«السلام لك يا مريم» و«أمدح فى البتول».. ترانيم وألحان تطلقها الكنيسة يوميا ولمدة 15 يوماً، خلال فترة «صوم العدرا»، من يوم 1 مسرى إلى 15 مسرى، بالتقويم القبطى، أى من 7 أغسطس، الاثنين الماضى، إلى 21 أغسطس، وينتهى الصوم بعيد ظهور العذراء. ويعد «صيام العذراء مريم» أو «صوم العدرا» كما يسميه الأقباط الشرقيون من أهم الأصوام لدى المسيحين فى الشرق. ويقول القمص ديسقورس شحاتة، وكيل دير القديسة دميانة: «جميع طبقات الشعب المسيحى تحرص على الصيام فى فترة صوم العدرا، تمجيدا وتبركا بالسيدة مريم العذراء، وهذا الصوم بدأ به تلاميذ السيد المسيح، واعترفت به الكنيسة، وترجع قصته إلى عودة أحد تلاميذ السيد المسيح، ويدعى توما، من خدمته فى الهند، وسأل عن السيدة العذراء، فأخبروه بوفاتها، فقال إنه رأى جسدها يصعد إلى السماء، والملائكة تحيط به، فصام جميع التلاميذ ليروا ما رآه توما، وبالفعل بعدما صاموا لمدة 15 يوما، وطلبوا من الله رؤية العذراء فاستجاب لهم ورأوا ظهورا للسيدة العذراء، ومن وقتها يصوم المسيحيون 15 يوما، وفى نهاية الصوم يحتفلون بعيد ظهور السيدة العذراء، الذى يأتى فى اليوم الـ16». وتابع: «فى جميع الكنائس الأرثوذكسية يتم عمل القداسات اليومية فى الصباح، وفى المساء تكون النهضات والعظات والتماجيد والمدائح الخاصة بالسيدة العذراء، بالإضافة لوجود احتفالات خاصة بجميع الكنائس التى تحمل اسمها». وتشهد جميع منازل الأقباط طقوسا خاصة فى العادات، وخاصة فى الأطعمة، خلال فترة الصوم، حيث تقول مريم حنا مدرسة دين مسيحى: «نتناول خلاله الأطعمة النباتية فقط، ونرفض تناول السمك، رغم أنه مسموح به من الكنيسة، ونقوم بطهو الأطعمة كلها بالماء والملح فقط وبدون زيوت حتى النباتية منها، وذلك لزيادة النسك والالتزام تبركا وتمجيدا للسيدة العذراء». وأشارت إلى أن من أهم عادات الأقباط فى صوم العدرا هو توزيع «فطير العدراء» على الفقراء بالكنائس، خاصة فى الفترة المسائية خلال النهضات، وأوضحت: «يطلق عليه فطير العدرا أو قرص العدرا، وهو يصنع بالمنازل من الدقيق والخميرة والزيت النباتى، ويوزع بالكنائس على الفقراء، ولا يرفضه أحد، لأنه بركة ستنا العدرا». وأضافت: «والشلولو من الأطعمة الرئيسية بكل بيت مسيحى، وخاصة الصعيد، خلال فترة صوم العدرا، عبارة عن ملوخية جافة، يتم صنعها بطريقة معينة، وتتكون من ملوخية وثوم وليمون وبهارات، ويتم تناولها مع الخبز»، وتابعت: «إحنا مرتبطين بتلك الأكلة لأنه يقال إن السيدة العذراء كانت تتناول هذا الطبق، خلال رحلتها المقدسة فى مصر».
مشاركة :