تحل اليوم الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر العربي الكبير محمود درويش، الذي فارق عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2008، إثر خضوعه لعملية قلب مفتوح بأمريكا. ولد محمود درويش في مارس/ آذار 1941 في قرية البروة الفلسطينية، التي تقع في الجليل شرق ساحل عكا، وطرد من البروة مع أسرته في السادسة من عمره تحت دوي القنابل عام 1947، ووجد نفسه أخيراً مع عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، بعد أن تعرض الشعب الفلسطيني للاقتلاع وتدمير مدنه وقراه. بعد 6 سنوات عاد درويش مع أهله متسللين إلى شمال الجليل، وهناك أنهى دراسته الثانوية في مدرسة يني الثانوية، وانتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل في صحافة الحزب مثل الاتحاد، والجديد التي أصبح فيما بعد رئيس تحريرها اشترك فى تحرير جريدة الفجر، كما شغل منصب رئيس تحرير مجلة شؤون فلسطينية، وترأس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وأسس مجلة الكرمل الثقافية فى بيروت عام 1981. اعتقل أكثر من مرة من قبل السلطات الإسرائيلية منذ عام 1961 بسبب نشاطاته السياسية، وأقواله الوطنية التى كانت تؤرق الكيان الإسرائيلي، تم انتخابه عضوا فى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1988، ثم مستشارا للرئيس الراحل ياسر عرفات، قبل أن يستقيل منها احتجاجا على توقيع اتفاقية “أوسلو”. كان درويش محبا صادقا وودودا لأصدقائه وللناس بشكل عام، وهو متواضع جدا، وخجول لا يحب اللقاءات الاجتماعية التي يزيد فيها الحضور عن 6 أشخاص. كان معتدلا في حياته، وفي طعامه وشرابه ونقاشاته، ولم يكن متطرفا برأيه، هو متسامح جدا، ولم تكن لديه عداوات مع أحد. كتب ما يزيد على 30 ديوانا من الشعر والنثر، إضافة إلى كتابته 8 كتب، وترجمت أشعاره إلى عدة لغات، وأثارت قصيدته عابرون فى كلام عابر جدلا داخل الكنيست. وحصل على عدة جوائز منها جائزة لوتس، جائزة البحر المتوسط، دروع الثورة الفلسطينية، لوحة أوروبا للشعر، جائزة ابن سينا وجائزة لينين، في الاتحاد السوفيتي. في 13 أغسطس/ آب 2009 وري جثمانه الثرى في مدينة رام الله، حيث خصصت له هناك قطعة أرض في قصر رام الله الثقافي، وقد شارك في جنازته الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني وشخصيات أخرى في مقدمتهم الرئيس محمود عباس.
مشاركة :