أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن وباء لشلل الأطفال -المرض المعدي - ينتشر في الصومال، حيث يعرقل غياب الأمن المزمن العمل لاحتوائه، بحسب الفرنسية. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في بيان إن 105 إصابات بشلل الأطفال على الأقل تأكدت حتى منتصف آب (أغسطس) في هذا البلد الذي كان يعتبر خاليا من الفيروس منذ 2007. وأضاف أن هذه الأرقام تجعل من هذا الوضع أسوأ وباء في بلد لا يستوطن فيه المرض وينتشر على الرغم من كل الجهود لتطويقه. وتابع إن أربعة ملايين شخص تم تلقيحهم ضد المرض في عدد كبير من مناطق الوسط والجنوب منذ ظهور الفيروس مجددا في أيار (مايو) في هذا البلد الواقع في القرن الإفريقي، لكن الوصول إلى بعض المناطق يبقى صعبا جدا وتعذر تلقيح نحو 600 ألف طفل معرضين للإصابة به. وتخضع بعض هذه المناطق للمجاهدين الشباب الذين يعارضون حملات التلقيح. وأوضح المصدر نفسه أن العجز عن الوصول إلى كل هذه المناطق يبقى عقبة كبرى في طريق السيطرة على الوباء، مذكرا أن الصومال تبقى واحدة من أصعب وأخطر المناطق لعمل المنظمات الإنسانية. وكانت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية قد أعلنت الأربعاء انسحابها من الصومال لأسباب أمنية جعلت من المستحيل عليها تقديم المساعدات إلى السكان في هذا البلد بعد وجود لها دام 22 عاما. وتابع مكتب الأمم المتحدة أن 105 أطفال عليهم أعراض الشلل ما يعني أن هناك آلافا آخرين يحملون الفيروس على الأرجح ولا تظهر عليهم أعراض المرض لكنهم يستطيعون نقله. وسجلت إصابات أيضا في كينيا المجاورة، حيث لجأ أكثر من نصف مليون صومالي معظمهم في مخيمات لا تتوافر فيها أي شروط صحية. وتشهد الصومال حربا أهلية ومحرومة فعليا من أي سلطة مركزية منذ سقوط الرئيس محمد سياد بري في 1991. وتسعى الحكومة الصومالية التي تشكلت في أيلول (سبتمبر) 2012 بدعم المجتمع الدولي إلى بسط نفوذ الدولة على أراضي البلاد.
مشاركة :