملعبنا فسنتمكن من عبور أي شيء". بدأت المواجهة، ولم ينتظر رونالدو كثيرا ليهز شباك فابيان بارتيز للمرة الأولى في الدقيقة 12 وسط صمت الجماهير الحاضرة في مسرح الأحلام. قارب الشوط الأول من الانتهاء، ليحيي الهولندي رود فان نيستلروي آمال أصحاب الأرض في التأهل بهدف التعادل في الدقيقة 43. معنويات كبيرة دخل بها رجل فيرجسون مجريات الشوط الثاني، وسرعان ما دمرها رونالدو بهدفه الشخصي الثاني في الدقيقة 50 من عمر المباراة. دقيقتان فقط مرتا ليتعادل مانشستر يونايتد بهدف سجله مدافع الريال إيفان هيلجيرا بالخطأ في المرماه، لكن ما زال الشياطين الحمر في حاجة لـ3 أهداف من أجل العبور. رد رونالدو جاء سريعا في الدقيقة 59 ليكمل الهاتريك الخاص به وسط تحية كبيرة من كل من حضر في أولد ترافورد، ويقتل أي آمال تبقت لكتيبة فيرجسون. "رونالدو كان في قمة مستواه ذلك اليوم. ما فعله صعب المهمة علينا تماما" قال جيجز. مع صعوبة المهمة وتبقي نصف ساعة فقط، اضطر فيرجسون إلى استدعاء بيكام إلى أرضية الملعب. 27 دقيقة من اللعب كانت كافية لبيكام من أجل إحراز هدفين قلبا النتيجة إلى 4-3 لمانشستر يونايتد، ولكن مجموع المبارتين كان في صالح ريال مدريد على كل حال. هدف بيكام الأول كان من ركلة حرة، يصفها لويجي كولينا حكم اللقاء. "لم تمر بضع دقائق حتى تمكن بيكام من هز شباك كاسياس للمرة الأولى لقد حولها في المرمى بشكل رائع". العلاقة بين بيكام ومدربه لم تكن على أفضل ما يرام قبل شهرين من تلك المواجهة ساءت الأمور عندما قام فيرجسون بركل أحد أحذية التدريب إلى وجه بيكام بعد خسارة أمام أرسنال في كأس الإتحاد. منذ ذلك الحين كان بيكام يجلس بديلا، ولكن أداء كهذا في مباراة لن تمحى من الذاكرة كان كافيا لينال إعجاب أحد أعظم مدربي كرة القدم الإنجليزية. "لقد لعبت جيدا يا ديفيد" يقول بيكام نقلا عن فيرجسون بعد نهاية المواجهة. ليلة رائعة بكل تفاصيلها وأسرت قلوب كل من في الملعب. في المقصورة الرئيسية تواجد ضيف هام للغاية. رجل أعمال روسي يدعى "رومان أبراموفيتش" وقع في غرام كرة القدم بشكل أكبر بعد هذه المباراة، ولم تمض سوى أسابيع قليلة حتى قام بالاستحواذ على أسهم نادي تشيلسي اللندني.
مشاركة :