«الخليج»: عمار عوض قال موقع «ناشونال إنترست» الأمريكي، إن الدول العربية محقة في الضغط على قطر لإنهاء دعمها ل«لإخوان»، مثلما هو الحال مع الولايات المتحدة، في ضغوطها على دول أخرى لوقف دعمها ل«داعش» و«القاعدة».وفي تقرير كتبه نواف عبيد، الزميل بمركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية بكلية هارفارد كيندي، قال إن قطر تلعب لعبة خطيرة ذات وجهين، ففي حين يدعم القطريون مساعي «الإخوان» للوصول إلى السلطة من خلال «الديمقراطية»، والمزاعم بأن «الديمقراطية» هي مستقبل العالم العربي، فإنها لم تفعل شيئاً لتعزيز تلك «الديمقراطية» في داخلها.وأشار إلى أن الدول العربية الرافضة لدعم الدوحة للإرهاب، ترى أن القطريين يحاولون أن يكسبوا نفوذاً في العالم العربي، من خلال كسب «الإخوان» للسيطرة على الحكومات في المنطقة.وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من المطالب العديدة التي طرحها الرباعي العربي على قطر، فإن هناك قضية رئيسية تظل قائمة وتتعلق بدعم قطر ل«لإخوان». فالسعودية والإمارات ومصر والبحرين، تعرف ما أثبتته تجارب العديد من الحكومات «الإخوانية»، وهو أن «الإخوان» حركة لا تمثّل شكلاً مستديماً من الحكم، ولا تقدّم طريقاً للبرامج السياسية والاجتماعية، وبعض أعضائها على صلة بالعنف السياسي والإرهاب.وقال الكاتب إن قطر، التي تغذّيها الرغبة في ممارسة النفوذ الضخم، والشعور بأهميتها الخاصة ضمن النسبة الأصلية للإسلام، كانت تُؤوي منذ فترة طويلة قادة «الإخوان» المسلمين، ودعمت محاولاتهم للاستيلاء على السلطة في مختلف الدول العربية. و«يذكر أن أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي هو والد الأمير الحالي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قريب جداً من الزعيم الروحي الحالي لجماعة «الإخوان» المسلمين، يوسف القرضاوي، الذي يعيش في قطر منذ عام 1961. وإضافة إلى ذلك، موّلت قطر شبكة الجزيرة التي وفّرت منذ فترة طويلة منصة عالمية للقرضاوي وغيره، لتعزيز البيان السياسي الثيوقراطي الجامد للحركة.وينوّه الكاتب بأنه منذ تشكيل جماعة «الإخوان» المسلمين في مصر عام 1928، انتشرت عبر منظمات تابعة لها في تونس، والمغرب، وسوريا، والأردن، وفلسطين، وغيرها. ومع ذلك ففي كل حالة تقريباً، ثبت أن «الجماعة» غير قادرة على العمل بنجاح، أو سلمياً، ضمن النظم السياسية السيادية الراسخة. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ثلاثة عوامل بحسب الكاتب، تتمثّل في أن تركيزها على الأيديولوجية الدينية بدلاً من الاقتصاد التنموي، قد أدى إلى إغراق السكان العرب الذين لديهم تفضيل متزايد للحكم العلماني الفعّال، وعدم قدرتها على إبقاء فروعها العديدة، في خطوة أدت إلى تصور أنها ملأى جداً، مع الاقتتال الداخلي من أجل حكم متسق، ولم تتمكن من القضاء على الشكوك المتعلّقة بصلتها بالعنف المتطرف.ولفت الكاتب إلى أن «الإخوان» المسلمين لم يحصلوا أبداً على السلطة في مصر، إلا لفترة قصيرة بعد ما يسمى ب«الربيع العربي»، عندما ثبت أنهم غير قادرين على حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، مشيراً إلى فشل فروع «الإخوان» إلى حدّ كبير في الحصول على السلطة في دول أخرى لنفس الأسباب.وفي الأردن، حاولت الجماعة المعروفة باسم جبهة العمل الإسلامي، أن تنأى بنفسها عن الإرهاب، إلا أن أربعة من أعضائها حضروا خيمة جنازة أقيمت لأبو مصعب الزرقاوي؛ الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق، كما استنكر مسؤولون كبار في الجماعة الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة ضد «داعش».وتابع الكاتب في تحليله: «أما في فلسطين فقد فشلت حركة «حماس» (جماعة تابعة لجماعة «الإخوان» المسلمين) في تأسيس نفسها ككيان سيادي فعاّل». وقال: «إن التطرف في المشهد الإسلامي في سوريا، قد أدى إلى الصورة النمطية لجماعة «الإخوان» المسلمين، بأنها غير قادرة على السياسة التدريجية. وفي تونس اكتسبت جماعة «الإخوان» المسلمين السلطة لأول مرة بعد ما يسمى «بالربيع العربي»؛ لكنها اضطرت إلى التنازل عن السلطة بسبب فشل سياساتها الاقتصادية، والمقاومة العامة لأسلمة السياسة، إلى جانب اغتيال اثنين من السياسيين العلمانيين البارزين. وأخيراً في المغرب، لم ينضم حزب العدالة والتنمية إلى السلطة التنفيذية؛ إلا من خلال الابتعاد عن المبادئ التي استلهمتها جماعة «الإخوان» المسلمين».ونوه الكاتب بأن معظم الذين يعارضون إدراج جماعة «الإخوان» في قائمة المنظمات الإرهابية للحكومة الأمريكية، يدركون أنها مرتبطة بالعنف، لكنهم يرون أن إدراجها سيؤدي إلى عدم إحراز تقدّم سياسي. وشدد على ضرورة وقف دعم الدوحة ل«لإخوان»، موضحاً أنه كما أن الولايات المتحدة على حق في الضغط على دول أخرى، لقطع الدعم عن تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، فإن تحالف الدول الأربع؛ الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، على حق في الضغط على قطر لإنهاء دعمها لجماعة «الإخوان» المسلمين.
مشاركة :