تزايد العزلة الدولية على الحكومة الفنزويلية على خلفية أزمة سياسية داخلية

  • 8/9/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استقبل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في كاراكاس وزراء خارجية كوبا وبوليفيا والإكوادور وعدد من دول الكاريبي الحليفة لبلاده، في وقت تزداد العزلة الدولية على حكومته بعد تعيين الجمعية التأسيسية والاحتجاجات المستمرة منذ أشهر في البلاد. ووصلت العزلة إلى حد فرض الولايات المتحدة عقوبات على مادورو نادرا ما تفرض ضد رئيس دولة. واجهت الحكومة الفنزويلية الثلاثاء عزلة دولية متزايدة بعد تنديد الأمم المتحدة باستخدامها القوة المفرطة وإدانة دول أمريكية جنوبية لانتهاكها "النظام الديمقراطي". ودعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قادة الدول الحليفة لبلاده بما فيها كوبا وبوليفيا إلى كراكاس حيث رددوا ما كان قد أكده بنفسه بأن مؤامرة "إمبريالية" أمريكية تستهدف فنزويلا. وحضر الاجتماع وزراء خارجية كوبا وبوليفيا والإكوادور ونيكاراغوا وعدد من دول الكاريبي. وقال مادورو أمام حلفائه إن "فنزويلا هي الجائزة الكبرى، الجوهرة التي تزين التاج، هذا ما يقولونه في الأروقة في واشنطن"، معتبرا أن للولايات المتحدة مخططات لفنزويلا بسبب نفطها وموارده المعدنية. في الأثناء، صعدت كراكاس حملتها للتصدي للمعارضة التي بدأت تحركاتها الاحتجاجية تفقد زخمها على ما يبدو مع اشتداد القمع ضدها، حيث بلغت حصيلة أربعة أشهر من أعمال العنف في شوارع فنزويلا حوالى 130 قتيلا. وأصدرت المحكمة العليا في البلاد حكما بالسجن 15 شهرا بحق رئيس بلدية معارض وحرمته من حقه في الترشح للمناصب السياسية. وأدانت المحكمة رامون موتشاتشو، رئيس بلدية شاكاو لعدم منعه التظاهر ضمن إطار بلديته في العاصمة الفنزويلية كراكاس. بدورها أقرت الجمعية التأسيسية، وهي هيئة موضع جدل تتمتع بسلطات عليا تم تشكيلها الأسبوع الماضي بعد انتخابات شابتها أعمال العنف وادعاءات بحصول تزوير، قانونا جديدا لإنشاء "لجنة تقصي حقائق" لمحاكمة قادة المعارضة. وكانت الجمعية التأسيسية أمرت السبت بإقالة النائبة العامة لويزا أورتيغا التي أصبحت منتقدة شرسة لمادورو بعد انشقاقها عنه. وندد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين الثلاثاء بـ"الاستخدام المفرط للقوة على نطاق واسع وممنهج، وبحملة اعتقالات عشوائية ضد متظاهرين في فنزويلا". وشدد المفوض السامي على أن الاستخدام المفرط للقوة يهدف إلى "زرع الرعب وسحق المعارضة ومنع التجمعات والتظاهرات والوصول إلى المؤسسات العامة لتقديم شكاوى". من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن قلقه من أن "تؤدي التطورات الأخيرة لمزيد من التوتر". أزمة اقتصادية وتعاني فنزويلا حاليا أزمة اقتصادية خانقة حيث يكافح غالبية السكان البالغ عددهم 30 مليون نسمة لتأمين احتياجاتهم وسط نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية. وتراجعت احتمالات إجراء مفاوضات والتوصل إلى حل سلمي في فنزويلا بعد تشدد مادورو المتزايد تجاه المعارضة. وتصاعدت المخاوف من انزلاق الأزمة إلى مزيد من العنف الأحد بعد محاولة مجموعة من 20 مسلحا بقيادة ضابطين متمردين السيطرة على قاعدة للجيش في فالنسيا، حيث قاموا بالاستيلاء على أسلحة من مخازنها. وأعلن الجيش أن النقيب السابق في الحرس الوطني خوان كارلوس كاغواريبانو، والملازم جيفرسون غابريال غارسيا كانا وراء الهجوم. ولا تزال السلطات تشن حملة مكثفة للعثور عليهما وتوقيفهما بعد مقتل اثنين من المجموعة وتوقيف ثمانية. وشدد وزير الدفاع وقائد القوات المسلحة الجنرال فلاديمير بادرينو في كلمة ألقاها بزيه العسكري أمام الجمعية التأسيسية على أن المهاجمين هم "إرهابيون" وتحركوا بدعم أمريكي، وتحركهم لا يشكل إطلاقا انشقاقا داخل الجيش. وألقى الجنرال بادرينو كلمته في الجمعية بعد أن حظي الجيش بدعمها، مشددا على الطابع "المعادي للإمبريالية" و"الثوري" للقوات المسلحة. وخارج القاعة، فرقت الشرطة قلة من المتظاهرين المعارضين للحكومة، فيما منع مسلحون موالون للحكومة أعضاء في الكونغرس الذي تسيطر عليه الحكومة من دخول القصر التشريعي في كراكاس حيث يجتمع أيضا. وفي البيرو اجتمع وزراء خارجية 16 دولة من أمريكا اللاتينية والكاريبي بالإضافة لكندا الثلاثاء حيث أصدروا بيانا مشتركا يدين "انتهاك النظام الديمقراطي في فنزويلا". كما أعلن المجتمعون أنهم لن يعترفوا بالجمعية التأسيسية. إلى ذلك علقت السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية "ميركوسور" الأسبوع الماضي عضوية فنزويلا. ودعا مادورو الثلاثاء خصومه الإقليميين إلى الحوار. وقال مادورو خلال اجتماع حلفائه في كراكاس إن "الجناح اليميني في أمريكا اللاتينية كسر قواعد اللعبة وقواعدنا بالعيش جنبا إلى جنب". وأضاف الرئيس الفنزويلي "أعتقد أننا بحاجة إلى حوار إقليمي... تلقى فيه فنزويلا الاحترام". عقوبات أمريكية من جهتها اتخذت الولايات المتحدة خطوة غير اعتيادية بفرض عقوبات على رئيس دولة بتجميدها أي أصول قد يملكها مادورو على الأراضي الأمريكية. ومن الممكن أن تفرض الإدارة الأمريكية التي وصفت الرئيس الفنزويلي بأنه "ديكتاتور" المزيد من العقوبات. ومن المقرر أن يجري نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الأسبوع المقبل زيارة إلى دول أمريكية جنوبية جرى تنظيمها على عجل. وقد تكون زيارة بنس مرتبطة بتنسيق التحرك ضد فنزويلا، إلا أن بيانا أصدره البيت الأبيض أورد نقلا عن بنس قوله إنه يريد البناء على "الأهداف الاقتصادية والأمنية المشتركة".   فرانس24 / أ ف ب نشرت في : 09/08/2017

مشاركة :