السفير حمدي: الأمة العربية بحاجة ماسة لحنكة وحزم خادم الحرمين

  • 8/8/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شدد سفير جمهورية مصر العربية ناصر حمدي أن العلاقات السعودية المصرية تشهد تطوراً باهراً على أعلى المستويات، وأن العلاقة التاريخية التي تربط البلدين ساهمت في بناء تعاون وثيق على مر التاريخ، والزيارة الأخيرة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لجمهورية مصر كانت تاريخية بمعنى الكلمة؛ لأنها جددت المودة التي تربط الشعبين، خصوصاً وأن خادم الحرمين يتميز بحنكة وحكمة وحزم تحتاجه الأمة العربية في هذا الوقت تحديداً. وشدد السفير المصري في حديثه لـ "الرياض" على أن الممارسات التي تقوم بها قطر ضد الدول العربية في الفترة الأخيرة يجب أن تتوقف بأي طريقة كانت، كونها تهدد الأمن القومي في العالم أجمع، وإلى نص الحوار: كيف تقرأ العلاقات المصرية السعودية في الوقت الراهن؟ العلاقات المصرية السعودية لابد أن تكون قوية، فهذه العلاقات منذ القدم كانت قوية وما زالت قوية وستظل إن شاء الله قوية، وفي الحقيقة إن هذه الأوضاع التي تشهدها المنطقة تحتاج إلى أن تكون المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر يداً واحدة، وبالتالي خلال هذه المرحلة نرى جميعاً العلاقات القوية والراسخة رسوخ الجبال بفضل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسي. الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السعودية إبان القمة السعودية الأميركية الإسلامية كانت مثمرة؛ حيث شاهدنا الأحاديث الجميلة والود المتبادل وما تم فيها من توقيع اتفاقيات مكافحة الإرهاب، كيف ترى أهمية هذه الاتفاقيات في القضاء على الإرهاب؟ هذه الاتفاقيات على قدر عالٍ من الأهمية كونها تأتي لمحاربة الإرهاب الذي تعاني منه معظم الدول، خصوصاً منطقتنا التي ما زالت تعاني أكثر، وتترصدنا أياد خفية تحرص على الوقيعة بيننا، وبالتالي تصبح دولنا ضحايا للإرهاب، إن المملكة ومصر هما أكثر دولتين في المنطقة تعانينان من الإرهاب، ولعلكم تعلمون أن الإرهاب ليس له دين ولا عقيدة، وإنما هو مهدد للجميع في هذا العالم، وليست الدول العربية والإسلامية فحسب. ولن نستطيع أن نقضي عليه إلا بتضافر الجهود الدولية، وهذا ما جعلنا نثمن دور المملكة العربية السعودية في عقد هذا المؤتمر في هذا التوقيت، إضافة إلى التكاتف الذي تم بين مصر والسعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين ضد دولة قطر باعتبارها دولة مذنبة بالدلائل والبراهين. كيف ترون هذا الموقف والتكاتف الشجاع من أجل الحفاظ على الأمن الوطني؟ هذا القرار والتكاتف بين هذه الدول وضع حداً للعبث الذي تقوم به دولة قطر ونقول لها كفى ثم كفى، ونحن نعلم أن المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي كانت أكثر تسامحاً مع قطر، حيث حاولت ولمدة طويلة أن تحتوي دولة قطر وتثنيها من العناد وإصرارها على مواصلة تهديد هذه الدول، وطلبت منها هذه الدول ترك هذا السلوك، وبالرغم من توقيعها 2014 على اتفاقية لمكافحة الإرهاب والنأي بنفسها عن تمويل الإرهاب إلا أن دولة قطر وللأسف الشديد لم تلتزم بهذا الاتفاق بل استمرت على مواصلة سياستها مما حدا بهذه الدول أن تقول لها كفى، وكان لابد من موقف من هذه الدول لوضع حد لدولة قطر ووقفها من الاستمرار في سياستها الرعناء وإجبارها على وضع يدها مع الأيادي العربية من أجل البناء وليس من أجل الهدم. شاهدنا الزعزعة الكبيرة التي تقوم بها دولة قطر من خلال بث سمومها من خلال قناة الجزيرة أو من خلال دعمها للخلايا الإرهابية والإخوان المسلمين في جمهورية مصر والحملة الشرسة، هل تعتقد أن الموقف سيكون حاسماً ومستمراً؟ أعتقد أن الدول الأربع عازمة على الاستمرار في مواقفهم ضد دولة قطر، لأن الأضرار كبيرة بالمواطنين الأبرياء في بلادنا العربية، ولابد من العمل بجدية على تجفيف منابع التمويل الإرهابي، وهذا هو ما يساهم في القضاء على الإرهاب. ولا شك أن جميع الدول عانت من الإرهاب، ولكن مصر من أكثر الدول التي عانت منه، وتعاني كثيراً من قناة الجزيرة وما تقوم به من تحريض وتهييج للناس ضد النظام، ودعمها المستمر القائم على فبركة الأخبار وبث الصور المضللة التي شاهدناها جميعاً، لهذا نقول لها كفاية، وما حدث في ليبيا كفاية، وما يحدث في العراق وسورية واليمن كفاية أيضاً، حيث نرى شعوباً مهددة بالضياع، وأطفالاً يموتون، ونساء يترملن بل يقتلن، وكان لزاماً علينا أن نتضافر لوقف مثل هذه المهازل. برأيك لماذا تقوم دولة قطر بهذه الأمور خصوصاً إننا دول عربية اسلامية؟ في الحقيقة هذا سؤال ما زلنا نبحث له عن إجابة واضحة، ولكن لم نجد إجابة صريحة لهذا السؤال، حيث ما زلنا نستغرب تصرفات دولة قطر، لأننا دول عربية شقيقة، ومسلمون أصحاب عقيدة واحدة، فلماذا يصرون على تسديد مثل هذه الطعنات خلف ظهورنا، ولعلك شاهدت قطر تتجه لاستقطاب المشايخ مثل الشيخ يوسف القرضاوي الذي دائماً نسمعه يحرض بشكل كبير جداً على الثورات في مصر، وشاهدناهم يشترون الذمم ويستقطبون الإعلاميين. كيف استطاعت قطر أن تقنع هؤلاء للعمل على شق صف الدول الخليجية؟ وهل تعتقد أن قطر ستعمل على وضع نهاية لهذه التصرفات العبثية؟ لابد أن تكون هناك نهاية لهذا التصرف، ولكن المشكلة أن هناك ضعاف نفوس كثيرين، يتم شراؤهم بالمال، وهناك عدد كبير من الشباب الذين يتم غسل أدمغتهم، وإقناعهم بأن ما يقومون به في سبيل الله، كل ذلك يدخل ضمن مفاهيم خاطئة باستخدامهم الدين بالطريقة الخاطئة، وهذا ما جعل الرئيس عبدالفتاح السيسي يدعو إلى تغيير الخطاب الديني. الآن مصر تنعم بالأمن والأمان والاستقرار، هل تتوقع أن تنمو العلاقات بين المملكة ومصر في مجالات التبادل التجاري وغيرها من المجالات؟ خلال الزيارة الأخيرة للرئيس اتفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والرئيس عبدالفتاح السيسي على تطوير كافة المجالات، وتفعيل جميع الاتفاقيات الموجودة، وتفصيل دور رجال الأعمال في البلدين، وإنه من حسن الطالع أن هناك تغييرات جديدة في الاقتصاد المصري، وهناك كذلك قانون جديد للاستثمار المصري، وسيصدر كذلك قرار جديد لمحافظ البنك المركزي المصري، وستكون هناك اتصالات مباشرة بين الفرقتين التجاريتين لتنشيط العمل التجاري. السفير المصري يتحدث للزميل العويمري السفير ناصر حمدي

مشاركة :