الرئيس الإيراني حسن روحاني يعجز عن تنفيذ وعوده لاحترام حرية الصحافة في بلاده، ويلتجئ إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن رفضه التضيق على الصحافيين.العرب [نُشر في 2017/08/09، العدد: 10717، ص(18)]دعوات طيبة أم تنصل من المسؤولية طهران – لا يملك الرئيس الإيراني سوى الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لإتاحة هامش ضيق من الحرية للصحافيين في بلاده، متمنيا احترام حرية الصحافة بدلا من “تحطيم الأقلام وتكميم الأفواه”، وكاشفا عجزه عن تنفيذ الوعود التي سبق وأن أطلقها في حملته الانتخابية الأولى منذ سنوات. وقال روحاني عبر حسابه الرسمي على موقع إنستغرام، إنه لا “يجب تحطيم الأقلام وتكميم الأفواه بذرائع واهية”، وذلك خلال تهنئة الصحافيين بيوم المراسل فيإيران. واشترط روحاني أن تكون الحرية ملتزمة بالانضباط وهو المصطلح الفضفاض الذي تروج له السلطات لتقييد العمل الصحافي وملاحقة الصحافيين تحت مسميات متعددة وأشهرها حماية الأمن القومي، وكتب أنه يجب “السماح للحرية المنضبطة بأن تشيع في المجتمع”، معتبرا أن “الأقلام المحطمة” لا يمكن أن تعمل بشكل صحيح. وتأتي دعوات روحاني بعد أيام قليلة من صدور بيان منظمة “مراسلون بلا حدود” قالت فيه إن فترة حكم روحاني الأولى شهدت حملة قمع واسعة ضد الصحافيين وطالبته بتطبيق ما وعد به حول ضمان حرية الصحافة خلال ولايته الثانية. وشددت المنظمة في بيان نهاية الأسبوع الماضي،على أن إيران واحدة من خمس دول تعتبر الأكثر سجنا للصحافيين حول العالم. وبحسب البيان، فإن حوالي 200 مراسل وصحافي تم استدعاؤهم واستجوابهم من قبل الأجهزة الأمنية وصدرت في حق 32 منهم أحكام بالحبس لمددة طويلة من قبل القضاء تتراوح بين 3 و16 عاما وذلك خلال الولاية الأولى من رئاسة روحاني. وكانت “مراسلون بلا حدود” قد انتقدت في تقريرها الأخير حول إيران، اعتقال العشرات من الصحافيين ونشطاء مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي بتهم واهية. وكشفت أن إيران اعتقلت منذ الشتاء الماضي أكثر من 94 مدونا خاصة من نشطاء “تلغرام” الذين أصبحوا هدفا سهلا للأجهزة الأمنية. وقالت المنظمة إن السلطات تحرم 55 مليون مواطن إيراني من حرية تداول المعلومات والحصول على المعلومات الحرة والمستقلة، وقامت بتقييد شبكات التواصل الاجتماعي مع قرب الانتخابات. وطالبت في هذا البيان وبشكل ملح الرئيس الإيراني بأن ينفذ الوعود التي وعد بها الشعب من قبيل الحريات الاجتماعية والرأي والإعلام في الأربع سنوات القادمة من حكمه. إضافة إلى الإفراج السريع ومن دون قيد وشرط عن 17 صحافيا يقبعون في السجون حاليا. ويحيي يوم المراسل في إيران ذكرى مقتل محمود صارمي مراسل وكالة “إرنا” إلى جانب ثمانية من موظفي القنصلية الإيرانية في مدينة مزار شريف الأفغانية في هجوم لحركة طالبان في الثامن من أغسطس من عام 1998، في حين تتجاهل السلطات حقوق الصحافيين القابعين في سجونها دون أي ذكر لمعاناتهم أو قضاياهم. يذكر أن إيران جاءت في المرتبة 165 من أصل 180 دولة في تصنيف حرية الصحافة الذي أصدرته مراسلون بلا حدود، وبهذا تعتبر من أسوأ الدول في قمعها لحرية الرأي والصحافة.
مشاركة :