«برغر» نباتي في برنامج «الطبعة الأولى»

  • 8/10/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ما الذي يجعل المستحيل ممكناً؟ سؤال قد يرفضه بعضنا بسرعة، لكنّ العلم قد يحمل أحياناً جواباً على السؤال، والمقصود بالعلم هنا هو كلّ ما قد يُغيّر مسارات حياتنا، وأيضاً مذاقاتها. ففي حلقة الاثنين من برنامج «الطبعة الأولى» (قناة دريم)، من إعداد الإعلامي أحمد المسلماني وتقديمه، تخلّى صاحب البرنامج عن شغفه بالجديد من أحوال السياسة وأحداثها، وتتبّع العلماء والمفكرين في مجالهم، ليقدم محتوى مختلفاً عنوانه «البرغر... المستحيل». وفيها تحدّث عن تجربة مهمة للعالم مات برايم الذي عمل على صناعة البرغر من الألياف النباتية بدلاً من اللحوم. دخل الرجل مجال أبحاث مهمة في الكيمياء الحيوية ومعه مجموعة من العلماء من أجل كشف أسرار مكونات شرائح البرغر الحيواني التي تمنحها مذاقها الشهي عند الملايين في كل مكان في العالم. ومن خلال أفلام صورت مراحل الاكتشاف، يقوم العلماء بتفتيت اللحم المفروم المجهز لعمل البرغر، ويتابع كل منهم أحد مكوناته الأولى، بينما يتابع آخرون- من خلال أجهزة دقيقة- تفاعل مجموعة الناس المختارين لإجراء الاختبارات مع مكونات البرغر من طريق إشارات للمخ أثناء تناول اللحم. نكهة واحدة فقط أتعبت العلماء أثناء تجاربهم على مركب اسمه «هيم» يعطي اللحم لونه ورائحته وبالطبع لم ييأس هؤلاء الذين تعبوا كثيراً في الحصول على مواد نباتية من بيئات مختلفة لمزجها بالنباتات الأصلح للتحول إلى لحم جديد، نباتي، وكان أحد الأسئلة الصعبة لعلماء جامعة ستانفورد هو: هل يستطيع مخ الإنسان التفرقة بين البروتين النباتي وشبيهه الحيواني؟ وعلى رغم وجود أسئلة أخرى حول مدى قدرة النباتات على الحلول محل اللحوم، وهل ثمة آثار جانبية للبرغر الجديد، إلا أن النتائج الرائعة التي تحققت دفعت أكثر من مئة مطعم للتعاقد مع جامعة ستانفورد هذا العام من أجل الحصول على البرغر النباتي. أما لماذا يشغل العلماء أنفسهم أساساً بهذا الأمر، فلأن الفجوة بين الموارد وزيادة السكان اتسعت كثيراً كما قال صاحب الفكرة في البرنامج، ولأن الهدف في المستقبل القريب هو أن يستطيع الإنسان أن يعيش رغم نقص الموارد في أماكن كثيرة من العالم، وامتداد التصحر إلى أماكن جديدة. نعم، إنها الحقيقة كما قدمها لنا البرنامج من خلال كل مفردات الصورة والتعليق وليأتي التعليق النهائي على لسان مقدمه بأن العلم دائماً «هو الباعث الأكبر للأمل في حياتنا»! ويا لها من جملة شديدة الأهمية تحتم على البرنامج نفسه تخصيص حلقات مستمرة لإنجازات العلم، وتحتم على مسؤولي القنوات الأخرى الاهتمام قليلاً بالعلوم والعلماء وجديدهم، واعتباره اهتماماً مماثلاً لجديد المطربين والممثلين ولاعبي كرة القدم... نعم، نحب الفنون والرياضة. ولكن لماذا لا نحب العلوم أيضاً؟

مشاركة :