مشروع سوداني لبناء 50 ألف وحدة سكنية بخبرات بريطانية

  • 8/9/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في إطار انفتاح السودان على سوق العقارات والمقاولات العالمية، استعدادا للرفع الكلي للعقوبات الاقتصادية الأميركية عنه في الثاني عشر من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، اتفق الصندوق القومي للإسكان مع شركة «هيتكو» البريطانية للاستثمار، على تنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم.كما ينص الاتفاق الذي وقع في الخرطوم بين الدكتور غلام الدين عثمان، الأمين العام للصندوق القومي ومجدي محمد السيد رئيس مجلس الإدارة المدير العام لشركة «هيتكو» البريطانية للاستثمار، على تنفيذ الشركة مشروعا لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات مربعة، يتضمن بناء 3 آلاف شقة، ومحلات تجارية.ووفقا لمجدي محمد السيد رئيس الشركة البريطانية، فإن شركتهم مستعدة للمساهمة في مشروع السكن الشعبي والاقتصادي لمحدودي الدخل، الذي ينفذه الصندوق في جميع ولايات السودان، كما تعتزم إدخال تقانات جديدة للبناء، تقلل التكلفة بنسبة 50 في المائة.وأضاف مدير الشركة البريطانية أنه بحث مع المسؤولين في السودان، فرص التعاون المشترك في التصميم والتنفيذ والتمويل في مجال العقارات، وبخاصة الإسكان في ولايات السودان المختلفة، مشيرا إلى أن لديهم مكتبا كبيرا في الخرطوم سيتولى التنسيق ومتابعة المشروعات المتفق عليها مع الصندوق القومي للإسكان في السودان.وقال ممثل الشركة البريطانية، إن شركتهم لديها أعمال كبيرة في معظم دول العالم، وترغب في الاستثمار العقاري في السودان، ولديها مشروع لبناء أكبر مسجد في البلاد، مطالبا بتوفير الأرض المناسبة، وضمانات التمويل، مشيرا إلى استعدادهم للمساهمة في السكن الشعبي والاقتصادي لمحدودي الدخل، وإدخال تقانات جديدة للبناء تقلل التكلفة بنسبة عالية.من جهته رحب الدكتور غلام الدين عثمان بالوفد البريطاني الزائر، معلنا استعداد الصندوق للدخول في شراكة مع الشركة البريطانية، بعد دراسة عرضها وإبرام مذكرة تفاهم للتعاون المشترك لإبداء حسن النوايا.وقدم الأمين العام للصندوق وقياداته تنويرا للوفد البريطاني عن فرص الاستثمار المتاحة بالخرطوم والولايات، مؤكدين استعداد السودان لتوفير وتجهيز الأرض والضمانات، بالتنسيق مع الجهات المختصة بالمركز والولايات.وأشار في حديث للوفد إلى أن قانون الاستثمار في السودان مرن، ويساعد ويشجع المستثمرين بمنحهم امتيازات للأراضي، كما بدأ أخيرا في إجراء التعاملات المالية بالعملات الوطنية والأجنبية، بعد الرفع الجزئي للعقوبات في يناير (كانون الثاني) الماضي.وفي إطار التحرك السوداني نحو سوق البناء والتشييد، شارك وفد من مجلس تنظيم مقاولي الأعمال الهندسية واتحاد المقاولين السودانيين، في البرنامج التدريبي لبناة العالم العربي والأفريقي، الذي رعاه معهد البناء البريطاني في لندن الأسبوع الماضي، في مقر جامعة «ريدينغ» البريطانية بلندن، بحضور المهندس فهد الحمادي رئيس اتحاد المقاولين العرب.وأوضح المهندس مستشار مالك علي دنقلا، رئيس مجلس تنظيم مقاولي الأعمال الهندسية، عضو وزميل معهد البناء البريطاني، في حديث لـ«الشرق الأوسط» عقب عودته من لندن، أن وفد اتحاد المقاولين السودانيين وشركات المقاولات بالسودان، التي شاركت في الملتقى، الذي شارك فيه نحو 20 من شركات المقاولات العربية ومديرو شركات مقاولات بريطانية، اتفق مع معهد البناء البريطاني على تنظيم مزيد من الدورات والبرامج التدريبية للمقاولين السودانيين، لاكتساب مزيد من الخبرات العالمية في مجال البناء والتشييد.وقال دنقلا إن الوفد السوداني زار ميدانيا مواقع الأعمال في بريطانيا وعدد من المدن، وذلك للاستفادة من الخبرات الأوروبية العلمية في أساليب البناء المختلفة ببريطانيا، مشيدا بتعاون وجهود السفير البريطاني بالخرطوم لإنجاح البرنامج.وأشار دنقلا إلى أن الدكتور روجر فلاننغن من جامعة «ريدينغ» قد أشاد بجهود واهتمام معهد البناء البريطاني ورعايته للبرنامج، ودعا المشاركين في الملتقى للإدلاء بتجاربهم، بغرض تبادل الخبرات وتذليل العقبات في مشروعات التشييد.وأضاف دنقلا أن المهندس فهد الحمادي رئيس اتحاد المقاولين العرب الذي شارك في الملتقى، قد أشاد بالبرنامج والجهات المنظمة له، ودعا إلى نقل التجربة الأوروبية في تشييد المشروعات لأفريقيا والعالم العربي.وكان السفير البريطاني في الخرطوم مايكل أرون، قد أبدى لوفد السودان المشارك في ملتقى لندن، استعداد بلاده لتقديم كل الدعم الفني والتقني لقطاع العقارات والمقاولات في السودان.وأوضح المهندس مالك دنقلا رئيس مجلس تنظيم مقاولي الأعمال الهندسية، عقب لقائه السفير البريطاني، أن اللقاء يأتي في إطار جهود التعاون والتنسيق بين المجلس والاتحاد، المتواصلة لرفع قدرات ومهارات المقاول السوداني، وتمكين قطاع المقاولات من التعامل مع مرحلة المنافسة الخارجية خلال المرحلة المقبلة.وأشار إلى أن اللقاء مع السفير البريطاني بالخرطوم تناول كيفية دعم الدورات التدريبية للاتحاد، والمزمع عقدها بالمملكة المتحدة خلال الفترة المقبلة، بجانب مشاركة السودانيين في الفعاليات والمعارض الخاصة بقطاع المقاولين ببريطانيا، وذلك في إطار جهود دعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتطوير قدرات المقاول السوداني، بجانب الاستعداد لعودة الشركات البريطانية لاستئناف نشاطها بالسودان.وأعلن رئيس مجلس تنظيم مقاولي الأعمال الهندسية، أن السفير البريطاني أبلغهم بموعد افتتاح فرع للبنك البريطاني العربي بالخرطوم، مما يعد خطوة كبيرة في تذليل عقبات التحويلات والتعاملات المالية والمصرفية بين البلدين.ونوه دنقلا إلى تأكيدات السفير البريطاني على أهمية دور اتحاد المقاولين في تطوير العلاقات بين البلدين، واهتمامه بتطوير قدرات المقاول السوداني، والمساعي لانضمامه لكل المؤسسات البريطانية المهتمة بالجانب العملي والعلمي لمقاولي الأعمال الهندسية والإنشاءات.يذكر أن اتحاد المقاولين السوداني، وفي إطار توسيع علاقاته الخارجية للاستفادة من تجارب الدول في الإسكان، خاصة بعد الرفع الجزئي للعقوبات الاقتصادية الأميركية والسماح بالتحويلات المصرفية، قد أجاز الشهر الماضي خطة إصلاح شاملة لتنظيم سوق العقار، وتحفيز البنوك التجارية لتمويل مشروعات الإسكان في البلاد، وفك التمويل العقاري المحظور منذ عام 2014.وأبرم الاتحاد السوداني للمقاولات مع وزارة التنمية الوطنية السنغافورية، اتفاقا لنقل التجربة السنغافورية في مجالات البناء والتشييد إلى السودان، لتنفيذ مشروع قومي لبناء وحدات سكنية متنوعة للفئويين والمهنيين بنظام التقسيط، ينفذه الصندوق القومي للإسكان، ومشروع آخر كبير لإسكان المغتربين السودانيين الذين تجاوزت أعدادهم 5 ملايين مغترب.

مشاركة :