سيهات الشرق أكّد كلٌّ من الكاتب محمد محفوظ والطبيب النفسي علي جابر السلامة على أن الأحلام لا تعويل عليها في الفتوى الفقهية، وإنما تتمثل قيمتها في كونها تأخذ جانباً سيكلوجياً ومعرفياً في فهم الأنساق الاجتماعية وتفسيرها بين الهزيمة والانتصار. جاء ذلك في الندوة النقاشية المفتوحة حول كتاب «الأحلام بين العلم والعقيدة» للمفكر العراقي علي الوردي، التي نظمها ملتقى الفنار في سيهات مساء أمس الأول ضمن جدوله الثقافي لعام 2014م التي قدّمها حسين الجنبي. والتي شهدت حضوراً نخبوياً لافتاً. استعرض الباحثان رأييهما حول مفهوم الحلم وفق المنظور الفكري الذي ينطلقان منه، ففي الوقت الذي استعرضت ورقة محفوظ تفسير الحلم كمشكلة، وفي تفسيره كظاهرة لها تمثّل حياتي وديني من خلال النصوص «المقدسة» من جهة، ومن خلال سلوك الجماهير من جهة ثانية توقّف السلامة كثيراً عند الأحلام كظاهرة سيكلوجية بحتة، مؤكداً على ضرورة دراسة الأحلام وعلاقتها بالإنتاج الإنساني، حيث لم يجد من اهتم بها في كل الدراسات التي اضطلع عليها. وفي سؤال من زكريا المدن حول قيمة «سؤال الحلم» علّق محفوظ على أن أهمية السؤال تكمن في تصنيف السؤال نفسه، فهنالك -حسب رأيه- «سؤال الهوية»، وهنالك «سؤال التقدم». موضحاً أن سؤال الهوية يعزز من الانغلاق والتشتت والتفكيك للنسيج الاجتماعي بمفهومه الوطني، أما «سؤال التقدم» فهو يدفعنا إلى تناسي الماضي المذهبي والطائفي ويدفعنا إلى العمل على الحاضر والمستقبل. من جهته، علّق السلامة في إجابته على أن علاقة الإنسان بالحلم علاقة متفاوتة، فقد انهارت دول بسبب الأحلام، وقد تتخذ قرارات خطيرة منطلقة منه، جاءت مداخلة السلامة بعد مقدمة حول هندسة وتركيب النوم بصورة متخصصة، تحدّث فيها عن دورات النوم ومراحله، وعن الأحلام في جميع هذه الدورات. وفي مداخلة أخرى للباحث إبراهيم الزاكي حول علي الوردي وقيمة كتبه، اعتبر محفوظ أن الوردي مفكر كبير، وأن فكره ساهم في تصويب الفكر الشيعي عبر جداله الكبير مع خصومه الثقافيين أمثال السيد مرتضى العسكري وغيره.
مشاركة :