كشف خبراء في مجال التسويق الرقمي أن الشركات في المملكة باتت على ثقة بأن تبنيها لقنوات التسويق الرقمي التي من شأنها أن توفر ما يقارب 50 في المائة من الميزانيات التي يتم صرفها على قنوات التسويق التقليدي، وأكدوا أن هذا التوجه يساعد الشركات على التوفير في التكاليف عبر التحول إلى اعتماد قنوات التسويق التقليدي إلى الرقمي، وفي الوقت ذاته يسهم في زيادة عائدات الشركة وسرعة وتوسع انتشارها.وأكدوا أن تحديد نقاط الاتصال مثل المتاجر ومواقع التجارة الإلكترونية والمنصات التفاعلية أمر مهم، حيث يمكن للتجار الأفراد والعلامات التجارية التعرف على عملائهم، وبالتالي تسهيل التسويق الاستباقي لهم بحسب التواصل المستمر مهم عبر هذه القنوات التي تعد شبكات التواصل الاجتماعي أهمها.وقال عبدالرحمن عنايت الخبير في مجال التسويق الإلكتروني والشبكات الاجتماعية في شركة W7 للاستشارات: "يعتبر التسويق الإلكتروني أحد أكثر قنوات التسويق فاعلية من حيث دقة المعلومات وسرعة الاستجابة ووفرة الردود، ما يتيح للشركات والأفراد فهم رغبات العميل وتوفيرها له، وعلى الرغم من حجم التسويق الإلكتروني، فما زالت حتى الآن تقتصر مشاركة الأفراد والشركات في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأ التركيز عليها من قبل الشركات، كونها تعد قناة ممتازة للتوسع ومعرفة آراء وتجارب العملاء".وأشار إلى أنه في العادة يراوح فارق التكلفة في قنوات التسويق الرقمي والتقليدي ليصل إلى 50 في المائة، وذلك بسبب أن التسويق التقليدي يتم بطرق عشوائية دون التركيز على فئة محددة، على عكس التسويق الرقمي الذي يتم فيه حصر فئة محددة عبر معايير تستخدم الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.وتابع "لاقى التسويق الرقمي كثيرا من الاهتمام خلال الفترة الأخيرة؛ بسبب سهولة استهداف فئة معينة من شأنها رفع مستوى المبيعات وتحقيق نتائج أفضل للشركة، وإذا ما تم توظيف ميزانية تسويق الإعلانات الرقمية بطريقة صحيحة من الممكن أن تزيد نسبة العائدات والأرباح لشركة ما إلى 30 في المائة، لكن في الوقت ذاته يجب أن تقابل ذلك زيادة في المصروفات، ذلك لأن طفرة التسويق الرقمي يمكن أن ترفع مصروفات الشركة على هذا النشاط بنسبة تصل إلى 70 في المائة وأقصد هنا الشركات الكبرى التي بدأت تتدارك أهمية التسويق الرقمي، فهناك جهود واضحة من الشركات لتبني هذا المفهوم وأخذ هذه الخطوة بعين الاعتبار، لكن المعضلة في هذا النوع من التسويق ثقة ووعي المستهلك، فالتسويق بشكل عام يحتاج لجهود كبيرة حتى يتم تطبيقه بالشكل المطلوب، أما التسويق الرقمي فيحتاج إلى خطط متجددة مستمرة إن بدأت فليس لها نهاية، وإن توقف الإنجاز فيها ضيعت كل ما قبلها من جهود".من جانبه قال داني كرم، نائب رئيس شركة بوز ألن هاملتون: "ينبغي على تجار التجزئة في المملكة العربية السعودية الاستفادة من قيمة البيانات الداخلية، بما في ذلك المعلومات الخاصة بالعملاء، والإجازات والمعاملات والبيانات الخارجية، بما في ذلك بيانات العملاء الاجتماعية وبيانات حركة المرور والطقس لتنظيم عروضهم لدفع المبيعات، مع تحسين تواصلهم مع العملاء. الهدف هو تشجيع العملاء على التعامل بشكل شخصي مع العلامة التجارية الخاصة بالتجار، إرسال رسائل نصية أو حتى رسائل البريد الإلكتروني غير الموجهة شخصيا إلى العملاء لم يعد فعالا".ومن المتوقع أن ينمو حجم الاتصال عبر أجهزة الهاتف الذكية في أنحاء العالم العربي بوتيرة أسرع من المعدل المتوسط العالمي، أي بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 19 في المائة بين عامي 2014 و2020، وفقا لتقرير بعنوان "الاقتصاد المتنقل: تقرير الدول العربية لعام 2015" من الاتحاد العالمي للاتصالات المتنقلة، هذا الواقع يعزز دور وسائل التواصل الاجتماعي في مساعدة تجار التجزئة على تطوير فهم شخصي أكبر لقاعدة عملائهم، ومن دون تكلفة عالية.فالبيانات المتاحة على منصات مثل فيسبوك وإنستجرام وسناب شات وتويتر يمكن أن تساعد تجار التجزئة في الاطلاع على اهتمامات الأشخاص وتفضيلاتهم. كما يمكن أن يساعد رصد التوجهات على شبكة الإنترنت أو مجموعات هاشتاج المستخدمة من قبل الجماهير المستهدفة في وضع حملات مستهدفة وبصفة شخصية أكثر في المبيعات.وللحصول على قيمة حقيقية، ينبغي أن يركز تجار التجزئة على توسيع مصادر البيانات الخاصة بهم، وتعزيز مواقع المعلومات، وعدم الاكتفاء بما يمكن للتحليلات إفادتهم به فحسب، بل ما يمكنها تحقيقه بالنسبة للعملاء. واستخدام البيانات بهذه الطريقة مؤهل لتوفير توجيهات قابلة للتنفيذ بالنسبة لتجار التجزئة، فضلا عن القيمة الكبيرة التي يجنيها العملاء من خلال اطلاعهم على المنتجات التي تهمهم والحصول على خدمات أكثر ذكاء إضافة إلى التجربة السلسة التي توفر لهم.Image: category: اتصالات وتقنيةAuthor: أحمد بايوني من الخبرpublication date: الثلاثاء, أغسطس 8, 2017 - 03:00
مشاركة :