أكّد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس؛ استعدادات الرئاسة لموسم حج هذا العام 1438هـ، مشدداً على أن أمن الحرمين الشريفين وأمن الحجاج والمعتمرين والزائرين "خطوط حمراء" لا يمكن أن تتجاوز، ولا يسمح لأي كائن مَن كان بتعكير صفو فريضة الحج بفعل مزايدين أو ممّن يخدمون مصالح أو شعارات سياسية أو دعوات طائفية. وقال "السديس": لقد عنيت المملكة منذ تأسيسها أن يكون الحج والحرمان الشريفان محلاً للعبادة والتوحيد والسنة وأداء المناسك على الوجه الصحيح, ومهمة المملكة العربية السعودية وشرفها وقدرها وفخرها العناية بكل ما يخدم الحرمين الشريفين، ولهذا فإن من واجبها أن تبذل كل ما تستطيع في خدمة الحجاج والمعتمرين وسلامة أمنهم واطمئنانهم. وأضاف: المملكة ترحب بجميع الحجاج دون استثناء، وتوفر لهم الخدمات التي يحتاجون إليها وتعينهم على أداء فريضتهم بكل يسر وسهولة واطمئنان, داعياً المسلمين إلى تقوى الله ومعرفة مكانة الحرمين الشريفين ومكانة قاصديهما ورعاية أمنهما وأمن وسلامة قاصديهما، وأن يتعاونوا مع ولاة الأمر ورجال الأمن في تحقيق الأمن في الحرمين الشريفين والإبلاغ عن كل من تُسول له نفسه أن يعكّر صفو هذه الفريضة. وأردف: لنكن جميعاً رجال أمن لديننا أولاً ثم لوطننا الغالي وطن التوحيد والسنة وبلاد الحرمين الشريفين، وأن نكون فريقاً واحداً لخدمة هذا الدين وإبراز صورته المشرقة بعد أن اختطف الإسلام من جماعات إرهابية ودعوات سياسية وطائفية، وفي مقابلهم من هزوا الثوابت وميعوا الدين وارتبطوا بموجات من التشكيك والمخالفات لديننا وعقديتنا وثقافتنا الإسلامية. وتابع: ستتم الاستفادة التامة من كامل المرحلة الثالثة من المشروع المبارك لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف, وأيضاً الاستفادة من التوسعة العملاقة التاريخية المباركة "التوسعة الشمالية" في الحرم المكي الشريف والاستفادة من المصاطب كافة، مما سيكون له الدور الكبير والأثر العظيم في أداء الحجاج مناسكهم وشعائرهم وعبادتهم بكل يسر وراحة واطمئنان. وقال "السديس": الرئاسة واضطـلاعاً منها بـدورها الكبير، لا سيما وهي تحمل على عاتقها الارتقاء بمنظومة الخدمات في الحرمين الشريفين، وإبراز المشروعات المباركة والتوسعات الموفقة في الحرمين الشريفين، جاهزة لتوفير بيئة آمنة في الحرمين الشريفين، مفعمة بالروحانية، مُعظمة لمكانتها، لإبراز الصورة العالمية المشرقة للحرمين الشريفين، وإظهار قيم الإسلام والمسلمين الحقيقية، وتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة. وأضاف: تم تأهيل جميع المتعاملين فيهما للقيام بهذه المهمة العظيمة باحترافية تامة، ومهنية جاذبة لوافديهما، التي تتم من خلال كوادر بشرية ذات كفاءة عالية يصل عددهم إلى أكثر من 10 آلاف موظف وموظفة من المؤهلين علمياً وعملياً للمراقبة ومتابعة سير العمل، إضافة إلى عمال وعاملات النظافة؛ ليكون المسجدان الشريفان هما الرمز العالمي الأول، والأساس المكين للعلم والهداية والأمان للعالم أجمع، مستثمرين الإمكانات المادية والبشرية كافة. وأردف: الخطة تهدف كذلك إلى تفعيل أدوار المسجد الحرام العلمية والإرشادية, وبيان جهود الدولة فيما تقدمه من خدمات رائدة وجهود عظيمة في الحرمين الشريفين، والارتقاء بأداء الرئاسة وتطوير منظومة أعمالها لتؤدي دورها المؤمل منها بما يحقق تطلعات ولاة الأمر. وتابع: الخطة تُعنى بالتوجيه والإرشاد الشرعي والتنظيمي للحجاج، وبخدمات النظافة والسقيا والفرش وتهيئة الساحات، وتهيئة جميع أعمال التوسعات والكهرباء وتجهيز الصوت، وبإبراز جهود الدولة في إعمار الحرمين الشريفين ونشر التوعية وتوزيع الكتيبات واستقبال الزائرين بمعرض عمارة الحرمين الشريفين ومجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، ما يؤدي إلى زيادة الوعي لدى الحجاج. ولفت "السديس"؛ إلى أنه في إطار تنفيذ خطة موسم الحج لهذا العام, اشتملت على حملة "خدمة الحاج والزائر وسام شرف لنا" في موسمها الخامس, والبدء من فجر يوم التاسع من شهر ذي الحجة بتبديل الكسوة القديمة للكعبة المشرفة بالكسوة الجديدة التي أهداها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، جرياً على العادة السنوية وسيتم تكثيف برامج التوجيه والإرشاد وأعمال النظافة وسقيا زمزم والعربات والصيانة والتشغيل والتي تمكّن من أداء الحجاج نسكهم بكل يسر وسهولة. وأكّد جاهزية الرئاسة واستعـدادهـا لهـذا المـوسـم المبـارك وسـط تنسيـق وتعـاون بـنَّاء ومثـمر مع الجهات الحكومية، وعلى رأسها الأجهزة الأمنية، لتقديم أفضل الخدمات والتسهيلات لقاصدي الحرمين الشريفين.
مشاركة :