حلف الأطلسي «الناتو» تولى مهمة تنظيم زيارة النواب بعد تأجيل أنقرةالأمين العام لحلف الشمال الأطلسي جينس ستولتينبرغ اثناء مؤتمر وارسو حول “الدفاع والسلام ” العام الماضي (غيتي) «المجلة»: لندن بعد انتظار دام أسابيع سوف يُسمح لنواب البرلمان الألماني «بوندستاج» بزيارة قاعدة «قونيا» العسكرية التركية التابعة لحلف شمال الأطلسي «ناتو» يوم 8 سبتمبر (أيلول) القادم. وأعلن حلف الأطلسي أن ألمانيا وتركيا اتفقتا على هذا الموعد بعد وساطة الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج. وفي الوقت ذاته أطلع وزير الخارجية الألماني، زيجمار جابريل، لجنة الدفاع بالبرلمان الألماني على تصريح السفر في خطاب. يشار إلى أن «الناتو» يدعم جهود مكافحة تنظيم داعش، انطلاقاً من قاعدة قونيا بطائرات نظام الإنذار والمراقبة الألماني المحمول جواً «أواكس»، ويتمركز في القاعدة 9 جنود ألمان. ومن المقرر أن تقود روز جوتمولر نائبة الأمين العام لحلف الأطلسي الوفد المكون من 7 نواب ألمان من جميع تكتلات البرلمان الألماني، وبذلك لا يتعلق الأمر رسمياً بزيارة للبرلمان الألماني، وإنما بزيارة لحلف الأطلسي. وكانت تركيا قد أجلت في منتصف شهر يوليو (تموز) الماضي زيارة برلمانيين ألمان لجنود الجيش الألماني في قونيا إلى أجل غير مسمى، وبررت ذلك حينها بتوتر العلاقات الثنائية بين البلدين. وهدد البرلمانيون الألمان إثر ذلك بسحب الجنود الألمان من القاعدة. يشار إلى أن الجيش الألماني يسحب قواته حالياً من قاعدة «إنجرليك» العسكرية في تركيا، وينقلها إلى الأردن بسبب حظر زيارة برلمانيين ألمان هناك. ومن جانبها، أشادت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين بالسماح لبرلمانيين ألمان بزيارة قاعدة «قونيا»، وقالت في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إنه «لحل جيد أن يتم السماح لبرلمانيين ألمان بالزيارة حاليا تحت مظلة الناتو». وتابعت الوزيرة الاتحادية قائلة إن «الطلعات الجوية التي تنطلق من قونيا هي مهمة الناتو، وطائرات (نظام الإنذار المبكر والمراقبة الألماني المحمول جواً) – أواكس – هي قدرة الحلف. لذا من الصائب أن الناتو تولى مهمة تنظيم زيارة برلمانيين بالحلف إلى قونيا». وأكدت فون دير لاين أنه لا بد أن يكون متاحاً بشكل أساسي أن يُسمح لبرلمانيين بزيارة القوات الألمانية المتمركزة في الخارج، وقالت إنها «أيضا مسألة احترام متبادل داخل الناتو». وشددت على ضرورة أن تُظهر تركيا نفسها الاحترام الذي تتوقعه من ألمانيا، وقالت إنه «يتعين علينا التركيز على مكافحة الإرهاب الإسلامي. إن ذلك يصب في مصلحة تركيا أيضا». وأشاد أيضا مارتن شولتس، منافس المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على منصب المستشارية في الانتخابات البرلمانية القادمة، بالسماح لبرلمانيين ألمان بزيارة قاعدة قونيا. وقال شولتس زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي ومرشحه لمنصب المستشارية الثلاثاء في كمنيتس: «لن تنحل حتى الآن جميع النزاعات والمشكلات التي لدينا مع تركيا، ولكن من المؤكد أنها خطوة إلى الأمام». وأضاف أن الوضع سيسير في «الاتجاه الصائب»، إذا عادت الحكومة في أنقرة إلى طريق أكثر تعاوناً وأسهمت في اتباع نهج أكثر عقلانية بين تركيا وجمهورية ألمانيا الاتحادية. من جانبه، عارض ألكسندر نوي، النائب البرلماني عن حزب اليسار الألماني المعارض، التسوية التي تمت بوساطة حلف الأطلسي، ووصفها بأنها «تسوية فاسدة»، واعتبرها رضوخا من طرف الحكومة الاتحادية، لافتا إلى أنه «ليس هناك قدرة بشكل مستقل على التحدث مع الحكومة التركية بصراحة». وأشار نوي، رئيس تكتل اليسار بلجنة الدفاع في البرلمان الألماني، إلى أنه لا يزال يفكر فيما إذا كان سيسافر مع الوفد أم لا من الأساس، لافتاً إلى أن الأمر يتعلق بالنسبة له بمسألة أمن شخصي. وأوضح أنه تم إطلاعه من المكتب الاتحادي لمكافحة الجرائم في ربيع العام الجاري على أنه مدرج «على قائمة الاستخبارات التركية»، وقال: «لهذا السبب سوف أطلب ضمانا أمنيا من وزارة الخارجية الألمانية». يشار إلى أن الحكومة الألمانية والبرلمان الألماني «بوندستاج» يصران على حق النواب في زيارة جنود الجيش الألماني بالخارج، حيث يعد الجيش الألماني «جيشا برلمانيا»؛ لأن البرلمان هو الذي يتخذ القرار بشأن مهام الجيش، وليس الحكومة، على نحو يختلف مع أغلب الدول الأخرى، ولم يتضح حتى الآن إذا ما كان حق الزيارة لقونيا مكفولا دائما أم لا. يذكر أن الحكومة التركية سمحت في الخريف الماضي بزيارة أولى لنواب ألمان لقاعدة «إنجرليك»، ولكنها حظرت بعد ذلك زيارة أخرى هذا العام. ومن جانبه، أعرب رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الألماني فولفجانج هلميش عن تفاؤله، وقال: «أفترض أن الحق في الزيارة مقبول من حيث المبدأ».
مشاركة :