القاهرة:«الخليج» اعتادت قطر منذ بدء الأزمة على شن حملات إعلامية مملوءة بالأكاذيب ضد الدول العربية الداعية إلى محاربة الإرهاب، للنيل منها، ومن رموزها، في إطار مخططاتها الشيطانية المتواصلة ضد الدول العربية، وتتسم هذه الحملات أيضاً بالخسة والدناءة، فقطر وأدواتها الإعلامية تعودت اتخاذ الكذب منهجاً، لا يعترف بالأخلاق ولا قواعد المهنية الإعلامية المتعارف عليها في العالم كله، ولذا فإن ما تفعله الدوحة لا يبتعد عن منهجها الأسود الذي روعت به الرموز، والدول العربية، ضمن سياق التشويه والتشكيك والابتزاز.وأكد خبراء سياسيون مصريون أن ما تفعله قطر لن ينطلي على الدول العربية الداعية إلى محاربة الإرهاب، لأن العواصم العربية الأربع لن تتراجع عن موقفها الصلب من قطر، إلا بعد إعلانها رسمياً التخلي عن تمويل وتحريض الإرهابيين، والمنظمات الإرهابية، ولذا لن يؤثر إعلام قطر إلا في نفسه، إذ سيظل يمارس الكذب بكل أنواعه وصنوفه، حتى يعرف بين كل الناس بأنه كذاب.يــؤكـــد الــــدكـتور محمد مجاهد الــزيات، الــخــبــير الاســتـــراتيجي والسياسي، أن دولة قطر تحاول منذ سنوات تشويه دول الخليج، وازداد هذا التشويه ضد الدول العربية الداعية لمحاربة الإرهاب، مع فرض العقوبات على قطر.وأضاف أن أدوات قطر الإعلامية التي تستخدم قناة «الجزيرة» وعدداً من الأدوات الإعلامية في الهجوم على الرموز الوطنية، والتشكيك في إنجازاتها، إلى جانب قيامها بتمويل 260 منظمة حقوقية، تعمل على تشويه صورة الإنجازات التي تحققها أي دولة، في محاولة منها لتقليل من تلك الإنجازات، بهدف قلب الرأي العام، ضمن مساعيها لهدم الدول.منصات إعلامية مشبوهةوقال العميد خالد عكاشة، الخبير الاستراتيجي: إن قطر تضع منصاتها الإعلامية، منذ عقد من الزمن، كأسلحة لحماية نفسها، وتشويه أي دولة تعارض سياستها، موضحاً أنها اشترت منذ سنوات عدة، مراكز ومؤسسات إعلامية بملايين الدولارات، خاصة في أمريكا وبريطانيا، من بينها مركز بروكنجز الأمريكي الذي تبرعت له بملايين الدولارات إلى أن تم نقله إلى الدوحة لتبني الرأي القطري، موضحاً أن قناة «الجزيرة»، وكل منصات الإعلام القطري لم تعالج أي قضية بطريقة خبرية مهنية صحيحة، وتعمل على تلوين المواد الإعلامية كي تتوافق مع آرائها وسياستها، فيما تروج لدولة إيران و»حزب الله»، مشيراً إلى أن الدول العربية الداعية إلى محاربة الإرهاب، اعتبرت أن مكافحة الإرهاب تتطلب إغلاق هذه المنصات التي تروج للإرهاب والإرهابيين، ولذا كان من بين مطالبها غلق هذه المنصات الإعلامية، والمراكز البحثية التي خرجت عن الحيادية والموضوعية.إعلام يسيء للجميعوأكد الدكتور عمار علي حسن، أن الإعلام القطري كسر كل الخطوط الإعلامية الحمراء، التي كانت سائدة، وفقاً للالتزام بتقاليد المنطقة، ومن ذلك الاحترام التام للشأن الداخلي لكل دولة، موضحاً أن قناة «الجزيرة» مارست التدخل في الشأن الكويتي، ثم البحريني، ثم العماني، ثم السعودية، والآن الشأن الإماراتي، مؤكداً أن الأزمة الأخيرة حفلت بأخبار سلبية عن دول الخليج في انتهاك واضح لكل القيم الخليجية والعربية، لافتاً إلى أن الإعلام القطري بجميع أشكاله المرئية والمقروءة والمسموعة، لم يحترم أي شيء في الدول العربية.وأوضح عمار أن ما تقوم به «الجزيرة» سوف يؤدي إلى تغيير التقاليد السياسية الخليجية المتبعة باتجاهها ناحية التلاسن، وهو أمر غير مستحب، لأنه أقرب إلى قطع الرحم، خاصة أن دول الخليج فيها عائلات تربطها صلات دم في أكثر من دولة، الأمر الذي سيكون له مردود اجتماعي سلبي، حيث كافحت هذه الدول كثيراً للانتصار على القبلية.وأضاف أن الإعلام القطري خبيث، ويسعى إلى تقسيم الدول العربية، فهو لا يريد أن يتعامل مع الإمارات كدولة واحدة، في لعبة مكشوفة ومرفوضة، مؤكداً أن الصراع على الحكم في قطر لم يحسم بعد، بل إن استقواء قطر بإيران وتركيا وأمريكا سيجعل حكم أمرائها عليها صورياً، بينما اليد الطولى ستكون للدول المتدخلة.دور «الجزيرة» تخريبيوقال الدكتور محمد يونس، أستاذ الإعلام، والكاتب الصحفي: إن قطر، وقناتها «الجزيرة»، تلعب منذ أكثر من 20 عاماً، دوراً في تفتيت المفتت، وتقسيم المقسم، مستعينة بتجربة النموذج الأعلى لها، وهو «إسرائيل»، في كونهما دولتين وظيفيتين تعملان من أجل مصالح الدول الكبرى في المنطقة، فقطر تؤدي دورها بالوكالة عن دول أخرى طامعة بالمنطقة، ومن أجل ذلك تطلق أبواقها الإعلامية ضد الجميع.وأضاف يونس أن «الجزيرة» لا تستطيع التخلي عند دورها التخريبي، وغير المهني، وهي دائماً ما تكون لديها ملفات جاهزة تثيرها حول الدول، التي تكون على خلاف معها.وأشار يونس إلى أن قناة «الجزيرة» تمارس أسلوب الحروب القبلية القديمة، كما أنها تمارس التأطير في الإعلام، بحيث تركز على جانب من الخبر، وتهمل الجانب الآخر الذي لا يتوافق مع الرسالة التي تريد إيصالها للمشاهد.إعلام بلا مهنيةوأشارت الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية إعلام القاهرة السابق، إلى أن ما تفعله قطر ليس جديداً عليها في ظل تمسكها بعدم التزام المعايير المهنية، فهي قناة لديها أهداف سياسية واستراتيجية وأجندة تخدم المؤامرات التي تحاك ضد دول العربية.وأضافت أن قناة «الجزيرة» فقدت مصداقيتها في الشارع العربي، حيث انصرف عنها المشاهدون، ولم يعد يحرص على مشاهدتها سوى المنتمين للأفكار الإرهابية الإخوانية، الذين هم أيضاً داخل منظومة «الجزيرة» الإعلامية.وأشارت إلى أن قناة «الجزيرة» حولت مذيعيها إلى شتامين، و«رداحين»، يدافعون عن سيدهم، حتى إن كان ما يفعله وما يفعلونه يضر بمصالح بلدانهم الأم، لافتة إلى ضرورة أن تقوم الدول العربية بإطلاق قناة مشتركة تبث باللغات الأجنبية، لنقل صورة مغايرة لما تنقله قطر عن الدول العربية.أدوات إعلامية مغرضةوأكد اللواء سامح أبو هشيمة، الخبير العسكري، أن قطر تلجأ للضغط على الدول العربية، عن طريق قنواتها الإعلامية، بهدف إضعاف مواقف الدول العربية الداعية إلى محاربة الإرهاب، سعياً لمحاولة تغيير المواقف لمصلحتها، لكن كل المؤشرات تؤكد أنها لن تنجح في ذلك، لأن الدول العربية متمسكة بضرورة تنفيذ قطر لقائمة المطالب التي سلمتها إليها دولة الكويت التي تقوم بدور الوساطة في الأزمة.وأضاف أن الدول العربية تراعي منذ بداية الأزمة، عدم تدخل أطراف أجنبية في النزاع، لأن هذه الأطراف لا يعنيها الصلح النقي، أو الصلح الخالي من التوجهات، فما يعنيها تحقيق مصالحها بالمنطقة، وفي الوقت نفسه تلجأ قطر إلى ممارسة الأساليب الرخيصة، والاستعانة بدول معادية لحمايتها وتدعيمها.وأشار إلى أن الدول العربية الــداعــيـة إلى مــحـــاربة الإرهاب، متمسكة بضرورة تغيير قطر من توجهاتها العدائية بإرادة سياسية نابعة من ذاتها، ولن تتراجع هذه الدول عن تحقيق مطالبها، ولذا فإن التصرفات القطرية الإعلامية والسياسية، لن تحقق لقطر ما تريد.وأكد أن المطالب التي تقدمت بها الدول العربية تصب في تحقيق مطالب الأمن القومي العربي، حفاظاً على الوحدة الوطنية في جميع الدول العربية، التي تستهدفها قطر، ولهذا لن تتنازل هذه الدول عن مطالبها، ما لم تتعهد قطر بالالتزام بتحقيق المطالب العربية.وقال أبو هشيمة: إن الدول العربية الداعية إلى محاربة الإرهاب، عندما طالبت قطر بالتوقف عن دعم الإرهاب، والالتزام بتحقيق المطالب الثلاثة عشر، استهدفت من وراء ذلك في الأساس تحقيق الاستقرار في المنطقة العربية، ودرء ومنع التدخلات الأجنبية تحت أي من المسميات التي تدعي قطر وغيرها، أنها لتحقيق السلام الوطني العربي، فالدول العربية تستهدف حل المشكلات الداخلية في إطار الحفاظ على الوحدة الوطنية، وبقدرات من المؤسسات الوطنية، للقضاء على جميع إجراءات أو محاولات خلق دول فاشلة عربية، كما يحدث في سوريا وليبيا واليمن، ولهذا فإن الهجمات الإعلامية القطرية لا قيمة لها، لأنها لا تحقق المطالب العربية.قطر تخالف القانون الدوليوأكد الدكتور اللواء محمد الغباري، المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية العليا، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، أن قطر تخالف بما تفعله القانون الدولي، ومن ثم فإن حملاتها الإعلامية ضد الرموز العربية فارغة وبلا قيمة، بل تعد استمراراً لممارسة الإرهاب، مؤكداً أن دول الغرب وأمريكا تتملكها رغبة قوية في تنفيذ مشروع «الشرق الأوسط الكبير»، وقطر ليست سوى وسيلة لتنفيذ ذلك المشروع، بما تمتلكه من أدوات إعلامية ومالية وسياسية، باعتبارها إحدى الدول الغنية في المنطقة التي لديها تطلعات بأن تصبح دولة ذات ثقل في المنطقة، ولهذا فإن إعلامها لا يزال يروج للإرهاب.معاقبة قطر تأخرت كثيراًوقال الدكتور جمال زهران، الخبير السياسي، إنه كان من المفترض قطع العلاقات منذ فترة طويلة مع قطر، ولم تكن هناك أي جدوى من الانتظار، للقيام بهذه الخطوة مثلما حدث مع تركيا وإيران، لافتاً إلى أن قطر لا تمثل نفسها، ويعتبر نظامها إرهابياً يدعم الإرهاب وينفذ أجندة أمريكية من خلال تسخير إعلامها لخدمة المخططات الأمريكية والغربية ضد دول المنطقة، موضحاً أن قطر مجرد أداة لتنفيذ أجندة لإشعال الفتنة السياسية العربية، وهذا ما تقوم به المنصات الإعلامية القطرية.وأشار إلى أن قطر تطلق قذائفها الكاذبة من خلال اللجوء إلى المنصات والمركز البحثية التابعة لها، إضافة إلى الاستعانة بتركيا وإيران، لأنها اختارت مواجهة المقاطعة العربية من دون الاستجابة للمطالب العربية، ومع هذا لا يتورع إعلامها عن الترويج للأكاذيب.
مشاركة :