الكرنب (الملفوف) بأنواعه والبراكولي والزهرة واللفت من الخضروات الصليبية لأن لأزهارها أربع بتلات متساوية على هيئة صليب. ولهذه الخضراوات تركيب كيميائي فريد، فهي غنية بالكبريت الذي يظهر في طعم المرارة فيها. وعندما تقطّع هذه الخضراوات يحصل تفاعل كيميائي يحول مركبات الكبريت إلى مركبات تعزز المناعة ولها نشاط مضاد لنمو الخلايا السرطانية. وحسب قول الدكتور جويل فهرمان، في كتابه "Super Immunity" المناعة القوية" الصادر عام 2011م، فقد تم اكتشاف 120 مركّبا، لكل منها ميكانيكيات تفاعلية مختلفة لها تأثيرات مختلفة على الخلايا، ولذا تعمل متآزرة لقتل الخلايا السرطانية من خلال تثبيطها لنمو الشعيرات الدموية التي تغذي الأورام الخبيثة، ومن خلال منع الخلايا المسرطنة من الالتصاق بِ الدي إن أي وتحويل الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية، كما تقوم كذلك بتفعيل الإنظيمات (الإنزيمات) التي تحمي الخلايا من التحول إلى خلايا سرطانية حيث تعمل تلك الإنظيمات على تغطية كل خلية سليمة بغطاء يعمل على عزل الخلايا السليمة عن السرطانية. وعمليات الحماية هذه التي تتم داخل الخلايا لا تتفعّل إلا بوجود هذه المركبات الكبريتية من النباتات الصليبية المذكورة أعلاه. كما أن لبعض هذه المركبات الكبريتية تأثيرات مضادة للالتهابات وللتأكسد ومعززة للمناعة، فهي تحفز الجهاز المناعي لكي يهاجم الميكروبات والالتهابات الفيروسية حتى ان لها تأثيرا إيجابيا على التقليل من نمو أورام الرحم وأورام الحنجرة الحليمية والثآليل، وعلى البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية. وجسم الإنسان مبرمج، كما يذكر الدكتور، لكي يحارب الالتهابات والتأكسدات عند تناول هذه الخضروات. وكلما أكثر المصابون بسرطانات الثدي أو الرئة أو البروستاتا أو المستقيم من تناول هذه الخضروات كلما قلّ نمو الأورام السرطانية لديهم. ويشير الدكتور في كتابه إلى تأثير تناول كل الخضروات الخضراء في التقليل من نشاط نمو الأورام السرطانية، ولكنه يؤكد على أن تأثير الخضراوات الصليبة يساوي ضِعف تأثير غيرها من الخضروات الخضراء، فيذكر أن تناول 28 حصة (مقدار نصف كوب) في الأسبوع من الخضروات الخضراء يقلل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بمقدار 33%، بينما يعمل تناول ثلاث حصص في الأسبوع فقط من الخضراوات الصليبية على التقليل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بمقدار 41%.
مشاركة :