الشارقة: «الخليج» في روايتها الجديدة «همس النوارس»، تغوص الكاتبة السودانية نعمات حمود في عوالم الاغتراب عن الوطن، لتحكي عن الحياة الجديدة، والمفارقات الاجتماعية التي تبرز، وتقدم همسا يفيض حنينا هو «همس النوارس» التي رحلت بعيدا وتركت قلبها معلقا في عوالمها الأصلية، لكن بلا استسلام للشجن تنهمك في الحياة الجديدة، لتحقق الكثير من النجاحات، وكأن الكاتبة أرادت أن تقول، إن النجاح هو خير هدية تقدم للأوطان. وسيلاحظ المطالع للرواية، تمتع الروائية بمقدرة لغوية وأسلوبية مختلفة، وتتضح من سهولة السرد، تفردها بموهبة طبيعية، حيث تتنقل بخفة وسلاسة من مشهد لآخر، عبر سرد لغة تعتمد على تقديم السهل الممتنع، فلا يتسرب الملل إلى القارئ، فقد تفادت الكثير من الأخطاء التي يقع فيها الروائيون الشباب من الإسهاب في الوصف والتكرار.والرواية أقرب إلى جنس السيرة التي تحكي عن الذات، تخرج فيه البطلة ما حفظته الذاكرة، وهي تأخذنا في عوالم من التحديدات الذاتية والاجتماعية، ويعكس السرد ذلك النضال الحقيقي الذي خاضته تجاه المجتمع ومسلماته من أجل تحقيق نجاحاتها، وكذلك التحدي الآخر المتمثل في مجتمع جديد وكيفية العيش فيه.والرواية تناقش كذلك قضية في غاية الأهمية، وهي تعاطي الفتيات الوافدات مع الحرية، اللواتي يتمتعن بها في المجتمعات الجديدة التي يهاجرن إليها، وتأثير ذلك في المجمل على حياتهن.
مشاركة :