يمكن النظر إلى الحرب السورية باعتبارها صفقة دخل إليها حزب الله ليربح وجوده الدائم في لبنان. لذلك فإن نهاية الحرب في سوريا لن تحمل سلاما إلى لبنان. لن يهب حزب الله لبنان فرصة لالتقاط أنفاسه. فالبلد الصغير، قليل الإمكانيات الذي عانى من عبء أكثر من مليون نازح سوري سيكون عليه أن يواجه استحقاقات مرحلة، يحمل فيها الالاف من شبابه السلاح غير الشرعي. ولأن حزبهم المقاوم لن يتخلى عن شعاراته الثورية بالرغم من أن أحدا لا يمكنه أن يجد لتلك الشعارات محلا في الواقع فإن أولئك الشباب لن ينخرطوا في المجتمع بعد أن صارت لغة السلاح هي اللغة الوحيدة التي يتقنونها. ستكون تلك المرحلة أسوأ بكثير من المرحلة التي مهدت للحرب الأهلية في سبعينات القرن الماضي، يوم استقوى الفلسطينيون بسلاحهم على الشرعية اللبنانية. سيكون السلاح الموجه إلى صدور اللبنانيين هذه المرة إيرانيا. ما يعني تحول لبنان إلى مختبر لتجارب سيكون هدفها التنفيس عن أزمات نظام الولي الفقيه وهي أزمات لا تنتهي. لن يكون مقبولا القول إن لبنان كان قد ابتلي بالمقاومة مضطرا وها هو يدفع ثمنها اليوم من حريته واستقلاله وسيادته وراحة شعبه أضعافا مضاعفة لما ربحه يوم حرر المقاومون جنوبه. ولكنها الحقيقة المرة. فاروق يوسف
مشاركة :